عودة التحذيرات من اللجوء إلى الشارع ومحاولة «إحراق البلد».. والمعارضة تكرر تمسكها بـ«الثلث المعطل» أو انتخابات مبكرة

تبادل اتهامات «العرقلة» مستمر بين أطراف الأزمة اللبنانية

TT

أعين اللبنانيين وآذانهم شاخصة الى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً، والمخصص بدعوة سعودية ـ مصرية للبحث في الازمة اللبنانية المستعصية وتلمس الحلول الوفاقية الممكنة لها. وفي الوقت الضائع ـ الفاصل بين اللحظة وصدور القرارات العربية المتوقعة ـ يستمر فرقاء الازمة في جانبي المعارضة والموالاة في تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن تعقيدات الازمة وتعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وتحت ثقل السجال السياسي المتصاعد بين الفريقين برزت تحذيرات من اللجوء الى الشارع واكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار الحوري «ان جماهيرنا لن تقف مكتوفة الايدي على من يحرق البلد» واصفاً ما تردد عن سيناريوهات لتحرك المعارضة بأنه «اجراءات انقلابية اضافية للقضاء على اتفاق الطائف».

وقال: «ان السيناريوهات التي يتداول بها عن طبيعة تحرك المعارضة خصوصاً بعد حديث (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله عن مهلة عشرة ايام هي اجراءات انقلابية اضافية تصب في خانة محاولة القضاء على اتفاق الطائف والدستور والقوانين. وان كل ذلك سيواجه بالمزيد من التمسك بالدولة والقوانين والنظام الديمقراطي والعيش المشترك تحت حماية الجيش والقوى الامنية الشرعية». وقال حوري إن ما تلوح به «قوى 8 آذار» انقلاب حقيقي، و«في حالات الانقلاب لن تقف تقف جماهير 14 آذار مكتوفة الايدي وتتفرج على من يحرق البلد، فجماهيرنا ليست جميعها خريجة «اوكسفورد» و«كمبردج». جزء لا بأس به يحسن التعاطي مع حالات الغوغاء التي يحاولون ان يوصلوا البلد اليها، لذا عليهم ألا يلعبوا بالنار». واعتبر «ان تحرك المعارضة في الشارع يهدف الى اسقاط العماد ميشال سليمان كمرشح»، مؤكدا انه «اذا كان المقصود استقالة الحكومة وصولا الى فراغ كامل والغاء اتفاق الطائف والانقلاب على الدستور وفرض المثالثة، فهذا ما لن يحصل». وفي السياق ذاته، طالب نائب كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا (قوى الاكثرية) بـ «اعادة تكوين مناخ دولي واقليمي مقاطع لسورية وضاغط عليها لاقناع النظام السوري بالانحناء امام الضغوط وتسهيل الانتخاب الرئاسي». واشار الى ان الاكثرية لا تريد ان تتشبه بالمعارضة وتسعى مثلها الى فرض الامر الواقع على الآخرين. وقال: «نحن متمسكون بالدستور اللبناني وبالأساليب السلمية الديمقراطية وبمحاولة إعادة بناء كل المؤسسات والمحافظة على المؤسسة الأخيرة القائمة حاليا وهي مجلس الوزراء والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية».

وحول تحرك المعارضة بعد 10 أيام في الشارع، رأى النائب زهرا أن «التهديد الذي أطلق أمس بلهجة هادئة هذه المرة، والذي قال إن «حزب الله» ليس وحده على الأرض وأن هناك آخرين لا يمكن ضبطهم يؤشر الى ما استعدوا له منذ أشهر وما نبهنا له من إنشاء ميليشيات جديدة ممولة ومسلحة من «حزب الله» كي يتفلت من المسؤولية عندما يطلقها لإحداث الفوضى الأمنية ربما، والمشاكل وافتعالها على الأرض وأنا أقول إن في لبنان جيشاً وطنياً وقوى أمنية لبنانية هي المسؤولة عن أمن كل المواطنين، وهي المسؤولة عن عمل كل المرافئ والمرافق العامة، وأنه ليس بهذه السهولة يمكن أن يهدد كل المواطنين في أمنهم وحياتهم وأرزاقهم من أجل تعطيل الحياة بعد تعطيل الاستحقاق الرئاسي وذلك من أجل استمرار «سيادة الفراغ» وصولا الى انقلاب كامل وقد دل عليه سماحة السيد (نصر الله) بالأمس عندما دعا الى عرف جديد في تشكيل الحكومات لا يمكن أن يقال فيه إلا أنه مجلس رئاسي يدير البلد بالإجماع ولا يعود هناك أي مجال لا للمعارضة ولا للديمقراطية ولا لسلطة تستطيع أن تحكم. وعندما يقول: فلنكرس عرفا تشكل بموجبه الحكومات على أساس التمثيل النيابي. فأين تصير المعارضة أو السلطة أو المحاسبة؟».

في الجانب الآخر، رد عضو كتلة نواب حزب الله حسين الحاج حسن على بيان «المصادر الحكومية» الذي تناول الحديث التلفزيوني للأمين العام لحزب الله. وأخذ على البيان «امعان هذا الفريق (فريق الحكم) في رفض الشراكة والاستئثار بالحكم عبر اعتباره الثلث الضامن مصادرة للقرار فيما هو مشاركة في القرار». واضاف: «إن قوى 14 آذار تعرف أن أكثريتها النيابية المسروقة لم تعد أكثرية شعبية منذ زمن بعيد، ولذلك رفضت ولا تزال ترفض الخيار الديمقراطي الذي تلجأ إليه كل الشعوب والدول .. وهو خيار الانتخابات المبكرة. وما تزال قوى 14 آذار ماضية في غيها وعلى رأسها رئيس الحكومة البتراء ورئيس هذه القوى في رفض كل الخيارات الديمقراطية من انتخابات مبكرة أو حكومة وحدة وطنية أو أي خيار جامع آخر».

واتهم الحاج حسن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بـ«الانقضاض على صلاحيات رئيس الجمهورية، ومصادرتها دفعة واحدة وتهميش فئة جديدة من اللبنانيين الى جانب الفئة التي همشتها منذ اكثر من سنة». واذ اعتبر الاميركيين حلفاء للسنيورة قال: «حلفاؤك الأميركيون هم صناع الفتن وكثير من قوى ما تسمونه أكثرية هم منفذو الفتن واللبنانيون يعرفونهم جيدا في «إداراتهم المدنية» و«حالاتهم الحتمية» ومجازرهم المتنقلة. أما المقاومة فهي التي حررت الأرض وحفظت السيادة بفضل شهدائها». الى ذلك، شدد وزير الصحة المستقيل محمد خليفة (حركة امل) على اهمية نجاح المسعى العربي.