مصدر فرنسي لـ«الشرق الأوسط»: ساركوزي سيعلن مواقف جديدة في الملف الرئاسي اللبناني

TT

فيما قالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن «المبادرة» الفرنسية لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان «لم تتوقف» رغم انقطاع «التواصل السياسي» وجهود الوساطة على خط باريس ـ دمشق، تترقب باريس النتائج التي ستصدر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة غدا لتقرر الوجهة التي ستسلكها.

وأفادت المصادر الفرنسية أن باريس تتوقع أن يساهم اجتماع القاهرة في «إعادة إطلاق دينامية سياسية عربية ودولية» لتوفير ظروف سياسية من شأنها تسهل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

وسيكون الموضوع اللبناني على رأس الملفات التي سيناقشها الرئيس الفرنسي في جولته الخليجية التي تشمل، ابتداء من 13 من الشهر الحالي، السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. وقبل ذلك، سيلتقي ساركوزي رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري في باريس الثلاثاء المقبل بعد مؤتمر صحافي هو الأول في نوعه منذ انتخبه رئيسا. وقالت المصادر الفرنسية إنه من المتوقع أن «يعلن الرئيس ساركوزي مواقف جديدة» من الملف الرئاسي اللبناني وأن يعود الى موضوع «الانفتاح» على سورية.

وعلم في باريس أن الدبلوماسية الفرنسية بصدد «إعادة تقويم» أدائها في موضوع الوساطة في لبنان وخصوصا ما حصل على صعيد الانفتاح على سورية والنتيجة السلبية التي أفضى اليها بعد أكثر من شهرين. وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» أن اعلان الرئيس ساركوزي عن وقف الاتصالات مع دمشق حول الملف اللبناني استهدف، الى جانب التعبير، عن «ضيق صدر» باريس من دمشق ومن وعن عدم تنفيذه الوعود التي أغدقتها بشأن تسهيل الانتخابات الرئاسية، «كسر الحلقة المفرغة» التي كانت تدور فيها الاتصالات و«وضع حد لسلسلة التأجيلات» التي طرأت على الجلسات المعلنة لانتخاب رئيس الجمهورية.

وبحسب هذه المصادر، فإن باريس التي «لا تريد الدخول في جدل مع دمشق» حول تفاصيل الوساطة وما جاء من دمشق وما طرحه الجانب الفرنسي أرادت «إفهام الجانب السوري أنها تعي اللعبة المزدوجة» التي تلعبها سورية وأرادت «إخراج ذلك الى العلن» على لسان الرئيس ساركوزي نفسه. فضلا عن ذلك، نقول هذه المصادر إن ساركوزي «كان يعي مدى المخاطرة التي يقوم بها بإعادة التواصل السياسي مع سورية على أعلى المستويات وخطر أن يؤخذ على باريس إعادة النفوذ السوري الى لبنان».

وكانت باريس تراهن على إمكانية حصول الانتخاب قبل نهاية المهلة الدستورية. لكن أملها خاب مرة أولى ومرات لاحقة «عندما فهمت أن الشريك السوري يستخدم وساطتها سياسيا دون مقابل» في الموضوع اللبناني. وقال مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن «جهات عربية» لها ثقلها عربيا وإقليميا استشارتها باريس بخصوص الإنفتاح على سورية «نبهت الرئيس الفرنسي الى انعدام الضمانات بالوصول الى نتائج». وقام الرئيس الفرنسي بإرسال أقرب معاونيه أكثر من مرة لاستشارتها ولإطلاعها على الخطوات التي تنوي القيام بها وعلى محصلة ما تقوم به بالتدريج. ورغم شكوكها، قالت هذه الجهات لفرنسا أن «تجرب» خصوصا أنه لم يكن في الأفق «مبادرات» أخرى. وتقول المصادر الفرنسية اليوم إن هذه الجهات«كانت مصيبة« في شكوكها وتحفظاتها. كذلك لقيت مبادرة فرنسا باتجاه دمشق تشكيكا قويا من الولايات المتحدة الأميركية. لكن واشنطن التي استشارتها باريس شددت على «الخطوط الحمراء» التي لا يجوز تخطيها ومنها «عدم التفريط بما تحقق في لبنان منذ العام 2004» في إشارة الى القرار 1559 ولاحقا الانسحاب العسكري السوري من لبنان وتأكيد الاتجاه الاستقلالي. كما لقي ساركوزي تشجيعا من قطر التي تربط بين أميرها والرئيس ساركوزي صداقة قوية برزت في الدور الذي لعبته الدوحة في تسهيل الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني من السجون الليبية. وتحصر الدبلوماسية الفرنسية جهودها اليوم في البحث عن«البدائل» بعد أن أفضى «المسار السوري» الى طريق مسدود.