أوباما.. التغيير

TT

يؤكد اوباما البالغ من العمر 46 عاما انه يأمل ان يجسد اميركا متصالحة مع نفسها. واوباما المولود في 1961 في هاواي من زواج قصير بين طالب كيني وام بيضاء من وسط الغرب، عاش في اندونيسيا وكنساس وحصل على اجازة في الحقوق من جامعة هارفرد الشهيرة.

وهو يبدو بمظهر المثقف الانيق لكنه لم ينجح في اخفاء النقص في تجربته السياسية. الا ان اوباما الذي يدرك نقطة الضعف هذه التي استغلها خصومه، نجح في تحويلها الى مكسب له بتأكيده خلال اجتماعاته العامة انه مرشح «التغيير» و«الامل». ولا يتردد البعض في تشبيه اوباما برئيس آخر ايضا هو جون كنيدي. وقال تيودور سورنسن الذي كان مساعدا للرئيس الراحل ان «هناك نقاطا مشتركة كثيرة وتثير الدهشة بين جون كنيدي وباراك اوباما»، مشيرا الى شبابهما وجمالهما وقدرتهما على الخطابة «واثارة اعجاب وحماس حشود من الاميركيين تزداد حجما وتضم عددا اكبر من الشباب». ويشغل اوباما مقعدا في مجلس الشيوخ الاميركي منذ عام 2005، وهو السيناتور الاسود الوحيد في الولايات المتحدة، وهو لم يصوت للحرب على العراق .

انقلب مصير اوباما في يوليو (تموز) 2004 عندما القى كلمة في مؤتمر للحزب الديمقراطي في بوسطن بصفته نائبا محليا «اسمه غريب»، كما يردد ضاحكا، يسعى الى ان يصبح سيناتورا في الولايات المتحدة. وبعد انتهاء خطابه الذي استمر ثلاثين دقيقة، غادر المنصة وسط تصفيق حاد من قبل مندوبي الحزب الذين اثار اعجابهم. وقال حينذاك «لا وجود لاميركا يسارية واخرى محافظة. هناك الولايات المتحدة الاميركية. لا وجود لاميركا سوداء واخرى بيضاء او لاتينية او آسيوية، هناك الولايات المتحدة الاميركية فقط... نحن واحد». ويأمل اوباما في ان يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة، لكنه يؤكد انه لا يريد ان يشكل لون بشرته رهان الانتخابات الرئاسية. ولم تجر اية مظاهرة عنصرية خلال حملته. لكن اوباما يتمتع بحماية غير عادية في هذه المرحلة من الحملة من قبل الجهاز السري الخاص المكلف امن الرئاسة الاميركية والذي يشاهد عناصره بوضوح في اجتماعاته. وقالت وسائل اعلام اميركية ان هذه الحماية سببها سلسلة من الرسائل الالكترونية العنصرية الى ارسلت الى بريده الالكتروني في مجلس الشيوخ، لكن فريق حملته الانتخابية يرفض التعليق على هذه المعلومات. ويأخذ عليه بعض مسؤولي الجالية السوداء بانه «ليس اسود بدرجة كافية». ويقول اوباما «بالنسبة للبعض ما زالت اميركا تعيش في الماضي. الخطاب السياسي للسود ما زال راسخا في الستينات»، لكنه يضيف «لا اعتقد ان هذه الامور هي التي تشغل غالبية الناخبين السود ولا غالبية الناخبين البيض».