هيلاري الخاسرة مترددة ومرتبكة.. وأوباما واثق ويصوب نحو الأعلى

كيف بدا المرشحان الأبرز للحزب الديمقراطي بعد إعلان النتيجة؟

TT

«شكرا... شكرا جزيلا... شكرا أيوا»، تطلق قهقهة إحراج وتحاول مرة جديدة تهدئة الحشود التي راحت تهتف باسمها «هيلاري هيلاري»... بصوت متردد وغير واثق من ضرورة ترداد كلمة الشكر للذين خذلوها، عادت لتقول: «شكرا جزيلا... شكرا... شكرا جزيلا...» وهكذا وبعد عدة كلمات شكر اضطرت الى اطلاقها، هدأت الجماهير التي حاولت مواساة مرشحتها الخاسرة هيلاري كلينتون. أما هي فقد وفقت وسط الجماهير محاطة بزوجها ووالدتها. حاولت أن تغالب خيبتها برسم ابتسامة المرأة الحديدية على محياها، وبدت وكأنها استجمعت كل قواها لمواجهة خسارتها أمام مرشحين اثنين لا واحد! فهنأت الديمقراطيين على «الانقلاب غير المسبوق» الذي حققوه في أيوا. واستعارت «التغيير» شعار منافسها باراك اوباما الذي تفوق عليها غفلة... «اليوم بعثنا برسالة مفادها أن التغيير آت... وهذا التغيير سيكون عبر وصول رئيس ديمقراطي الى البيت الابيض في العام 2009». لم تشأ ان تبدو خائبة فأعادت لعب ورقتها التي طالما اعتقدت، خطأ في أيوا، أنها ناجحة. فتحدثت عن أن التغيير يكون عبر إيصال مرشح ديمقراطي «قادر» على مواجهة المرشح الجمهوري.. لتعيد التلميح الى قلة خبرة اوباما في مواجهة خبرتها الواسعة وضرورة ترشح الديمقراطيين لها وليس غيرها.

خلفها وقف بيل كلينتون، على طريقة «السيد الاول»، فاتحا فاه محاولا رسم ابتسامة أكثر من عريضة على وجهه. هو أيضا أراد إخفاء خيبته فبدا وجهه مشدودا وعيناه جامدتين رغم ابتسامته المصطنعة. يداه لم تهدآ. فراح تارة يصفق تشجيعا لزوجته المرتبكة أمامه وطورا يرسل تحيات الى الجماهير ويضحك على تعليق سمعه ثم يصفق من جديد ويحيي ويضحك ويصفق...

وفي مكان آخر من أيوا، كان السيناتور الشاب الرابح يشكر مؤيديه وبدا كعادته خطيبا قويا واثقا من نفسه أكثر من أي وقت مضى. بصوت قوي فيه بحّة من كثرة الكلام في الحملات الانتخابية، ارتفع مع ذلك على أصوات هتاف الجماهير، قال أوباما: «قالوا إن هذا اليوم لن يأتي أبدا، وقالوا إن آمالنا عالية جدا، وقالوا ان هذا البلد منقسم جدا كي يجتمع على هدف واحد، لكن اليوم في 9 يناير، فعلتم ما قال المتشائمون إنكم لا يمكنكم فعله، وفعلتم ما يمكن لنيوهامبشير ان تفعله بعد 5 أيام، وما يمكن لاميركا ان تفعله في رأس السنة المقبلة». كلماته أشعلت مؤيديه الذين راحوا يهتفون عاليا باسمه وينادون بـ«التغيير»... فأعطاهم جرعة اضافية قائلا: «نحن وطن واحد وشعب واحد... التغيير جاء... اخترنا الأمل على الخوف والوحدة على الانقسام ونحن نرسل اليوم رسالة قوية الى اميركا مفادها ان التغيير آت..».

كثيرون شبهوه بالرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي، بوسامته وقدرته على مخاطبة الناس والتفاعل معهم. وكثيرون قالوا إنهم لم يروا مرشحا رئاسيا في الولايات المتحدة منذ مدة يتمتع بكاريزما كالتي يتمتع بها باراك اوباما... المؤكد أن أوباما بدا بالأمس بصورة الرئيس الذي يقول الاميركيون إنهم يفتقدونه، والرئيس الذي بإمكانه ان يقودهم الى التغيير الذي يتوقون اليه، فهل كانت صورته أمس صورة الرابح فقط؟ جواب سيظهر في الايام المقبلة وفي ولايات أخرى.