نيوهامبشير: هاكابي قد يخسر «زعامته المسيحية» وكلينتون تراهن على زوجها

المعركة الثانية من حرب الرئاسة الثلاثاء.. وهيلاري ستركز على إظهار «زيف» أوباما

TT

لا تتغير الجغرافيا فقط عند انتقال الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2008 من آيوا إلى نيوهامبشير، فإذا كان التصويت في هاتين الولايتين حاسما بالنسبة للمرشحين، فإن ذلك ناجم عن حقيقة أن المرشح الذي حقق نتائج جيدة في آيوا أولا ثم في نيوهامبشير بعد خمسة أيام، يستطيع أن يكسب زخما واهتماما اعلاميا به. ويستطيع بالتالي أن يؤسس نفسه كواحد من المتسابقين في الخط الأول للمنافسة. وأولئك الذين لا يستطيعون تحقيق ذلك ينسحبون عموما من حلبة المنافسة.

لكن الناخب يختلف عند الانتقال من آيوا إلى نيوهامبشير، والقضايا التي يهتم بها الاميركيون في الولايتين تختلف أيضا. ولهذا فإن حاكم اركنساس السابق مايك هوكابي، الذي اعتبر وفق إعلان سياسي تلفزيوني عرض في آيوا «زعيما مسيحيا»، سيكون بعد رحلته شرقا عبر نهر المسيسيبي، في نيو إنغلاند زعيما محافظا.

مدير قسم الاستطلاعات في جامعة نيوهامبشير يقول إن «نيوهامبشير هي الفرصة الاخيرة للمرشح الذي يخسر في ايوا... فاذا خسرت في ايوا وخسرت في نيوهامبشير، انتهى الامر والاجدى ان تعود الى منزلك».

في الواقع، هيلاري كلينتون بدأت تراهن على ولاية نيوهامبشير التي راهن عليها زوجها بيل كلينتون أيضا، لتسجل عودتها بعد الضربة التي تلقتها في ايوا. وبيل كلينتون لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة في هذه الولاية وهو بالفعل توجه الى هناك وبدأ بالاعداد لحملة زوجته الانتخابية. وقال مستشارو كلينتون إنهم سيعودون الى التركيز على النقص في خبرة اوباما في السياسة الخارجية وسيطرحون تساؤلات حول استعداده لمواجهة عالم خطير. وقالوا إنهم سيحاولون تصويره على أنه «مزيّف»، مشيرين الى تصويته في مجلس الشيوخ على تمويل الحرب في العراق، علمنا أنه يحاول جاهدا ابراز نفسه على أنه معارض شرس للحرب في العراق. وفي استطلاع رأي أخير قامت به وكالة الاسوشييتد برس مع مركز «بو للبحوث من أجل الشعب والصحافة»، اختار الديمقراطيون في كلتا الولايتين الحرب في العراق كقضية أولى في السباق الانتخابي، علما بان الناخبين في نيوهامبشير هم أقل اهتماما بمسائل الرعاية الصحية مقارنة بسكان ايوا وأكثر اهتماما بالاقتصاد، ولن يكون مستغربا إذا أشاروا إلى نقص الوظائف المتوفرة في الولاية. كذلك فان ديمقراطيي نيوهامبشير اقل ميلا للذهاب إلى الكنيسة بصورة منتظمة. وتقول ستيفاني كاتر، التي عملت مع كيري في الولايتين في عام 2004، ان الناخبين في نيوهامبشير ليسوا أكثر اعتدالا من ناخبي ايوا، لكنهم في نفس الوقت أكثر ليبرالية. ويمكن القول بصورة عامة ان ناخبي نيوهامبشير أكثر استقلالية مقارنة بناخبي ايوا، إذ تشكل شريحة الناخبين المستقلين حوالي 40 بالمائة من جملة الناخبين، وهذه نسبة تفوق نسبة الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين المسجلين بصورة رسمية. ويعني ذلك ان بوسع هؤلاء التصويت لصالح السباق الديمقراطي أو الجمهوري، الأمر الذي يعقد تكهنات ما قبل السباق التمهيدي. أما جمهوريو نيوهامبشير، فهم أكثر اعتدالا من الناحية السياسية مقارنة بجمهوريي ايوا، إذ يؤيدون على الأرجح مسائل مثل زواج المثليين وحقوق الإجهاض والقوانين الصارمة في مجال البيئة. ويشكل البروتستانت الانغليكانيين حوالي 38 في المئة من جملة المشاركين في المؤتمرات الحزبية، علما بأن هذه النسبة في نيوهامبشير تراجعت إلى حوالي 18 في المئة، طبقا لنتائج استطلاعات الرأي. ومن الناحية النظرية، فإن ذلك سيجعل من الصعب على هاكابي مواجهة تحدي ايوا، طبقا لما جاء في نتائج الاستطلاعات. يضاف إلى ما سبق ان نسبة 35 بالمئة من ناخبي نيوهامبشير الجمهوريين ليسوا راضين عن أداء الرئيس بوش، وهذه تساوي ضعف نسبة ناخبي ايوا الجمهوريين الذين أعربوا عن عدم رضاهم تجاه أداء الرئيس بوش.