انتصار أوباما وتقدم إدوارز يهزان ثقة كلينتون

مستشاروها نصحوها بالتخلي عن أيوا ولكنها أصرت على خوض المعركة

TT

لقد قلبوا الطاولة. وبصرف النظر عما إذا كان حرصا منهم على ترك الخلافات المريرة للعقدين السابقين أو رغبة منهم في توجيه رسالة تتجاوز المسألة العرقية إلى ولاية ايوا الصغيرة التي تقطنها غالبية بيضاء من الاميركيين، فإن ناخبي الولاية انتصروا لمرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما ووقفوا إلى جانبه في مواجهة المرشحين الذين حذروا من افتقاره إلى الخبرة اللازمة في الشؤون العالمية. وقال مراقبون ان قوة أداء أوباما ـ وأداء السناتور السابق جون ادواردز ـ قد هز ثقة حملة هيلاري كلينتون وأرجأ مجددا حسم التنافس على مرشح الرئاسة داخل الحزب الديمقراطي. وكانت إدارة حملة هيلاري كلينتون قد أعلنت رسميا، حتى قبل النصر الذي حققه أوباما، ان الرئيس السابق بيل كلينتون سيتوجه إلى نيو هامشير في زيارة خاطفة لمدة خمسة أيام قبل انطلاق السباق الرئاسي هناك يوم الثلاثاء المقبل. والجدير بالذكر ان ترشيح أوباما ظل يكتسب زخما مستمرا خلال العام محاولا الاستفادة من تغير مواقف بعض الناخبين. ومن ضمن تعليقات أوباما التي أثارت اهتماما واضحا إعلانه ان «الرئيس بوش سيكون خارج البيت الأبيض خلال عام واحد فقط». وقال ديفيد آكسيلرود، الخبير الاستراتيجي لحملة أوباما، ان الفارق يكمن في ان حملتهم تتمتع بجانب تنظيمي قوي واعتمدت على الذين جاءوا إلى أيوا ليس فقط لأنهم يؤيدون أوباما وإنما أيضا لأنهم يريدون إحداث تغيير مسار التاريخ والعالم. المؤكد أن انتخابات المؤتمرات الحزبية في أيوا حققت غربلة بين المرشحين حيث انسحب السيناتوران كريستوفر دود وجوزيف بايدن من حلبة المنافسة. وقال جون موللر المناصر لأوباما: «إحدى التهم الموجهة ضد أيوا أننا لا نمثل حقا بقية البلد، لكن هنا تتوفر لك الفرصة كي تصرح بعدم الطابع الحاسم للانتخابات الحزبية في أيوا».

ومع تقارب النتائج ما بين ادواردز وكلينتون لاحتلال المركز الثاني بعد أوباما وعد ادواردز بالاستمرار في المعركة وقال أمام أنصاره في دي موان: «الأمر الوحيد الواضح من هذه النتيجة هو أن حالة الجمود انكسرت والتغير حقق فوزا فيها».

وعلى الرغم من أن مستشاري كلينتون بدأوا بتقليل التوقعات لأداء كلينتون قبل أسابيع مرددين أنها واجهت استقبالا سلبيا في الفهم بين الناخبين في أيوا وهذا ناجم عن الصورة السلبية التي تشكلت حولها كسيدة أولى سابقة، فان النتائج قد طرحت تساؤلات جديدة حول ترشيحها.وفي الأيام الأخيرة من انتخابات المؤتمرات الحزبية نصحها بعض من مستشاريها بالتخلي عن أيوا بعد أن أوضح استفتاء داخلي جرى في مايو الماضي أنها تحتل موقعا سلبيا في الولاية.

لكنها قررت التنافس في تلك الولاية على الرغم من حقيقة أنها لا تمتلك هي أو زوجها أي جذور في أيوا. ومع ذلك فإن أنصار كلينتون توقعوا أنها ستفوز.

وقال المعماري ماريو غاندلسوناس، 62 عاما، من نيويورك والذي يدعم كلينتون: «كنت أتوقع أن تكون الأولى، لكن هذه مجرد بداية. وهي ستكون الأولى وستتمكن من أن تهزمهم جميعا في نيو هامشير، وهذا سيعطيها حافزا قويا كي تقاتل حتى بشكل أعنف».

*خدمة «نيويورك تايمز»