أوباما يحقق ما يشبه المعجزة في أيوا.. وهاكابي يتقدم الجمهوريين بدعم الإنجيليين

الناخبون الشباب لبوا دعوة باراك بكثافة فيما خذلت النساء هيلاري

باراك اوباما
TT

حقق السيناتور باراك اوباما اول مفاجآته بفوزه في ولاية ايوا باصوات الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، موجها بذلك ضربة غير متوقعة الى منافسته هيلاري كلينتون التي حلت في المرتبة الثالثة بعد جون ادواردز، علما بأنها غالبا ما كانت تتصدر استطلاعات الرأي. وفي المقابل فاز القسيس الانجيلي السابق مايك هاكوبي باصوات الناخبين الجمهوريين، متقدما بذلك على منافسه المورموني ميت رومني الذي حل في المركز الثاني.

وفي الوقت الذي كان اوباما يواصل حملته الانتخابية ويحث الناخبين على التوجه نحو مقرات المجالس الانتخابية على الرغم من برودة الطقس رافعاً شعار «لنتوجه بسرعة نحو المجالس الانتخابية ونتحدث هناك بوضوح»، كانت هيلاري تتناول وجبة العشاء مع زوجها الرئيس السابق بيل كيلنتون وابنتهما في مطعم ايطالي. وعلى الرغم من ان هيلاري هنأت اوباما على فوزه فإن رومني لم يفعل الشيء نفسه وواصل انتقاداته للمرشح هاكابي الذي فاز عليه، من دون ان تسعفه ملايينه (بلغت 9 ملايين دولار) التي انفقها على حملته في ايوا. ورفع هذا الفوز على صعيد الحزبين من درجة الاثارة في اطول حملة انتخابية في جميع انحاء العالم بدأت منذ سنة وستستمر زهاء سنة اخرى حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل موعد انتخاب الرئيس. وتعتبر هذه النتيجة انتصاراً كبيراً للمرشحين اوباما وهاكابي في بداية مشوارهما الانتخابي، خاصة بالنسبة لاوباما الذي استطاع اقناع الناخبين الشباب الاقبال بكثافة على المجالس الانتخابية (الكوكس) ومعظمهم يشارك في هذه الانتخابات لاول مرة. وصوت 57 في المئة من الشباب (أي الذين تتراوح أعمارهم بين الـ17 والـ29) لصالح أوباما، فيما صوت 11 في المئة فقط لصالح كلينتون، و14 في المئة لأدواردز، علما بان هذه الفئة تشكل 22 في المئة من مجموع ناخبي أيوا. واستطاع أوباما أيضا ان يجذب أصوات النساء اللواتي كانت كلينتون تراهن على دعمهنّ، فحصل على 35 في المئة من اصوات النساء في حين حصلت كلينتون على 30 في المئة من أصواتهن.

وروج أوباما لنفسه كقوة تغيير تبتعد عن المسار التقليدي لسياسة واشنطن. ويبدو أن تلك الرسالة أثرت على الناخبين .

كما ان فوز السيناتور الاسود في ولاية لا يتعدى فيها عدد الاقليات الـ7 في المئة في حين يشكل البيض 93 في المئة من السكان، يحمل عدة دلالات لجهة قدرته على استقطاب البيض وعدم رهانه على لونه ودعم الاقليات للوصول الى البيت الابيض. واعتبر المحللون الاميركيون ان فوز اوباما كان مرده قدراته الزعامية ودعوته الاميركيين للتصويت على «التغيير» في كل شيء. أما عن خسارة كلينتون، فقد رأى المحللون أن هذه الهزيمة تكشف انعدام الثقة الذي توحي به للديمقراطيين والذي يفترض بها ان تزيله اذا ارادت المضي في السباق حتى النهاية.

وفي الجانب الجمهوري، يرى عدد من الخبراء ان فوز هاكابي في ايوا قد لا يعني شيئا على المدى البعيد، اذ انه لن يجد ولاية اخرى بمثل هذا العدد من الانجيليين الذين تجاوبوا معه كمبشر معمداني. وقال براون: «اذا نجح في الفوز في نيوهامبشر (ولاية تضم القليل من الانجيليين)، فسيكون في موقع ممتاز، الا انني استبعد حصول ذلك». وفي حال لم ينجح، فسيكون من الصعب عليه خوض الحملة على المستوى الوطني مع اقتراب 5 فبراير موعد اجراء الانتخابات في حوالي 20 ولاية، بسبب افتقاره الى الاموال اللازمة. ذلك ان هاكابي لم ينجح في جمع مبالغ كبيرة كونه تأخر في التقدم في استطلاعات الراي.