مصادر: لقاء الفاتيكان وعلماء مسلمين لن يكون حوارا لاهوتيا

سيتضمن لقاء عمل بين الوفد والمجلس البابوي لحوار الأديان

TT

قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء التاريخي بين علماء من المسلمين ومسؤولي الفاتيكان والمقرر أن يعقد الصيف المقبل سيعقد في اطار 3 محاور وهي الاحترام الفعال لكرامة النفس البشرية، المعرفة الموضوعية بدين الآخر من خلال تبادل المفاهيم الدينية، والالتزام المشترك بالترويج للاحترام والقبول المتبادل بين الجيل الأصغر سنا. وقالت المصادر إن بابا الفاتيكان هو من أقترح هذه الدعوة للقاء علماء المسلمين، ردا على رسالة سابقة للمسلمين حملت عنوان «كلمة سواء بيننا وبينكم».

وبالرغم من الاتفاق على هذه المحاور الثلاثة، وعلى الوصايا العشر التي اقترحها البابا بندكتوس السادس عشر كقاعدة للحوار بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، إلا أن علماء المسلمين رفضوا في رسالتهم، التي أرسلها نيابة عنهم الأمير غازي بن محمد بن طلال، واحدة من وصايا البابا التي تدعو لأن يكون يوم السبت «يوم راحة وعبادة»، حيث يرى العلماء المسلمين أن هذه الوصية يذكرها القرآن الكريم باعتبار أنه أختص بها بني إسرائيل القدماء، وأنها لم تعد لدى المسلمين على النحو التي كانت عليه. غير أن المصادر أكدت هنا أن علماء المسلمين يدرسون حاليا الآلية التي سيتم فيها اللقاء، بحيث يحمل «خيرا للبشرية والإسلام على حد سواء».

وبحسب الرسالة الموجهة من الأمير غازي إلى وزير خارجية الفاتيكان فقد أبدى علماء المسلمين استعدادهم للقاء البابا. من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» الداعية الاسلامي الحبيب علي الجفري رئيس مركز طابا، وأحد القائمين على التقارب الإسلامي المسيحي، إن هذا اللقاء التاريخي جاء بعد محاولات عديدة بين الطرفين للوصول إلى تقارب في المحاور التي سيتناولها اللقاء المرتقب. وأكد الجفري أن هذا اللقاء «لن يكون للحوار الاسلامي المسيحي، ولن يتضمن حوارا لاهوتيا بين الطرفين، فالاتفاق بين الجانبين حول هذه النقطة أمرا عسيرا ولن يكون بالإمكان الاتفاق عليه بسهولة، لذا نحن نرى أننا يجب أن ننتقل إلى المحاور الثلاثة التي ستكون أساس اللقاء بين العلماء المسلمين وعلماء المسيحيين».

وبالإضافة للقاء بين بابا الفاتيكان وبين علماء المسلمين المرتقب، سيتضمن اللقاء إجتماع عمل بين وفد العلماء المسلمين وبين المجلس البابوي للحوار بين الأديان، بالتعاون مع بعض المعاهد الباوية المتخصصة (مثل المعهد البابوي للدراسات العربية والاسلامية والجامعة الغرغورية البابوية).

وجاء التقارب الاسلامي المسيحي في أعقاب المحاضرة الشهيرة التي ألقاها البابا بندكتوس السادس عشر في ريغينسبيرغ في الثالث عشر من سبتمبر (أيلول) 2006 مهاجما فيها الاسلام، والتي أعقبتها ردود فعل عنيفة من قبل العالم الاسلامي ادت به الى شبه اعتذار. وبعد مرور عام واحد على تلك الرسالة، قام المسلمون بتوسيع رسالتهم. وفي الوثيقة التي تحمل العنوان «كلمة سواء بيننا وبينكم» تلاقى 138 عالماً من العلماء ورجال الدين والمفكرين المسلمين، ليعلنوا عن القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام. والموقعون على هذه الوثيقة ينتمون إلى جميع المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية، مثل الموقعين على «الرسالة المفتوحة». كما شهد العام الميلادي الجديد، صورة أخرى من التقارب الإسلامي المسيحي، عندما وجه 84 من علماء المسلمين ومفتي بعض الدول الاسلامية، تهنئة، هي الأولى من نوعها، للعالم المسيحي بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة، وتم نشر هذه التهنئة في الصحف العالمية والعربية الكبرى.