ليبيا: شلقم لم يبحث مع رايس ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية

الهوني لـ «الشرق الأوسط» : نتطلع لعلاقات تتميز بالندية ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا

TT

نفت ليبيا أمس أن تكون المحادثات، التي أجراها وزير خارجيتها عبد الرحمن شلقم مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس فى واشنطن قبل يومين، قد تطرقت إلى ملفات حقوق الإنسان والإصلاح السياسي والديمقراطية في ليبيا.

واعتبر عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية، أن ما تردد في هذا السياق عار تماما من الصحة، مؤكدا أن ليبيا ترفض أي محاولة للتدخل فى شؤونها الداخلية حتى لو جاءت من دولة كبرى بحجم الولايات المتحدة. وقال الهوني لـ«الشرق الأوسط»، إن عودة واستئناف العلاقات بين طرابلس وواشنطن واتفاق الطرفين على فتح صفحة جديدة بينهما وطي ملف العداء الذي ساد هذه العلاقات على مدى عقود، لا يمنح إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا.

وكان وزير الخارجية الليبي قد أعلن غداة لقائه مع رايس في واشنطن نهاية للمواجهة مع الولايات المتحدة، وقال: «لم نعد نتحدث عن الحرب أو المواجهة أو الإرهاب، وإنما على العكس حول ثروة الشعب والتعاون والاستثمارات والسلام والاستقرار».

وتعدّ زيارة شلقم إلى واشنطن أول زيارة رسميّة يقوم بها وزير خارجية ليبي إلى العاصمة الأميركية منذ نحو 35 عاماً، علما بأن منصور الكيخيا المعارض الليبي المختفي عن الأنظار منذ عام 1993، هو آخر وزير خارجية ليبي زار الولايات المتحدة في 17 أكتوبر (تشرين الأوّل) 1972.

وشدد الهوني على أن بلاده تتطلع إلى علاقات تتميز بالندية والاحترام المتبادل، مشيرا إلى أن جدول أعمال المحادثات التي أجرها شلقم مع رايس لم يتضمن الشأن الداخلي الليبي على الإطلاق.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الليبية قد أكد أنه ليس من حق الوزيرة الأميركية أن تتناول هذا الموضوع، وهي تعلم جيدا أن ليبيا ليست من الدول التي تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية. وأكد المصدر في تصريح صحافي أدلى به فى العاصمة الليبية طرابلس، أن المباحثات كانت ودية وتركزت على العلاقات الثنائية الليبية ـ الأميركية وسبل تطويرها، خاصة في مجالات الاستثمار والتعاون العلمي، بالإضافة إلى التأكيد على تحقيق السلام في دارفور، واستعراض التحديات الكبرى التي تواجه العالم حاليا. وأضاف: «إن الجميع يعلم أن ليبيا لا يوجد فيها سجناء رأي، وإن مثل هؤلاء السجناء يوجدون في سجون دول العالم الأخرى بما فيها السجون الأميركية». وشدد على أن هذا الشأن هو شأن سيادي داخلي لأي دولة، ولا يُسمح لأي دولة أخرى أو جهة خارجية بالتطرق إليه أو التدخل فيه.

وتأتي هذه التصريحات الليبية ردا على إعلان شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن رايس أثارت تسوية قضايا سابقة ومسائل تتعلق بحقوق الإنسان وقضايا سياسية أثناء محادثاتها مع شلقم، التي استمرت ساعة في واشنطن قبل يومين. كما أكد أن رايس حثت ليبيا على السير قدما في تسوية المطالبات المعلقة لأسر ضحايا الإرهاب في حق الحكومة الليبية وأثارت مسألة حقوق الإنسان كبند مهم في جدول أولويات العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال مكورماك إن ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أثار قضية السجين فتحي الجهمي في اجتماع منفصل آخر مع شلقم. والجهمي ناشط يطالب بالديمقراطية معتقل منذ مارس (آذار) 2004، عندما انتقد الزعيم الليبي العقيد القذافي في مقابلات مع وسائل إعلام دولية ودعاها إلى إصلاحات ديمقراطية في البلاد. ورغم تدخل واشنطن بما في ذلك الرئيس بوش أكثر من مرة لإطلاق سراح الجهمي فإنه ظل معتقلاً. وكانت ليبيا قد وقعت يوم الخميس الماضي على اتفاقية تعاون علمي وتكنولوجي مع الولايات المتحدة، هي الاتفاقية الرسمية الأولى من نوعها منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2004. وأعرب شلقم عن الأمل في أن تسهم هذه الاتفاقية بما توفره من فرص للتعاون الثنائي العلمي والتقني، في توفير المناخ الملائم لخلق نسيج وروح جديدة تدفع بالعلاقات الليبية ـ الأميركية إلى الأمام بما يخدم المصالح المتكافئة للبلدين. وأوضح أن الاتفاقية تفسح المجال لأعداد كبيرة من الطلبة الليبيين لنيل فرص التعليم المتقدم في أميركا، كما تمكن من تحقيق أهداف أخرى نتطلع إليها لبناء البنية التحتية.

وتنص الاتفاقية على التعاون الثنائي العلمي والتقني بين ليبيا والولايات المتحدة في مجالات الصحة والمياه والطاقة وتعليم العلوم وعلوم الفضاء والتقنيات الدقيقة (نانو). واتفق البلدان بموجب هذه الاتفاقية على التعاون لتعزيز قدراتهما العلمية والتقنية وتوسيع وتعميق العلاقات القائمة بين الوسطين العلميين الليبي والأميركي.