اعتقال مشتبه من دولة غربية في حادثة اغتيال دبلوماسي أميركي في الخرطوم

40 خبيرا أميركيا يشاركون السلطات السودانية كشف ملابسات الحادث

TT

أكدت مصادر مطلعة في الخرطوم ان السلطات السودانية ألقت القبض على مشتبه فيه ينتمي الى دولة غربية، في حادثة اغتيال الدبلوماسي الأميركي جون مايكل جرانفيل ،33 عاما، وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس ،39 عاما، فجر الثلاثاء الماضي. وقالت المصادر لـ«الشرق الاوسط»، ان السلطات الامنية بدأت التحقيق مع المشتبه فيه الذي يعمل في الخرطوم، كمتهم في الحادث، ويتنظر ان تعلن في الساعات المقبلة تفاصيل حول سير التحقيقات، فيما شرع فريق أمني أميركي من 40 خبيراً في التحقيق في الحادث مع السلطات السودانية.

وحسب المصادر فان الوفد الأميركي سيجري تحريات منفصلة عن لجنة التحقيق المكّونة من وزارة العدل، وأضافت المصادر أن «3» من الوفد عادوا مع الجثمان إلى مدينة بافالو الأميركية للوقوف على مراسم الدفن، وأوضحت، أن اللجنة سوف تبدأ تحرياتها بشهود عيان.

وقال مسؤول بالسفارة الاميركية في الخرطوم امس ان المحققين الاميركيين يباشرون تحقيقا في تقارير افادت بان جماعة متشددة غير معروفة من قبل تقف وراء مقتل الدبلوماسي الذي كان يعمل لدى الوكالة الاميركية للتنمية الدولية. وقتل جرانفيل، بالرصاص اثناء عودته من حفل بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة بعد فترة من فجر الثلاثاء وهو أول مسؤول حكومي اميركي يقتل في الخرطوم منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. ومثل هذا الهجوم نادر في العاصمة السودانية التي تعد من اكثر المدن أمنا في القارة الافريقية.

وبثت جماعة اسلامية على موقع على الانترنت اول من امس رسالة من جماعة تطلق على نفسها اسم «انصار التوحيد» في السودان، تعلن المسؤولية عن قتل جرانفيل وسائقه. وقال والتر برانولر، وهو متحدث باسم السفارة الاميركية في السودان، ان مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي الاميركي يتعاونون من السلطات السودانية في الخرطوم، على علم باعلان المسؤولية. وقال لرويترز «يجري البحث في كل شيء، ما نهتم به بالفعل هو الحقائق».

والعلاقات بين واشنطن والخرطوم متوترة منذ فترة طويلة، فيما يرجع الى حد كبير للصراع الدائر في اقليم دارفور بغرب السودان والذي وصفه الرئيس الاميركي جورج بوش بأنه ابادة جماعية. وترفض الحكومة السودانية ذلك الزعم. ودفع هجوم الثلاثاء السفارة الاميركية الى اسداء النصح لرعاياها في السودان «بتوخي درجة عالية من الحذر الامني».

وقالت الحكومة الاميركية في اغسطس (اب) الماضي ان لديها معلومات بان «جماعة متطرفة» قد تستهدف مصالح حكومية اميركية في السودان. وقالت اجهزة الامن السودانية انئذ انها كشفت النقاب عن مخطط لتفجير سفارات غربية في العاصمة السودانية.

ومقتل جرانفيل هو الاول الذي يروح ضحيته مسؤول اميركي في السودان منذ عام 1973 عندما احتجز مسلحون فلسطينيون في الخرطوم السفير الاميركي لدى السودان ثم قتلوه بعد ذلك هو ونائبه والقائم بالاعمال البلجيكي الذي كان يحضر حفلا بمقر السفارة السعودية. ووصف مسؤولون سودانيون الهجوم بأنه يمثل حادثا منعزلا. وقال المتحدث برانولر انه قد توالى خلال الايام القليلة الماضية وصول مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب الامن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الاميركية للتحقيق في الهجوم. وقال «انهم هنا لمساعدة ومعاونة السفارة». واضاف «تعمل السفارة مع السلطات السودانية. يؤمل ان يتوصلوا لاجابة عما قريب».

وأغلقت بريطانيا مكتبها القنصلي بالخرطوم يومي الاربعاء والخميس عقب اطلاق النار ونصحت رعاياها بتوخي أكبر قدر من اليقظة اثناء التنقل في احياء العاصمة السودانية. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية «نحن نأخذ الحادث مأخذ الجد البالغ».