الصومال: اختطاف دبلوماسيين ليبيين في مقديشو وطرابلس تستدعي السفير للاحتجاج

«أطباء بلا حدود» تعيد النظر في بعثتها بالصومال إثر اختطاف عاملتين > عدي يشكل حكومة مصغرة من 18 وزيرا

TT

اختطف مسلحون صوماليون أمس دبلوماسيين ليبيين في العاصمة مقديشو، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الصومالي نور عدي عن تشكيل حكومة انتقالية جديدة تتكون من 18 وزيرا فقط. وقد تم الإعلان عن 15 حقيبة وزارية، بينما سيتم الإعلان عن الحقائب الثلاث الباقية في وقت لاحق، كما قال رئيس الوزراء الصومالي. وقالت مصادر صومالية ان مسلحين ملثمين اعترضوا طريق الدبلوماسيين الليبيين اللذين يعملان في سفارة بلدهما في مقديشو، أثناء تسوقهما في سوق البكارو بجنوب العاصمة. وقامت المجموعة بايقافهما تحت تهديد السلاح وأجبروهما على ركوب سيارة الخاطفين وأطلقوا سراح سائقهما ثم أقتادوهما الى مكان مجهول.

وقال سائق الدبلوماسيين الذي امتنع عن ذكر اسمه خوفا من الانتقام لرويترز، «أحاط بنا عشرة رجال يحملون مسدسات في ايديهم. اختطفوا الدبلوماسيين وانطلقوا بالسيارة». واضاف السائق ان رجلين اقتربا من السيارة قبل دقائق من عملية الاختطاف وسألاه هو والحارس الذي يصطحب الدبلوماسيين عن هوية ركاب السيارة. وفي طرابلس اكد مصدر رسمي في الخارجية الليبية لوكالة الصحافة الفرنسية عملية خطف الدبلوماسيين ناجي قصودة وفتحي ابو دية، موضحا ان «الدبلوماسيين كانا برفقة سائق في سوق البكارو، وتم اختطافهما من قبل اشخاص ملثمين». وقصودة، 35 عاما، متزوج واب لطفل وكان يشغل منصب قائم بالاعمال. واكد المصدر نفسه انه لم ترد اي مطالب «ولم تعرف هوية الخاطفين». واستدعت الخارجية الليبية السفير الصومالي في طرابلس «للاحتجاج ولمعرفة تفاصيل اكثر حول هذا الموضوع». وحثت السلطات الليبية الحكومة الصومالية على «اتخاذ الاجراءات اللازمة للاسراع في الافراج عن الدبلوماسيين»، على ما اوضح المصدر ذاته. ولم تعرف دوافع خطف الدبلوماسيين الليبين، كما أن أية جهة لم تتبن مسؤوليتها عن الحادث. وليس من المعروف في ما إذا كان لعملية الاختطاف علاقة بدعم ليبيا للحكومة الصومالية الانتقالية، او للمطالبة بفدية مالية كما يحدث عادة.

من جهة ثانية أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، إعادة النظر في بعثة المنظمة الإنسانية للصومال، حيث قامت جماعة مجهولة أخيراً باختطاف عاملتين لدى المنظمة، ارجنتينية واسبانية. وفي مؤتمر صحافي عقده مدير المنظمة ثابالجوخياثكوا في العاصمة الارجنتينية التي وصلها برفقة الممرضة الأرجنتينية بيلار باوثا، قال إن المنظمة لم تدفع أي فدية لإطلاق سراح العاملتين لديها، فيما أعرب عن اعتقاده بأن كلتا الحكومتين الأرجنتينية والإسبانية لم تقوما بذلك أيضاً. وكانت مدريد وبوينس آيرس قد أنكرتا بدورهما دفع فدية لإطلاق سراح كل من الطبيبة الإسبانية ميرثيديس جارثيّا والممرضة الأرجنتينية بيلار باوثا. وأضاف ثابالجوخياثكوا أن المنظمة ستعيد النظر في بعثتها في الصومال، حيث أن حادث اختطاف العاملتين لديها يعد بمثابة «نقض عقد غير مكتوب» مع المجتمع الصومالي.

من جهة اخرى، أعلن رئيس الوزراء الصومالي نور عدي أعضاء حكومته الانتقالية الجديدة، وقد تم الإعلان عن 15 حقيبة وزارية من 18، وتضم الحقائب الخمس عشرة التي أعلن عنها، عددا من الوجوه البارزة، من بينهم وزير الداخلية والأمن الوطني موسي نور أمين ووزير المالية محمد علي حامد ووزير الدفاع محيي الدين محمد حاج، لكن نصف التشكيلة الجديدة شغل مناصب وزارية في الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الثلاث الماضية. ومن أبرز الوجوه الجديدة أيضا أحمد عبد السلام، الذي أسندت اليه حقيبتا الإعلام، والشباب والرياضة، الى جانب كونه نائبا لرئيس الوزراء. وعبد السلام هو أحد مالكي مجموعة إعلامية تسمى «هورن أفريك ميديا» تضم عددا من المحطات الإذاعية وقناة تلفزيونية صومالية ويحمل الجنسية الكندية.