فتح تستعد لعقد مؤتمرها السادس في الربيع بعد غياب استمر 17 سنة و5 أشهر

لانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين وتحديد سياسات الحركة

TT

تستعد حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) للاتصالات لعقد المؤتمر العام السادس الذي طالما طال انتظاره حسبما قالته مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، التي علمت ايضا ان اللجنة المركزية للحركة انتدبت عضوين من اعضائها لترتيب البيت الفتحاوي. وسافر العضوان وهما نصر يوسف وعزام الاحمد (عضو مراقب في اللجنة) الى تونس حيث يقيم عدد من القادة التاريخيين للحركة لتنسيق الجهود وازالة الخلافات والعقبات التي قد تعيق انعقاد المؤتمر، لا سيما في ضوء العلاقات المتأزمة بين ابومازن وفاروق القدومي (ابواللطف) امين سر الحركة ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي حالت دون عقد جلسة موسعة للجنة المركزية في العاصمة الاردنية عمان في اغسطس (اب) الماضي، كما ذكرت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، وفي ضوء فشل محاولات لجمع الرجلين اثناء تواجدهما في عمان في الاسبوع الاول من نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال مصدر فتحاوي اخر لـ«الشرق الأوسط» ان انعقاد المؤتمر اصبح ممكنا، بعدما توصل الرئيس ابومازن الى قناعة بضرورة عقد هذا المؤتمر. ويرى المصدر ان المؤتمر السادس ان عقد سيشكل انقلابا على كل ما هو موجود وكذلك على كل المفاهيم والاساليب المتبعة في الحركة.

ويتوقع ان يعقد المؤتمر حسبما علمت «الشرق الاوسط» في فصل الربيع المقبل أي في اواخر مارس (اذار) او مطلع ابريل (نيسان) المقبلين. وحسب مصادر فتح فان المؤتمر اذا ما تقرر سيعقد في احدى الدول العربية المجاورة، وذلك لصعوبة عقده داخل الاراضي الفلسطينية لوجود اعضاء في اللجنة المركزية في الخارج لا سيما ابواللطف ومحمد غنيم (ابوماهر) وهما من الاعضاء المؤسسين للحركة في عام 1965 وكذلك محمد جهاد. ووفق مصادر اخرى فان ثمة مكانين لا ثالث لهما لانعقاد المؤتمر وهما مدينة العريش المصرية والاردن، لكن كما قالت المصادر فان هذا الامر لم يبحث مع سلطات البلدين بعد، والبحث فيه مؤجل الى حين حسم مسألة عقد المؤتمر.

يذكر ان اخر مرة التئم فيها المؤتمر الذي يفترض ان يعقد كل 4 سنوات، كانت في 3 اغسطس (اب) من عام 1989 أي قبل 17 سنة ونصف السنة تقريبا. وانعقد المؤتمر في تونس التي كانت مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مؤسسة وزعيم فتح.

واثارت المماطلة في عقد المؤتمر العام السادس الاستياء في صفوف الحركة لا سيما قيادات الصف الثاني التي طالما دعت الى عقد المؤتمر لاعطاء الفرصة للطاقات الشابة لقيادة الحركة. وفقدت اللجنة المركزية التي يصفونها بالمترهلة الكثير من هيبتها واصبحت محط تندر. ولاحتواء حالة الاستياء هذه حدد عرفات موعدا لعقد المؤتمر في 2003 لكنه لم يتحقق.

وعندما خلفه ابومازن في يوليو 2005 موعدا لانعقاد المؤتمر بعد تسلمه زعامة فتح خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات، ولكن ذلك لم يتم لاسباب لم تعلن عنها فتح رسميا، لكن مصادر اخرى ارجعت التأجيل الى فوضى العضوية. وقال عضو في المجلس الثوري للحركة لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة انه ليس لدى فتح مقاييس للعضوية.. فعضوية الحركة لمن يدعيها رغم المحاولات الجارية في الضفة الغربية وقطاع غزة لحصرها». والمؤتمر العام هو اعلى سلطة في الحركة ويضع سياساتها العامة وينتخب قيادتها المتمثلة باللجنة المركزية التي يفترض ان تضم 18 عضوا وكذلك المجلس الثوري الذي يحدد سياسات الحركة في غياب المؤتمر العام، وفي المؤتمر الخامس كان عدد اعضاء المجلس 90 ولكنه وصل الان الى حوالي 140.

وانتخب المؤتمر العام الخامس لجنة مركزية من 18 عضوا هم ياسر عرفات وابواللطف وصلاح خلف (ابواياد) وابوماهر وابومازن وخالد الحسن (ابوالسعيد) وهايل عبد الحميد (ابوالهول) وهاني الحسن (مريض بالجلطة) ونبيل شعث وانتصار الوزير (ام جهاد) وسليم الزعنون ونصر يوسف ومحمد جهاد واحمد قريع (ابوعلاء) وعباس زكي وحكم بلعاوي والطيب عبد الرحيم وصخر حبش (مصاب بالسرطان)، واضيف عبد الله الافرنجي لاحقا، كما اضيف زكريا الاغا عن غزة وفيصل الحسيني عن الضفة الغربية، وتوفي منذئذ عرفات (لم يعرف سبب وفاته بعد) وابوالسعيد (السرطان) وابواياد وابوالهول (في عملية اغتيال نفذتها جماعة ابونضال في تونس) والحسيني (سكتة قلبية).