نواب الأكثرية ردوا بقسوة على حملة «الشتائم» ضد السنيورة و«حزب الله» يؤكد أنه اقترب من هزيمة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي

الحرب الإعلامية بين الموالاة والمعارضة تحاصر اجتماع القاهرة

TT

عشية انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم للبحث في الازمة اللبنانية، بقي التصعيد السياسي واتهامات التخوين والعمالة والتبعية، السمة التي تطبع مواقف السياسيين اللبنانيين في المعارضة والموالاة. ولم تلق دعوات التهدئة والعودة الى لغة العقل والحوار آذاناً صاغية، في ظل ارتفاع منسوب القلق لدى المواطنين من انفلات الوضع الامني وذهاب الامور الى ما لا تحمد عقباه. وقد علّق أمس وزير الاعلام غازي العريضي على الاتهامات التي وجهت اول من امس الى رئيس الحكومة فؤاد السينورة فاعتبر «ان مسلسل التشكيك والتخوين يحمل تحريضاً خطيراً ويشحن النفوس. ويخطئ من يعتقد ان بامكانه الوقوف في وجه الفتنة اذا ما اندلعت». واكد ان الحكومة اللبنانية «ليست حكومة اميركا او اسرائيل، لان اسرائيل ستبقى العدو الاوحد». واذ ابدى خشيته من «الغرق من دون انتباه في مسلسل التخوين الذي لن تكون نتائجه الا الوبال على لبنان»، ناشد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان يساهم في لجم المناخ التصعيدي لنعبر هذه المرحلة بسلام». وقال: «ان ما شهدناه امس (الاول) يذكر بما شهدناه قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري من اتهامات خطيرة وجهت اليه بتعابير لم نألفها وباتهامات كانت اكبر بكثير مما تحتمله الخلافات السياسية اللبنانية». من جهته، قال فتفت رداً على سؤال حول اتهام قوى 14 مارس (آذار) بالخيانة قال: «الخائن من يتصرف عكس المصلحة الوطنية... ان الخائن هو من يدين من دون دليل، والمواطن بات يعرف من هم الخونة الحقيقيون. ان من يدعو الى الفتنة ويتهم الآخرين بالخيانة من دون دليل هو الخائن لأنه يعمل ضد مصلحة الوطن ويهدد بالتفجير». وقال فتفت «ايران تقول بهزيمة اميركا في لبنان، و«حزب الله» يقول اذا هوجمت ايران سيحترق لبنان. وهناك آخرون مرتبطون بالمصالح السورية اكثر من ارتباطهم بالمصالح اللبنانية، أليست هذه خيانة؟». ولم يستبعد فتفت «حصول تفجيرات امنية في الوقت الضائع، لأن هناك من يحاول الدفع في اتجاه مكاسب معنية بإحداث خلل امني كبير».

من جهته، رأى وزير العدل شارل رزق «أن النظام السياسي اللبناني يحتضر ما يهدد الكيان اللبناني برمته، وهو معطل بفعل تعطيل البرلمان وانسحاب وزراء من الحكومة»، معتبرا أن الخطر الأكبر «يتمثل في عجزنا عن انتخاب رئيس للجمهورية وجمع البرلمان وإقناع الآخرين بالعمل على قيام نظام سياسي قائم بذاته». وأشار الى ان «الأزمة اللبنانية العميقة تعود إلى عدم قيام نظام ديمقراطي برلماني سليم يمارس الأصول والقواعد الديمقراطية». ولاحظ «أن هناك توافقا بين فرنسا والولايات المتحدة حول الأزمة اللبنانية، وما تسعى إليه طهران ودمشق هو عاجلا أو آجلا التفاوض مع الولايات المتحدة، والفرنسيون يعرفون ذلك وينسقون تنسيقا كاملا مع الأميركيين».

الى ذلك، اكد وزير السياحة سركيس: «ان هناك مشروعا سعوديا ـ مصريا جديا سوف يعرض لحل ازمة الرئاسة في لبنان في مؤتمر وزراء الخارجية العرب». وعن موضوع اعتصام المعارضة الذي هدد به نصر الله، اعتبر سركيس «ان الاعتصامات لم تؤد الى نتيجة، اضافة الى ذلك فان اللبنانين سئموا منها ويريدون ان يحيوا حياة طبيعية».

وقال النائب بطرس حرب بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «ان عدم اجراء الانتخابات الرئاسية سيؤدي الى استمرار التأزيم ويعرض السلام والاستقرار للخطر»، وأضاف «ان الحكومة تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية بسبب حالة الفراغ التي اوجدتها مواقف المعارضة». وأعلن رفضه الشروط التي تضعها المعارضة لانتخاب رئيس الجمهورية لان فيها تعطيلاً للنظام السياسي وافقاد الرئيس لصلاحياته». وانتقد النائب عن كتلة «المستقبل» عمار الحوري الحملة على الحكومة ورئيسها، وقال: «طالعنا بالامس (الاول) بعض قبيحي الاخلاق ومنتحلي صفة الانتماء الوطني.. بحملة شيطانية تحريضية ضد الحكومة ورئيسها، حملة تليق باصحابها تقع بين حدي الشتائم والتحريض، بعدما اصبحوا حالة مرضية يرفض اصحابها الشفاء، اعانهم الله واعاننا على شرور انفسهم».

كما رد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار على الحملة العنيفة على الرئيس السنيورة معتبراً «انها تجاوزت كل الحدود ولم يراع البعض منها الحد الادنى من آداب المخاطبة السياسية او الحرمة الشخصية». ورأى ان «الجرم الذي اقترفه فؤاد السنيورة هو انه قاوم افراغ السلطة التنفيذية لكي لا يصبح البلد بلا حكومة كما هو بلا رئاسة جمهورية ولا مجلس نواب». وقال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أكرم شهيب ان «حزب الله» وباعترافه يلعب دور الناظم الامني في لبنان منذ خروج الجيش السوري لمنع الفتنة الداخلية بين السنة والشيعة، وسأل: «الذي يملك هذه القدرة الأمنية ويخترق العدو الاسرائيلي ويتنصت على الاسرائيليين، ألا يستطيع أن يعطي معلومة واحدة صغيرة حول الاغتيالات التي تستهدف قوى 14 آذار؟».

ورأى في كلام السيد حسن نصر الله الاخير انه حمل تهديدا واضحا، عندما قال «أنا لا أضبط الشارع وليس لدي القدرة على ضبطه»، واعتبر أن هذا الكلام معناه «أنهم نظموا وحدات عسكرية خارج إطار «حزب الله» لكن من رحمه ومن كل الطوائف وفي كل المناطق اللبنانية، وأعطوها حق التحرك في الشارع وهم خلفها».

وقد واصل «حزب الله» هجومه على الاكثرية النيابية والحكومة، فاعتبر مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق «ان اكثر الذين يخشون حكومة شراكة وطنية في لبنان هو العدو الاسرائيلي... لكن نقول ان المقاومة قوية وقوية اكثر مما يتصورون ، فيما فريق السنيورة يضعف شيئا فشيئا وعندما نجد ان الاجتياح السياسي العالمي للبنان ينهزم شيئا فشيئا كما انهزم العدوان الاسرائيلي والاميركي ».