تشيلسي كلينتون لا تتحدث إلى الصحافة حتى لو كان الصحافي يبلغ 9 أعوام

ابنة هيلاري الوحيدة التي ظهرت فجأة في أيوا ترافق والدتها تبتسم وتأخذ الصور مع المعجبين

TT

فتاة جميلة شقراء ترافق هيلاري كلينتون في جولاتها الانتخابية الاخيرة. تقف خلفها تماما كما يفعل زوجها ووالدتها من دون أن تنطق بكلمة. تواسيها بلمساتها الحنونة من وقت لآخر. تصفق وتبتسم وتصافح المعجبين وتأخذ صورا مع الذين يصرون على ذلك. «أعتقد أن فتياتي جميلات، الا توافقوني الرأي؟». قال بيل كلينتون مرة لمناصريه، أو مناصري زوجته، في احد التجمعات الانتخابية. المؤيدون ضحكوا وصفقوا...

هي تشيلسي كلينتون الابنة الوحيدة لآل كلينتون والبالغة من العمر 27 عاما والتي بقيت في كواليس حملة والدتها الانتخابية حتى يوم الخميس الماضي حين ظهرت فجأة في أيوا، في خطوة من الواضحة أن هدفها تطرية صورة والدتها الباردة والقاسية. وقفت بقامتها الطويلة تبتسم بلطف وتنظر باعجاب الى والدتها تلقي كلمتها بعد خسارتها المدوية في أيوا. وراحت تتحدث الى المناصرين المتجمعين وتبتسم لكلمات الاطراء التي أمطروها عليها. «أنت جميلة»، صرخت لها سيدة من بين الحشود. آخرون راحوا يأخذون صورا لها بهواتفهم الخلوية وهي وقفت تبتسم للكاميرا...«هي أكبر مصدر دعم بالنسبة لي الى جانب زوجي»، قالت هيلاري في مقابلة صحافية الاسبوع الماضي، «هي فائقة الذكاء ولديها مهارات كثيرة». الاسبوع الماضي خلال الحملة الانتخابية في أيوا، عانقت تشيلسي بحرارة امرأة كبيرة في السن طالبت ان تأخذ صورة الى جانبها. «طبعا»، قالت تشيلسي، «فقط قولي لي أين تريدينني أن أنظر». وأضافت: «أنا فقط اتسكع مع والدتي اليوم. ستصبح رئيسة جمهورية عظيمة. ستقولين لكثيرين ان يأتوا ويصوتوا لأجلها، صحيح؟».

هذا الحوار الرقيق المتحفظ البسيط هو أبعد ما يمكن لتشيلسي أن تذهب في حواراتها العلنية. دورها ليس الكلام. على المسرح، لا تفتح فاها ولا تنطق بكلمة ولا رأي ولا صرخة تأييد ولا حتى كلمة تأهيل صغيرة. واذا رأت أحدا يشبه الصحافي يقترب، تهرب... أحيانا تأخذ قرار منع التحدث الى الصحافة بجدية مبالغة.

يوم الاحد الماضي في أيوا، سألها سيدني ريكوف، صبي يبلغ من العمر 9 سنوات، وهو يكتب في نشرة في مدرسته، «هل تعتقدين أن والدك سيكون «سيد أول» جيدا في البيت الابيض؟».أجابت: «أنا آسفة، ولكنني لا اتحدث الى الصحافة وهذا الامر ينطبق عليك مع الاسف... علما أنني أعتقد أنك ظريف». وقد رفض معاونون في حملة كلينتون مرارا طلبات مقابلة مع تشيلسي، علما أنه لا يزال مبهم من الطرف الذي يرفض، الابنة أم والديها. الا ان أحد المساعدين قال: «صدقني نحن نحب أن تظهر الى العلن... ولكنها تشيلسي لا تريد ذلك ووالداها يحترمان قرارها».

لطالما كان الزوجان كلينتون حريصين على حماية ابنتهما من الصحافة بشكل مبالغ، ففي عام 1992 كانت تشيلسي البالغة من العمر 12 عاما حينها، غير مرئية لدرجة ان استطلاعا للرأي اظهر أن الاميركيين لم يعرفوا ان لآل كلينتون ابنة. وبعد 6 سنوات، عندما اعترف بيل كلينتون بعلاقته مع مونيكا لوينسكي، ظهرت تشيلسي في صورة شهيرة بين والديها ممسكة بأيديهما وهما يسيران باتجاه طائرة هليكوبتر. هيلاري كلينتون قالت مؤخرا إنها على اتصال دائم بابنتها، ولكنها تريد أن «تحترم خياراتها كما احترمت والدتي خياراتي. سأدعها تقرر مسار حياتها».

تشيلسي تعيش في نيويورك حيث انتقلت بعد تخرجها من جامعة ستانفورد وبعد حيازتها ماسترز من جامعة أوكسفورد. منذ عامين، استقالت من عملها كمستشارة في شركة «ماكينسي وامب» لتنضم الى «أفونيو كابيتال غروب»، شركة ادارة تمويل ضخمة. ولديها صديق جدي، هو مارك مزفينسكي، ابن نائب أيوا الجمهوري ادوارد مزفينسكي.

العام الماضي ظهرت في حفل لعرض الازياء لدوناتيلا فرساتشي في باريس، وبدت مرتاحة وهي جالسة في الصف الاول الى جانب الممثلة غوينث بالترو ومادونا. وخلال دراستها في أوكسفورد حظيت باهتمام الصحافة البريطانية... ولكن ليس بصورة ايجابية. فبعد 11 سبتمبر (أيلول) كتبت مقالا لاحدى المجلات أثار استياء زملائها الذين كتبوا: «يظن المرء بأن الانسة كلينتون تفضل الصمت على الحديث في مسألة حساسة كهذه، الا انه على العكس فهي تستعمل موقعها كابنة لبيل كلينتون لتنشر آراءها حول تأييد الحرب واهانة زملائها الطلاب في الوقت نفسه».

* خدمة واشنطن بوست خاص بـ «الشرق الأوسط»