عداء ماكين ـ رومني يشغل معسكر الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأميركية

TT

تبادل كل من حاكم ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني والسناتور جون ماكين من اريزونا، التعليقات اللاذعة يوم الجمعة الماضية، في بداية حملة هجوم بدأت في الربيع الماضي منطلقة من كراهية المرشحين لبعضهما البعض.

فبعد هزيمته على يد حاكم ولاية اركنسو السابق مايك هاكبي، شن رومني هجوما خلال ساعات من وصوله في نيوهامشير، واصفا ماكين بأنه صنيعة دهاليز السياسة الاميركية التي رفضها المقترعون في ايوا يوم الخميس الماضي باختيار هاكبي عن الحزب الجمهوري والسناتور باراك اوباما عن الحزب الديمقراطي. وجاء الهجوم بعد نشر ماكين اعلانا على الانترنت يوم الجمعة يسخر فيه من رومني لقوله انه سيلجأ الى المحامين والبيروقراطيين للحصول على استشارات في مجال السياسة الخارجية. وذكر اعلان ماكين «عندما يتعلق الامر بالقيادة لا يحتاج ماكين للاتصال بأحد».

وتطور الصدام السياسي بين رومني وماكين، المتوقع من الجانبين لأكثر من عام تقريبا، الى سباق اساسي يمكن ان يعيد تشكيل القطاع الجمهوري. وقد شن ماكين، الذي كادت حملته تنهار في فصل الصيف الماضي، معظم وقته وتركيزه منذ ذلك الوقت للفوز بولاية نيوهامشير. ويمكن للخاسر ان يخرج من سباق اختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الجمهوري.

اما الان فلم يحسم السباق بعد. وقد تعزز وضع ماكين بانتظام في الاستطلاعات التي جرت في الولايات في الشهر الماضي، وهو الان يقف على نفس المستوى مع رومني بين المقترعين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.

وتعهد هاكبي الذي تراجع وضعه في الاستطلاعات هنا، بالاستفادة من انتصاره في ايوا بقضاء الخمسة ايام القادمة في نيوهامشير بدلا من الانتقال الى ساوث كارولينا، وهي موقع الانتخابات التمهيدية القادمة للحزب الجمهوري.

وقد شن كل من ماكين ورومني هجمات على سلبيات بعضهما البعض، وحاولوا البقاء في موقع اخلاقي حاد في سنة يبدو فيه المقترعون يكافئون المواقف الايجابية من المرشحين للرئاسة. وقبل ثلاثة ايام من تفوقه في ايوا وحصوله على 9 نقاط ، قرر هاكبي عدم بث اعلان سلبي ضد رومني، الا انه تأكد من مشاهدة الصحافيين للاعلان.

وقال واحد من كبار مساعدي رومني «هذا هو جون ماكين الذي شاهدناه في عام 2000. الاشخاص الذين شاركوا في حملة 2000 يعرفون هذا الجانب السيئ لجون ماكين. وهذا هو مضمون اعلانات الانترنت».

واصدر المتحدث باسم ماكين بريان روجرز بيانا يوم الجمعة قال فيه «بعد النقاش الذي جرى الليلة الماضية في ايوا، اصبح ميت رومني يائسا واحضر الان الهجوم السلبي الغاضب الى نيوهامشير. وطبقا لطريقته التقليدية، فإن هجومه الاخير يعترض تماما مع بياناته السابقة».

ولم يترك المرشحان أي وقت في طرح انفسهما على المقترعين في نيوهامشير، الذين يتطلبون نوعية اخرى من النداءات الموجهة الى المقترعين في ايوا. الجمهوريون في نيوهامشير يميلون الى الاهتمام اكثر بالضرائب وحجم الحكومة ويقل تركيزهم على القضايا الاجتماعية.

وقد تعهد مساعدو ماكين بمزيد الاحاديث الصعبة بخصوص ماكين، ودافعوا عن الهجمات باعْتبارها جهدا مشروعا للمقارنة بين سجل ماكين في مجلس الشيوخ مع خبرة رومني كحاكم ولاية ورجل اعمال.

وقالوا ان رومني سيثير دعم ماكين لإصلاح قانون الهجرة، وهو ما اغضب العديد من المحافظين ومعارضته لخفض الضرائب الذي اقترحه الرئيس جورج بوش واقره الكونغرس. وقالوا انه سيضطر ايضا الى رعاية السناتور لتشريعات تمويل الانتخابات الذي يعتبر معضلة بالنسبة لعديد من المحافظين.

ومع تحول التركيز عن آيوا قال مساعدو ماكين إنه سيستمر في تقديم إجابات عن الأسئلة التي ستطرح عليه استنادا إلى الخبرة والشخصية إضافة إلى كونه شخصا قادرا على النجاح في الانتخابات.وقالت جيل هيزلبيكر المتحدثة باسم ماكين: «نحن سنستمر في التشديد على تقييمه للأمور وعلى خبرته واستعداده للقيادة والحقيقة هي أنه الشخص الجمهوري الوحيد القادر على هزم المرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر».وسأل جون بالكون المسجل ضمن الحزب الجمهوري المرشح ماكين حول الهجرة خلال زيارة السيناتور لمركز بي إي أيه سيستمز. وقال بالكوم إنه وعددا من جيرانه يتحدثون عن إعلان رومني الذي يقول فيه إن ماكني يدعم العفو عن المهاجرين غير الشرعيين.

وقال السيناتور الجمهوري جون سنونو الذي لم يدعم أي مرشح رئاسي إن سكان الولاية يركزون على مشاكلها الاقتصادية وعلى التهديدات المتأتية من الخارج أكثر من أي قضايا أخرى. وقال سنونو: «كل الناس يبحثون عن قيادة تمنحهم ثقة. فهناك الكثير من عدم اليقين بما يخص الاقتصاد والشؤون الخارجية».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»