أصبحت فترة الغداء في العمل هي الفترة التي يتوقف العاملون عن العمل لمشاهدة الفيديو على يوتيوب واهم الانباء على «سي ان ان دوت كوم» او غيرهما مما يقدمه الانترنت. وهذا الاتجاه الجديد ـ هو جزء من ظاهرة جديدة أصبح يطلق عليها «فيديو وجبة الطعام الخفيفة» ـ يتحول إلى نشاط تجاري متنامي بالنسبة لشركات الأخبار والإعلام، التي تقدم للعاملين خلال فترة الراحة المزيد من المحتويات الجديدة.
ففي بعض المكاتب، ينسق العاملون برامج المشاهدة خلال النهار. فبعض الناس يميلون الى مواقع يمكنهم فيها العثور على برامج ذات طول معين، ثلاث دقائق مثلا لملخص الانباء ـ لتقليل عدد نقرات الماوس وبقايا الطعام التي لا بد وان تسقط على لوحة المفاتيح. ويقول الن وورتزل رئيس الابحاث في (ان بي سي) «قم بجولة في مكتبك خلال فترة الغداء. ومن بين 20 شخصا، اضمن لك ان 5 سيشاهدون موقعا ما ليس له علاقة بالعمل».
وظاهرة الزيادة في استخدام الانترنت خلال ساعات النهار ليست ظاهرة جديدة، ولكن شركات الاعلام بدأت في الاستجابة بطريقة ذات معنى لها في العام الماضي. فقد اعدوا برامج اخبارية لكي تتماشى مع فترة الغداء. وبدأوا في تغيير الطريقة التي يبيعون بها الإعلانات على الانترنت.
ففي العام الماضي بدأت بعض محطات التلفزيون المحلية في انتاج برامج خاصة بالانترنت. كما بدأت بعض الصحف المحلية ايضا في بث فيديو خلال فترة الغداء يقدمها صحافيون شباب وموجهة الى الشباب من سن 18 حتى 34 سنة. وقد انتشر الاتجاه عبر المواقع الكبيرة والصغيرة المستقلة. فياهو دايلي تعرض برنامج يومي افضل ما في الانترنت ويطلق عليه «ناين» وهو برعاية بيبسي. وفي موقع مايدامن تشانل دوت كوم صدرت التعليمات للمبرمجين للترويج للفيديوهات الجديدة خلال فترة الظهر. وقال ميغويل مونتيفيرد، المدير التنفيذي لـ«أي او ال فيديو» انه بناء على الحركة داخل الشبكة فإن مسألة الإنتاجية تصبح محل تساؤل. من شقة في غرينيتش فيليدج يستضيف روب ويليس وويل كوغلان بثا يوميا على شبكة الانترنت مدته ثلاث دقائق باسم «بوليتيكال لانش» حوالي الساعة العاشرة صباحا تأتي بعده ساعة ونصف الساعة من الأخراج قبل عميلة تحميل البث قبل الظهيرة. وتتم مشاهدة «بوليتيكال لانش»، الذي بدأ بثه في سبتمبر (ايلول) 10000-20000 مرة اسبوعيا، ويتراوح عدد الزوار بين 1 و3 كل دقيقة. من ضمن الاشخاص الذين يعاملون بصورة جدية مع فترة مشاهدة الفيديو منتصف النهار جيسون سبيتز، الذي يعمل مديرا تجاريا لشركة تسجيلات في لوس انجليس. ويبادل سبيتز وصلات فيديو مع اصدقائه خلال اليوم لمشاهدة لقطات كوميدية قصيرة من مواقع مثل FunnyOrDie.com او CollegeHumor.com، ويخزن سبيتز هذه المواقع كي يشاهدها خلال فترة استراحة الغداء بعد منتصف النهار. ودرج سبيتز واصدقاؤه على مشاهدة نفس تسجيلات الفيديو في نفس التوقيت، كل من طاولته في مكان العمل. قال سبيتز ان اللقطات اقصر من عروض التلفزيون التي تستمر 30 دقيقة وبذلك يمكن مشاهدة عدة أعمال فيديو على الشبكة خلال فترة استراحة الغداء في العمل، ويقول ان اللحظات المثيرة للضحك غالبا ما تصبح نكات يتبادلها زملاء العمل. اما نوح ليمان، وهو صاحب شركة تأجير سيارات في نيويورك، فيقول ان مشاهدة لقطات الفيديو على الانترنت سبب وجيه يدعوه الى البقاء في مكتبه خلال استراحة الغداء مؤكدا انه يفضل ذلك لأنه يساعد على استمرار زخم العمل خلال اليوم. كثيرا ما يشاهد ليمان لقطات منThe Daily Show، كما Comedy Central وضعت على شبكة الانترنت حلقات ظلت تقدمها على مدى ثماني سنوات للمشاهدة مجانا. يضاف الى ذلك ان المشاهدة لا تتطلب استخدام اليدين وبالتالي يمكن استخدامهما في تناول الوجبة خلال المشاهدة.
* خدمة «نيويورك تايمز»