الأزمة الدامية في كينيا تستمر.. وواشنطن ترى في نيروبي حليفا ضد الإرهاب

الكينيون يصلون من أجل السلام واللاجئون ينتظرون المساعدات

TT

رفض زعيم المعارضة الكينية رايلا اودينغا مجددا امس عرض الرئيس مواي كيباكي تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من الازمة الدامية الناجمة عن الاعتراض على نتائج الانتخابات العامة في 27 ديسمبر (كانون الأول). وقال اودينغا للصحافيين في نيروبي ان «حل كيباكي لهذه المشكلة لا يهمنا. فهو ليس لديه اي شيء ليقدمه، لانه لم يفز في هذه الانتخابات»، مضيفا «انها إهانة للشعب الكيني».

وتابع زعيم المعارضة، الذي يتهم الرئيس كيباكي بالتزوير ليسرق منه فوزه في الانتخابات، «يفترض ان اكون انا من يعرض عليه خيار تشكيل ائتلاف. اننا لسنا متعطشين للسلطة... نريد تسوية تفاوضية تحمل حلا دائما لهذه المشكلة». وفي نفس الوقت يرى خبراء ان ارسال الولايات المتحدة مبعوثة خاصة الى كينيا يعبر عن ارادة واشنطن عدم التخلي عن شريك استراتيجي يساهم في مكافحة الارهاب وفي استقرار القرن الافريقي. وقالت ميشال غافين الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية (كانسل ان فورينغ ريلايشن) ومقره في نيويورك، ان «كينيا شريك مهم في مكافحة الارهاب بالنسبة للولايات المتحدة». ومن جهة اخرى، أقام الكينيون من مختلف التوجهات السياسية الصلوات من أجل السلام امس، في الوقت الذي سعى فيه عمال الاغاثة الى تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 250 ألف لأجئ من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات، والتي أسفرت أيضا عن مقتل المئات.

وقالت جين ريونجو لرويترز، وهي تقود أبناءها الخمسة الذين ارتدوا أفضل ملابسهم الى كنيسة فوق تلة خارج نيروبي، «لقد خذلنا زعماؤنا. هم من سببوا هذه الكارثة. لذلك نحن الان نلجأ الى الرب لانقاذ كينيا». وبعد أسبوع من الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي، مما أشعل الاحتجاجات وأعمال الشغب والنهب في أنحاء البلاد لا توجد دلالة تذكر على أنه سيجتمع مع زعيم المعارضة ومنافسه رايلا أودينغا لحل هذه الازمة مباشرة.

وقام وسطاء محتملون، بينهم أكبر دبلوماسي لواشنطن في افريقيا جنداي فريزر وكبير الاساقفة ديزموند توتو الحائز جائزة نوبل للسلام من جنوب افريقيا، بجولات مكوكية بين المعسكرين. كما من المقرر أن يزور الرئيس الغاني جون كوفو البلاد خلال الايام المقبلة بصفته رئيس الاتحاد الافريقي. لكن المعارضة قابلت تصريحا من كيباكي قال فيه انه مستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بتشكك. وهي تقول انه سرق الانتخابات التي أجريت في 27 ديسمبر (كانون الاول) بالتحايل وانه يشغل الان منصب الرئيس بشكل غير مشروع. وتريد حركة الديمقراطية البرتقالية، التي يتزعمها أودينغا من كيباكي، 76 عاما، التنحي وأن يتولى وسيط دولي رعاية المحادثات، قبل اجراء انتخابات جديدة، خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر. كما وجهت اتهامات للحركة المعارضة بالتلاعب في الاصوات في مناطق معاقلها. وقال أودينغا في مقر الحركة بنيروبي «لسنا مهتمين بحل كيباكي لهذه المشكلة. ليس لديه ما يعرضه لانه لم يفز في الانتخابات».

وكان ما يشغل أغلب المواطنين الكينيين هو اعادة حياتهم لسابق عهدها وسط شكوك تجاه الساسة الذين يعتبرون أنهم ينظرون للسلطة كوسيلة للحصول على الثراء وليس لتحسين حياة الكثير من المواطنين.

ولقي 300 شخص حتفهم على الاقل، بعضهم خلال معارك بين الشرطة والمحتجين، وقتل اخرون في أعمال عنف عرقية. كما تزايدت حوادث النهب والجرائم خلال الفوضى، مما أدى لازهاق المزيد من الارواح في بلد كان ينظر له على أنه دولة ديمقراطية مستقرة نسبيا ذات اقتصاد منتعش. ويجد ناجون من العنف الجنوني، القليل من الكلمات لرواية الكابوس الذي عاشوه بعد ان قطعت اعضاؤهم وشوهت وجوههم بالنار وجرحت رؤوسهم بالسواطير. وتروي ماري التي يحمل وجهها ويداها وكتفاها وساقاها اثار حروق عميقة بالنار، لوكالة الصحافة الفرنسية «عندما شبت النيران في الكنيسة حاولت الهرب. وكنت أحمل على ظهري ابنتي وعمرها سنتان ونصف السنة وقد لفت بغطاء، لكن النار اشتعلت في اللحاف فماتت». وقضي ثلاثون شخصا تقريبا من قبيلة كيكويو، التي ينتمي اليها الرئيس الكيني مواي كيباكي، احرقوا احياء في كنيسة الدوريت في غرب كينيا.