البيان الختامي ولد في لقاء بمنزل موسى ضم خمسة من وزراء الخارجية العرب

وزير الخارجية السوري خرج مبتهجا من الاجتماع

الأمير سعود الفيصل خلال جلسة الاجتماع الوزاري أمس (رويترز)
TT

في منزله بضاحية القطامية (شرق القاهرة) استضاف عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية خمسة من وزراء الخارجية العرب، ليلة أول من أمس، جلسوا هناك وخططوا لكيفية مساعدة اللبنانيين في الخروج من مأزق الفراغ الرئاسي بلبنان وتوصلوا إلى الحل بالفعل وعرضوه على الوزراء العرب الذين وافقوا عليه، كما رحبت به العديد من الأطراف اللبنانية.

وطبقا لأحد المشاركين فقد حضر الاجتماع وزراء خارجية كل من السعودية ومصر وسورية وقطر وعمان، قائلا إن اللقاء كان وديا، أسهم في خلق حالة التفاهم المبدئية. وعندما طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بفك الاعتصام من وسط بيروت لما له من أضرار على الحالة الاقتصادية على اللبنانيين هناك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن القضايا جميعها «تؤخذ كسلة واحدة»، وهنا طالبه الفيصل باستبعاد كلمة «سلة» لأنها مستهلكة، مقترحاً الاستعاضة عنها بتعبير «خطة متكاملة»، وهو ما وافق الجميع عليه وتم تضمينه مقدمة البيان الختامي أمس.

كما اتفق الجميع على تضمين البيان فقرة تتناول الترحيب بتوافق الفرقاء على ترشيح العماد ميشال سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية والدعوة إلى انتخابه فوريا وفقا للأصول الدستورية.

وطبقا لأحد حضور الجلسة في منزل موسى، فإن الفقرتين الأولى والثانية من البيان استغرقتا أكبر وقت من المناقشات، إلى أن تم التوصل لصياغة ترضي كل الأطراف.

وعلمت «الشرق الأوسط» من أوساط عربية انه من المنتظر أن تستقبل دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة مسؤولا سعوديا رفيعا، وفي حال تمت تلك الزيارة فإنها تمثل الزيارة الأولى لمسؤول سعودي منذ الأزمة السعودية السورية.

وكشفت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن المساعي المصرية ـ السعودية خلال اللقاء انصبت على أمرين هما: التوافق اللبناني ـ اللبناني وعدم تمرير أي مذكرة لفريق دون الآخر، والانطلاق من قاعدة لا غالب ولا مغلوب. وأشارت المصادر الى أن الاجتماع انعقد بنوايا تنقية الدعم العربي لمساعدة اللبنانيين وليس لفريق ضد الآخر، كما يحق للأمين العام للجامعة العربية الاستعانة بالدولة التي يريدها أو حتى بكل الدول الخمس التي حضر وزراء خارجيتها الاجتماع فى منزل موسى. وأفادت المصادر انه لم يحدث أي اجتماع ثنائي بين وزيري خارجية السعودية وسورية وان الاجتماع انعقد بوزراء خارجية مصر والسعودية وسورية وقطر وسلطنة عمان وتمت ناقشة كل الأفكار المطروحة بما فى ذلك القرار الذي حمله وزير الخارجية اللبناني، طارق متري، الى اجتماع وزراء الخارجية العرب، ولكن بعد النقاش رفض القرار لأن بعض الوزراء اعتبروه تدخلا فى الشأن اللبنانى، وبالتالي تمت صياغة بيان صدر بالإجماع يتحدث عن الأولوية لانتخاب الرئيس ثم الإعداد لتشكيل الحكومة وإعداد قانون للانتخابات فى لبنان. واعتبرت مصادر عربية اللقاء الخماسي بداية لعلاقات أفضل بين كل من سورية والسعودية وكذلك مصر، خاصة مع اقتراب انعقاد القمة العربية فى دمشق خلال مارس (آذار) المقبل. وخرج المعلم من الاجتماع مرتاحا وتوجه ومندوب سورية في الجامعة العربية السفير يوسف أحمد إلى احد المطاعم في باخرة على النيل ليتناولا عشاء من الأسماك، وخلال العشاء بدأ الوزير السوري ومندوب الجامعة مبتهجين لما وصلت إليه المشاورات، وكانا يحملان نسخة من البيان الختامي.