بري والحريري يصفان بيان الجامعة العربية بـ«التاريخي» وحزب الله يعد بدرس بنوده بـ«انفتاح»

ردود فعل لبنانية مرحبة ودعوات لترجمتها بانتخاب سريع لسليمان

TT

لقي بيان وزراء الخارجية العرب ترحيبا لبنانيا واسعا، فوصفه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بانه «التاريخي لمصلحة الوفاق»، آملا في ترجمته على ارض الواقع «درءا لاية فتنة وانهاء لحال التشرذم». كما وصفه زعيم الاغلبية البرلمانية النائب سعد الحريري بانه «موقف تاريخي نبيل ومسؤول»، فيما رحب فيه حزب الله بتحفظ، واعدا بدرسه «بايجابية».

ورحب الرئيس بري بالبيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب، معتبرا انهم أكدوا فيه على «اجماعهم كعرب على مصلحة لبنان العليا وأنهم «سجلوا موقفا تاريخيا لمصلحة الوفاق اللبناني، واضعين حدا لافكار الغلبة والهيمنة التي حاول البعض فرضها، فمن جهة رحبوا بالتوافق حول العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، داعين لانتخابه فورا وبدون اية تعقيدات، ومن جهة ثانية دعوا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لا يكون فيها ترجيح القرار او اسقاطه لاي طرف مواليا كان او معارضا، مع تحفيز السرعة باعداد قانون للانتخابات». وتوجه بري بالشكر الى الملوك والرؤساء العرب والوزراء وامين عام جامعة الدول العربية «للجهود التي بذلت في سبيل التوصل الى هذا البيان، الذي نأمل في ترجمته على ارض الواقع درءا لاية فتنة وانهاء لحال التشرذم القائم واستعادة لسلامة لبنان ومنعا لاية تفسيرات يحاول البعض فيها ان يسجل انتصارا او هزيمة له وللاخرين». وتوجه بري الى اللبنانيين بالقول: «نستطيع ان ننطلق من البيان العربي الى تطبيق لبناني يؤكد وحدتنا ويضمن سلامتنا ولا اعتبار اعلى من هذا الاعتبار». ورحب رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بدوره بالنتائج التي توصل اليها اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة، وقال في تصريح ادلى به امس: «لقد اكد الاشقاء العرب مجددا، وقوفهم الى جانب لبنان وسيادته وقراره الوطني المستقل، وهو موقف تاريخي نبيل ومسؤول يعبر عن ارادة عربية اصيلة في رفض كل اشكال الضغوط التي تمارس ضد بلدنا، ويقدم الى اللبنانيين جميعا ذخيرة معنوية وسياسية وقومية ستمكنهم باذن الله، من تجاوز المرحلة الراهنة، وفتح صفحة جديدة من العلاقات، ترتكز الى منطق الحوار والتلاقي، واحياء دور المؤسسات الدستورية في بت الخلافات الداخلية مهما اشتدت حدتها». واضاف: «ان البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يؤكد ارادة اللبنانيين بالتلاقي ووجوب ملء سدة رئاسة الجمهورية، والانتقال سريعا لاعداد الآليات الدستورية التي تمكن المجلس النيابي من الاجتماع وترجمة التوافق على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان من دون اي شروط مسبقة». ورأى «ان الاشقاء العرب لم يتأخروا عن دعم لبنان ومساعدته في اصعب الظروف، واللبنانيون لن ينسوا هذه الحقيقة ولن يتنكروا لها، ويعرفون ان يد العرب امتدت لنصرة لبنان في مواجهة الحروب الاسرائيلية والاعتداءات التي استهدفت ارضه وشعبه وسيادته، وان هذه اليد ستبقى ممدودة في سبيل رفع اي ظلم يقع على لبنان». وشكر الحريري باسم «جميع احرار لبنان جميع من اسهم في التوصل الى هذا الموقف العربي التاريخي تجاه لبنان». وخص بالشكر «الملوك والرؤساء العرب الذين كانوا في صلب التوجهات التي صدرت عن اعلان القاهرة»، ودعا اللبنانيين «من كل الاطياف السياسية الى اوسع تضامن مع هذا الاعلان، ومع الارادة العربية في حماية لبنان وانقاذ رئاسة الجمهورية من الفراغ»، معتبرا ان اعلان وزراء الخارجية العرب «يقدم الى اللبنانيين فرصة جديدة لانتخاب رئيس توافقي، وملء سدة الرئاسة التي لا يجوز برأي العرب واللبنانيين ان تبقى شاغرة، او ان يتعرض موقعها المميز الذي كرسه اتفاق الطائف لاي شكل من اشكال الانتقاص. واللبنانيون في اي موقع كانوا، مطالبون بالتصرف على هذا الاساس، والتعامل مع نتائج اجتماع القاهرة، باعتباره انجازا لمصلحة لبنان الوطن والدولة وليس لاي جهة او محور سياسي دون آخر». وقال: «رهاننا سيبقى قائما على فتح صفحة جديدة، والتزام خريطة الطريق العربية، نحو انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية». وقال رئيس كتلة نواب حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد «إننا نترقب متابعة ايجابية لنتائج مقررات الاجتماع الوزاري العربي، خصوصا اننا نعيش في ظل التردي في الواقع العربي وفي ظل الانقسام والتباعد على مستوى الخيارات العربية». وقال «نحن لا نريد ان نتشاءم او ان نقطع الطريق على اي قرار منتج، خصوصا في ما يتعلق بمسألة معقدة كالمسألة اللبنانية». واكد عضو الكتلة نفسها النائب حسن فضل الله «ان المعارضة ستناقش بانفتاح بنود المبادرة العربية، لانها حريصة على ايجاد حل للازمة السياسية»، وقال: «المبادرة تقر بالسلة الكاملة التي تشمل الرئيس والحكومة، وفيها صيغة جديدة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بحيث لا يكون للسلطة او المعارضة الثلث الضامن، وعندما تعرض هذه المبادرة رسميا على المعارضة ستناقشها مع الجامعة العربية على قاعدة البحث عن التفاهم والتوافق والحرص على انجازها بما يحقق الشراكة الكاملة في السلطة». واتهم فضل الله «فريق السلطة (الاكثرية) باستباق الاجتماع العربي باشاعة مناخ توتر داخلي وبحملة على سورية بهدف افشال الاجتماع واثارة انقسام عربي يتيح لهذا الفريق التمسك بارتهانه للادارة الاميركية وبنقل الملف اللبناني الى مجلس الامن الدولي، لكن نتائج الاجتماع جاءت مخالفة لما روجه فريق السلطة، لان اي مقاربة للحل تنطلق من الاتفاق على السلة الكاملة التي تشمل فضلا عن الرئيس المتفق عليه، وهو العماد ميشال سليمان والحكومة وقانون الانتخاب، فهذا هو المعبر الضروري والوحيد لانجاز تسوية داخلية». وقال «نحن لا نعتبر ان لبنان كان ممثلا في اجتماعات القاهرة، بل هناك فريق سياسي قدم وجهة نظره، اما موقفنا فنناقشه مع المعنيين في الجامعة العربية، عندما يتم عرض المبادرة على المعارضة التي بدأت نقاشا داخليا حول خياراتها لمواجهة تفرد السلطة ومصادرتها صلاحيات رئيس الجمهورية». وأضاف «في الوقت الذي تناقش فيه المعارضة خياراتها، فانها تتعاطى بانفتاح وايجابية مع مبادرات الحل، وهي تعمل على فتح الابواب للمعالجة، لانها حريصة على البلد وعلى انقاذه، وخيارها انقاذ لبنان بالتسوية الداخلية، لكن اذا استمر التعطيل الاميركي فان خياراتها الاخرى ستكون ايضا خيارات إنقاذية». وفي المواقف ايضا نوه الرئيس السابق امين الجميل بـ«الجهود التي بذلتها السعودية ومصر والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى»، وأمل في «ان تتجسد هذه الجهود بقرارات نهائية لأنها تفتح المجال للتوافق بين اللبنانيين»، واصفا اقتراحات موسى بـ«الجدية والوفاقية». وتخوف من «الشروط الاضافية التي بدأت تسمع وهي ليست في وقتها لأن على المعارضة ان تتعاون للوصول الى الحل والعمل لمصلحة لبنان لننتهي من المحنة». ورأى الرئيس السابق للحكومة الدكتور سليم الحص «ان ما رشح عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب يبشر بالخير للبنان». ودعا كل الاطراف في لبنان الى «تقبل هذا القرار باجماع وطني، فنحن نرى فيه مفتاحا للفرج الذي طال انتظاره». ونوه وزير الاتصالات مروان حمادة ببيان وزراء الخارجية العرب في القاهرة وقال: «إنها لحظة الحقيقة وقد تكون لحظة الحساب. ونطمئن الشركاء في المعارضة أن البيان ليس منحازا للغالبية ولا للمعارضة وربما يكون منحازا لرئيس الجمهورية». ورأى أن «المبادرات السابقة تطورت والتوق اللبناني إلى ملء الفراغ أعطى حلا متوازنا بامتياز». ودعا المعارضة إلى «عدم الاستعجال في إعلان رد فعل سلبي متحفظ لكي لا يقال إن هناك توزيعا للأدوار بين سورية والمعارضة»، معولا على «دور الرئيس نبيه بري في هذا الإطار». وأجرى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اتصالا هاتفيا بوزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض تمحور حول القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وشكرت الوزيرة معوض موسى على «الموقف المتقدم لجامعة الدول العربية الذي يشكل حلا منصفا ومظلة عربية واضحة لانقاذ الاستحقاق الرئاسي والمؤسسات الدستورية اللبنانية ونظام الطائف من المحاولات الانقلابية الهادفة الى الفراغ والتعطيل». ورحب الامين العام للجماعة الاسلامية الشيخ فيصل مولوي بـ«الحل العربي المتوازن الذي صدر بالاجماع عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، وناشد الشيخ مولوي رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري «الذي طالب بالحل العربي، ان يسارع الى اجراء المشاورات اللازمة مع الفريقين من اجل إتمام انتخاب الرئيس في الجلسة المقبلة».