مسؤول: قلة المعروضات تعرقل إعادة فتح المتحف العراقي

أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية مسروقة مازالت مفقودة

TT

قال مسؤول في وزارة الثقافة العراقية، إن الأعداد القليلة من الآثار التي نهبت من المتحف العراقي في بغداد بعد الغزو في عام 2003 والتي تمت إعادتها للمتحف بجهود محلية ودولية لم تفلح في تشجيع إدارة المتحف على اتخاذ قرار بإعادة فتحه خوفا من تعرضها للسرقة مرة أخرى في ظل أوضاع غير مستقرة.

وبين المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة حاكم الشمري في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» أن ما تمت إعادته للمتحف منذ عام 2004 «لا يتجاوز الـ(4) آلاف قطعة أثرية، فيما يقدر عدد المسروق أكثر من 14 ألف قطعة، وهذا العدد يشمل المسجل فعلا ضمن دائرة الآثار العراقية، لكن المتوقع أن العراق فقد أكثر من هذا العدد بأضعاف».

وبشأن طرق استعادة هذه الآثار، بين الشمري «أن عددا كبير من القطع أعيدت عن طريق الأهالي من شيوخ عشائر ومواطنين عثروا عليها أو ألقوا القبض على السراق، وقسم منها تم عرضه في أسواق معينة، وتمكن أشخاص من شرائها وإعادتها للوزارة، فيما ساعدت اتفاقية الجزائر الأخيرة كثيرا العراق والتي تمخضت عن اجتماع دول ومنظمات عديدة معنية بهذا الشأن في إعادة أعداد جيدة من الآثار العراقية المسروقة من بعض الدول مثل الأردن ودول أوروبية، حيث نصت الاتفاقية على تجريم كل من يتعامل بالآثار العراقية بيعا أو شراء وحتى حيازتها».

وحول الوثائق العراقية المسروقة، أوضح الشمري «أن دائرة الوثائق كانت تحتفظ بوثائق عراقية لا تقدر بثمن، كونها تحكي تاريخ العراق وتعود لحقب تاريخية مختلفة، وهي عبارة عن مخطوطات ولوحات فنية لفنانين عراقيين قدماء ووثائق رسمية تعود للعهد الملوكي والعهود الأخرى بينها العثماني وكتب خطت بأيدي أشخاص بارزين، وجميع هذه الوثائق سرقت من قبل أناس تعمدوا ذلك للمتاجرة بها، فيما استولت القوات الأميركية على أكثر من 48 حاوية كبيرة تحوي هذه الوثائق، بعد أن وجدتها في الدائرة. وأيضا في أماكن أمنت فيها قبل اندلاع الحرب الأخيرة، وللأسف عمدت القوات الأميركية الى نقلها إلى الولايات المتحدة، وهي الآن ترفض إعادتها رغم الجهات العديدة التي تطالبها بتسليمها للعراق».

سعد اسكندر المتخصص في مجال علوم التاريخ في بريطانيا أو كما أطلقت عليه منظمة (سكون) العالمية ومقرها أميركا تسمية (رجل الأرشيف) لعام 2007 لدوره في اعادة الحياة لدار الكتب والوثائق العراقية، أوضح لـ«الشرق الاوسط» انه كلف وبعد عام 2003 بالإشراف على هذه الدائرة وإعادة الوثائق لها، وبعد أن تعرضت بعد أحداث 2003 إلى موجة منظمة من السرقة والتدمير على يد من لهم مصلحة بذلك، مؤكدا أن الدار فقدت ما يقارب الـ(3000) كتاب ووثيقة، في حين تمت سرقة كتب أخرى لأغراض متنوعة، فيما عمدت القوات الأميركية إلى إخراج وثائق وسجلات تعود إلى عهود مختلفة تم خزنها في 48 ألف صندوق وحاوية ونقلها لجهات مجهولة.