مظاهر استقبال المالكي العائد من العلاج في لندن تثير ردود فعل متباينة

التوافق: إنها أمر اعتيادي * الكردستاني: تعود بنا إلى زمن مظلم * العراقية: أعادت صورة القائد الضرورة

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يصافح فتاة كانت ضمن وفود شعبية زارته أمس لتهنئته على سلامته بعد عودته من رحلته العلاجية الى لندن («الشرق الأوسط»)
TT

تباينت آراء الكتل السياسية العراقية يوم أمس بشأن الاحتفال الكبير الذي أقيم لرئيس الوزراء نوري المالكي بعد عودته من رحلة العلاج في لندن. وبين عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق لـ«الشرق الأوسط» أنه أمر اعتيادي بأن يحتفل محبو المالكي به بعد عودته سالما لبلاده وعلى الطريقة التي يرونها مناسبة «فنحن نؤسس لبلد ديمقراطي وهنا يجب أن تكون الحريات غير مقيدة وبخاصة الحريات الجماهيرية، وأنا أراه تصرفا اعتياديا ويحدث في أي دولة أخرى مهما كان النظام الذي تسير عليه، ومن البديهي أن يستقبل رئيس وزراء بعد سفره للعلاج بحفل استقبال رسمي أو شعبي، ولا اعتقد انه يمس الديمقراطية أو مشاعر أي جهة كانت».

 من جهته، أوضح محمود عثمان عن التحالف الكردستاني أنه شخصيا لا يؤيد مثل هذه المسائل رغم أنها مشاعر شعبية «لكن علينا ألا نشجعها؛ كونها تذكرنا بوضع حساس جدا للعراقيين ككل، موضحا انه بدأ يسمع مؤخرا ترديد كلمة (مكرمة) وبشكل مستمر، وهي كلمة أيضا تعود بنا لزمن مظلم نرجو احلال مصطلح آخر محلها، لأن تخصيص مبلغ لجهة من ميزانية الدولة ليست مكرمة من احد للعراق بل يجب أن يفهم الجميع أن الشعب العراقي هو المتكرم والمتفضل على جميع المسؤولين بغض النظر عن درجتهم الوظيفية. فالكل في خدمة العراق والعراقيين وليس العكس».

وأضاف عثمان أن ما حدث أول من أمس من احتفاء بعودة المالكي «شيء خاص، رغم أن الجميع يتحفظون على طريقة الاستقبال، لأننا نريد الابتعاد عن (الشخصنة) وبناء دولة المؤسسات وتثقيف الناس بحقوقهم وواجباتهم وبناء دولة على أسس صحيحة، ونحن نعلم أن مثل هذا التغيير يحتاج إلى وقت طويل جدا، لكن يجب أن تشجع الدولة على هذا التغيير لا تكريسه من جديد. فالكل عانى الزمن الماضي وسيطرة شخص على دولة بكاملها والآن أيضا الجميع متفهم أن صلاحيات رئيس الوزراء أوسع من صلاحيات أي مسؤول آخر، لكن بنفس الوقت حكم القانون هو من يجب أن يسود، وألا تعلو فوق مصلحة الوطن والمواطن أي مصلحة أخرى».

عالية نصيف جاسم عن القائمة العراقية، أكدت أن القائمة «كانت السباقة الى تبني حملة إعلامية للتبريك بسلامة وشفاء المالكي، وان رئيس القائمة زار المالكي في لندن مرات عدة للاطمئنان عليه وهو أمر اعتيادي، غير أن الطريقة التي استقبل بها المالكي ورفع صوره ولافتات أعادت للأذهان صورة (القائد الضرورة) التي كان النظام السابق يحب أن يظهر بها، وهي لا تتناسب مع دولة تسعى لتأسيس نظام ديمقراطي وفق أسس واضحة وقانونية، ونحن كنظام برلماني ديمقراطي دستوري لا نعيب رئيس الوزراء على ما حصل، لكننا نعيب على الذين يتصرفون هذه التصرفات».

وأضافت عالية نصيف جاسم «أننا سمعنا أنه (ما جرى في بغداد) ليس الاحتفال الوحيد، فأغلب المحافظات العراقية أقيمت فيها احتفالات مماثلة بل وأكثر من ذلك، ونحن انتقدنا كقائمة عراقية هذه التصرفات، وان على الاعلام بشكل خاص ومنظمات المجتمع المدني والجهات الشعبية تبني مشروع تثقيف المجتمع العراقي الذي يجب أن يرقى إلى ما يليق بالمجتمعات الديمقراطية المماثلة والكف عن تمجيد الشخصيات مهما كانت، لأن هكذا تمجيد كفيل بصنع قائد أوحد مرة أخرى».