السفير العراقي في عمان: ضبطنا جوازات جديدة من فئة «جي» مزورة

سعد الحياني لـ«الشرق الأوسط»: سفاراتنا لم تعد مراكز استخباراتية

TT

يزدحم العراقيون في عمان كل يوم بالقرب من بناية سفارة بلدهم في الدوار الاول من العاصمة الاردنية بحثا عن أسمائهم في قوائم معلقة على جدار بناية السفارة تعلن عن وصول وجبات جديدة من جوازات السفر العراقية الجديدة فئة (جي). وفي داخل البناية هناك غيرهم ممن يستفسرون عن معاملاتهم، حيث يلاقون بالترحاب من قبل موظفي السفارة بدءا بالاستقبال وحتى الأقسام الاخرى.

تذكرت وأنا أجتاز بوابة السفارة كيف كانت هذه البناية مصدر خوف وهلع بالنسبة للعراقيين المعارضين حتى الايام الاخيرة قبيل تغيير نظام الرئيس السابق صدام حسين، حيث خطط الاختطاف ونقل المطلوبين مخدرين بالسيارات الدبلوماسية الى بغداد، والتهديدات التي كان تطلقها عناصر أجهزة المخابرات العراقية الذين كانوا يشكلون نسبة عالية من موظفي هذه السفارة.

السفير العراقي في عمان سعد الحياني، وهو شخصية دبلوماسية معروفة وشغل في السابق منصب وكيل وزارة الخارجية، قال «لقد ولى ذلك الزمن الذي تعتبر فيه السفارة العراقية مصدر تهديد او ملاحقة لأي عراقي او غير عراقي مهما كان انتماؤه او فكره»، مؤكدا أن «السفارة اليوم سواء كانت في عمان او في أي مكان آخر هي بيت لكل العراقيين، ووجودنا هنا هو لخدمة الجالية العراقية اولا وأداء واجبنا لتطوير العلاقات بين بلدنا والأردن».

وأكد الحياني في حديث لـ«الشرق الاوسط» جرى في مكتبه بعمان ان «السفارات العراقية اليوم ما عادت مركزا استخباراتيا مثلما كانت، وأستطيع أن أجزم لكم بأنه لا يوجد أي عنصر مخابراتي او أمني هنا في هذه السفارة بل ان جميع العاملين هم من الدبلوماسيين المهنيين». وانتقد الحياني عملية «خضوع العمل الدبلوماسي للمحاصصة الطائفية المقيتة، فالعراق لم يعرف طوال تاريخه مثل هذه التقسيمات الطائفية، والعمل الدبلوماسي يجب ان يخضع لمبدأ الكفاءة لاسيما ان الدبلوماسية العراقية مشهود بكفاءتها في العالم».

وتحدث السفير العراقي في عمان عن «معانات العراقيين الذين يأتون الى الاردن ولا يسمح لهم بالدخول الى الاراضي الاردنية»، وقال ان «العراقيين يأتون الى الاردن لأسباب معروفة وهم من انتماءات دينية وقومية مختلفة، هم يأتون بسبب الظروف الامنية الصعبة، ونحن لا نرضى ان يصل المواطن العراقي الى الحدود الاردنية او مطار عمان ويتم اعادته الى العراق، خاصة وان هذه الرحلة تكلفه الكثير من الجهد والأموال وفي بعض الاحيان تكلفه حياته»، مشيرا الى «ان الحكومة العراقية كانت قد طلبت من الحكومة الاردنية ضوابط دخول او منع العراقيين من دخول الاراضي الاردنية كي نبلغ هذه الضوابط لمراكزنا الحدودية او وزارة الخارجية ولا نكلف العراقي الذي تنطبق عليه ضوابط المنع عناء السفر، ثم طلبنا ان يتم تطبيق مبدأ تأشيرة السفر على العراقيين حتى يعرف مواطنونا بأنهم اذا حصلوا على التأشيرة فانهم سيدخلون الاردن وبكامل كرامتهم مثل أي مواطن عربي او غربي». وأوضح الحياني أن «الحكومة الاردنية رفضت منحنا هذه الضوابط». وأضاف «بسبب إصرارنا وافقت الحكومة الاردنية على هذا المقترح، وطلبوا منا مساعدتهم لوضع ضوابط لمنح التأشيرة، وبالفعل تم وضع ضوابط مخففة، وبرزت مشكلة عدم وجود سفارة اردنية في بغداد واقترحنا ان تنظم استمارة معلومات عن العراقيين الذين ينوون دخول الاردن وتوزع من خلال شركات السفر او الانترنت او وزارة الخارجية العراقية، والآن الحكومة الاردنية بصدد اصدار هذه الضوابط التي لا تنطبق على العراقيين المقيمين في الاردن او في دول اخرى والموفدين والعراقيين الذين يمرون من خلال الاراضي الاردنية الى دول اخرى».

وحول مشكلة الجوازات العراقية، قال السفير العراقي في عمان «مشكلة العراق انه كانت هناك 5 انواع مختلفة من الجوازات العراقية، واليوم يتم تغييرها واعتماد الجواز (جي) بعد ان تم الغاء الجوازات الأخرى»، مشيرا الى ان «إصدار الجوازات مشكلة كبيرة يعاني منها العراقيون بسبب اعتماد مركز واحد في بغداد لإصدار ملايين الجوازات، بينما البلد يتمتع بإمكانيات بشرية وعلمية ومادية كبيرة لا تتناسب والطريقة البدائية التي يتم خلالها إصدار الجواز (جي) بحجة الحفاظ عليه من التزوير، بينما أمسكنا جوازات مزورة من فئة (جي)».