أوباما يحصل على أول دعم من مرشح سابق للرئاسة.. وهيلاري تخرج عن تحفظها

النقاش بين المرشحين الجمهوريين يتحول إلى تلاسن قبل انتخابات نيوهامشير

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أثناء حملتها الانتخابية في مانشستر بولاية نيوهامشير أمس (أ.ف.ب)
TT

حصل السيناتور الأسود باراك اوباما على أول دعم من مرشح سابق للرئاسة داخل الحزب الديمقراطي، في وقت تصاعدت فيه حدة الجدل بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وعلى صعيد الجمهوريين تعززت حظوظ كل من مت رومني وجون ماكين، في الحصول على نتيجة ايجابية في الانتخابات التمهيدية التي ستجري يوم غد (الثلاثاء) في ولاية نيوهامشير، في ثاني جولة انتخابية بعد ولاية ايوا.

واعلن بيل برادلي، الذي ترشح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2000 ضد آل غور، رسمياً، انه سيساند باراك اوباما في سعيه للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. وسيخوض برادلي الحملة ابتداء من اليوم إلى جانب اوباما. وقال في بيان أصدره أمس «إن باراك اوباما يبني تحالفاً جديداً يضم الديمقراطيين والمستقلين، وحتى الجمهوريين بجعل المثالية محور سياستنا». واضاف يقول «بسبب نداءاته المتكررة لجميع الأميركيين من جميع الأعمار والأعراق، فإنه هو المرشح القادر على الفوز في انتخابات الرئاسة.. وتحركه من اجل التغيير والأمل سيتيح امكانية قيام عصر جديد من السياسة الاميركية وتاريخ جديد للبلاد». وكانت آخر استطلاعات للرأي أجرتها شبكة «سي.ان.ان» قد أسفرت عن حصول اوباما على 34 في المائة وكلينتون على 33 في المائة. في غضون ذلك خرجت هيلاري كلينتون عن تحفظاتها المعتادة، ولغتها الحذرة، عندما تتحدث عن اوباما، وقالت في تصريحات أدلت بها امس، انها هي المرشحة التي تنادي بالتغيير وليس «القادم الجديد» اوباما. وقالت خلال مناظرة تلفزيونية الليلة قبل الماضية «لم اترشح فقط من اجل وعود بالتغيير، بل اترشح من أجل 35 سنة من التغيير الحقيقي». وبعد حوالي سنة من عدم الاكتراث بمنافسيها، راحت تنتقدهما مباشرة، وقالت إن جون اداوردز يتحدث كثيراً ولا يفعل شيئاً. في حين ان اوباما يغير مواقفه في كل مرة. واضافت تقول «انا عنصر التغيير وأظن ان تولى امرأة لأول مرة الرئاسة، يعتبر تغييراً ضخماً». في حين لمح المرشح الثالث جون ادواردز، الى انه اذا لم يتقدم في نيوهامشير، قد ينضم إلى صف اوباما. وقال في هذا السياق «كلانا نمثل صوتين قويين من اجل التغيير.. وهذا هو السبب الذي جعلنا نحتل المرتبة الاولى والثانية في ايوا». واشار إلى انه اذا استطاع اخراج هيلاري من السباق، ستكون له حظوظ في هزيمة اوباما. وطبقاً لاستطلاعات الرأي فإن اداوردز حصل على 20 في المائة في توجهات الناخبين في نيوهامشير، وهي نتيجة متواضعة اذا ما قورنت بنسبة اوباما.

واثار اختيار 51 في المائة من الذين شاركوا في المجالس الانتخابية في ايوا قضية التغيير كأولوية اهتمام المرشحين الجمهوريين، حيث اصبح الحديث يدور منذ الآن عن كيفية مواجهة اوباما في حالة فوزه بترشيح حزبه، وحذر المرشح الجمهوري الذي فاز في ايوا مايك هاكبي من ان اوباما يسعى لفرض زعامة جديدة على البلاد. وقال هاكبي «استطاع ان يستقطب الكثيرين.. يجب علينا داخل الحزب الجمهوري ان نكون حذرين، اذا لم نقدم للناس اهدافاً نسعى لتحقيقها ويلتفون حولها، وان نقدم لهم فقط اهدافاً ليصبحوا ضدها سنخسر حتماً الانتخابات المقبلة».

وتشير التوقعات الى ان جون ماكين سيكون في مقدم المرشحين الجمهوريين في نيوهامشير، وان المنافسة ستكون بينه وبين رومني الذي يجاهد من اجل تعويض خسارته في ايوا. ورصد رومني حتى الآن مبلغ 70 مليون دولار من ماله الخاص للحملة الانتخابية، وهو اكثر المرشحين الذين ينفقون بسخاء. وعلق ماكين ساخراً على ذلك «لا شك اننا نختلف حول امور كثيرة، لكن انا متيقن انك مرشح التغيير».

وأثار موضوع العراق جدالاً بين المرشحين، خلال مناظرة تلفزيونية، وفي لحظة انفعال قال رومني مخاطباً هاكبي «لا تحاول ان تنتقد او تشوه مواقفي»، فرد عليه الأخير قائلاً «اي واحد منها» في إشارة الى تذبذب مواقف رومني. ويعتقد منظمو حملة رمني انه سيدخل انتخابات نيوهامشير في ظروف مواتية، وقد ارتفعت معنوياته بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية لحزبه في ولاية وايومنغ. كما تمكن من تضييق الهوة بينه وبين جون ماكين. وعكس ما هو عليه الوضع على الجانب الديمقراطي، فإن الوضع يكتنفه الغموض والتعقيد الشديد على صعيد من يتقدم بين المرشحين الجمهوريين، إذ يبدو الآن ان هاكبي ورومني في الواجهة يتبعهما كل من ماكين ورودي جولياني، بيد ان هذا الوضع يمكن ان يتغير تماماً عندما تصل الانتخابات التمهيدية للولايات الكبرى، مثل كاليفورنيا ونيويورك في مطلع الشهر المقبل.