الأميركيون يعتبرون قائد الجيش الأمل الجديد لمستقبل باكستان النووية

بعد أن نال الجنرال كاياني إعجاب المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في واشنطن

TT

خلال الأشهر الأخيرة أنعش جنرال باكستاني غير معروف على نطاق واسع الآمال بين المسؤولين الأميركيين بأن بوسعه ان يظهر كقوة جديدة للاستقرار في باكستان، وفقا لمسؤولين حكوميين حاليين وسابقين. ولكن يظل من السابق لأوانه تقرير ما اذا كان باستطاعته أن يلعب دورا حاسما في البلاد.ففي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تولى الجنرال اشفاق برويز كاياني قيادة الجيش الباكستاني عندما استقال الحاكم العسكري للبلاد برويز مشرف من منصب رئيس الجيش واصبح رئيسا مدنيا. وفي ذلك الوقت بات الجنرال كاياني، وهو من أتباع مشرف، واحدا من اقوى المسؤولين في باكستان. وقد هيمن الجيش الباكستاني على البلاد لعقود من الزمن ويمارس قائد الجيش نفوذا هائلا. وبمرور الزمن وإذ يحقق الجنرال كاياني سيطرة أكبر على الجيش، من المحتمل أن يصبح أكثر قوة من مشرف نفسه. وقال تالات مسعود، المحلل السياسي والجنرال المتقاعد الباكستاني، ان «الجنرال كاياني سيكون الرئيس تدريجيا. وستكون السيطرة الحقيقة على الجيش بيد كاياني».ولكن خلال أسابيع من المحتمل ان تواجه ولاءات الجنرال كاياني ومهاراته قيودا كبيرة. فالحزبان السياسيان المدنيان اللذان يعارضان مشرف يختاران القيام باحتجاجات في شوارع مدن البلاد اذا ما فاز حزب مشرف في الانتخابات البرلمانية المؤجلة التي من المقرر إجراؤها يوم 18 فبراير (شباط) المقبل. ويتهم الحزبان مشرف، الذي لا يتمتع بشعبية وفقا لاستطلاعات الرأي، بالتأثير في نتائج الانتخابات. واذا ما اندلعت المظاهرات فسيتعين على الجنرال كاياني أن يقرر ما اذا كان سيقمعها. وقال محللون باكستانيون وأميركيون ان ما يقرره سيحدد من يحكم باكستان. كما أن القرار يمكن أن يؤثر على احتمال انحدار البلاد الى اضطراب أعمق.ويتكهنون بأن الجنرال كاياني سيبقى مواليا لمشرف الى حد معين. ولكنهم يقولون انه لن يدعم مشرف اذا ما صورت افعاله باعتبارها تلحق الضرر بالجيش. وقد اثار الجنرال كاياني اعجاب المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين كشخص كفوء ومعتدل مؤيد للغرب مع قليل من الطموحات السياسية. وينظر الى مشرف باعتباره غير مهتم بالقضايا السياسية عندما اصبح قائدا للجيش عام 1998. وبعد عام من ذلك نفذ انقلابا وبدأ حكمه الذي دام ثماني سنوات.وأصبح الجنرال كاياني على نحو متزايد شخصية هامة بالنسبة لادارة بوش حيث يتفاقم عدم الاستقرار في باكستان ويواجه مشرف مشاكل سياسية تزداد حدة، وفقا لمحللين اميركيين وباكستانيين. واعتبر الكثير من الباكستانيين إعلان حالة الطوارئ في نوفمبر الماضي هو من أجل أن يتمكن مشرف من سحق معارضيه المدنيين والبقاء في السلطة.

كذلك يلومه باكستانيون كثيرون لفشله في منع اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو الشهر الماضي. وهم يرون أن الحكومة لم توفر أمنا كافيا لحمايتها. لكن وجهات نظر الجنرال كاياني عسيرة على الكشف. فمنذ تسلمه مقاليد قيادة الجيش استمر في رفض إجراء أي مقابلة معه. وفي أولى إجراءاته كقائد للجيش أعلن أن عام 2008 هو «عام الجندي»، ويعد هذا مسعى لتحسين معنويات الجيش الباكستاني وإشارة لاقت إطراء من المسؤولين العسكريين الأميركيين. وواجه الجيش صعوبات في معاركه مع الناشطين الإسلاميين حيث قتل أكثر من 1000 جندي وشرطي منذ عام 2001. وفي صيف 2006 استسلم مئات من الجنود للمتطرفين الأصوليين مما أدى إلى بروز قلق بين المسؤولين العسكريين الباكستانيين من ذلك.وتستمر المعركة ضد المتمردين بصعوباتها. وقال مسؤول أمني أول أمس إن ناشطين إسلاميين قتلوا رؤساء قبائل شاركوا في الجهود الهادفة إلى تحقيق وقت إطلاق النار ما بين قوات الأمن والمتمردين في شمال غرب باكستان، حسبما ذكرت وكالة «اسوشييتد برس». وأطلقت النار على هؤلاء الرجال في هجمات متفرقة الأحد الماضي وفجر أمس في وزيرستان الجنوبية، وهي منطقة جبلية وعرة قريبة من أفغانستان حيث يتحالف الناشطون الإسلاميون الباكستانيون مع القاعدة وطالبان حسبما قال المسؤول.

وترأس الجنرال كاياني يوم الخميس الماضي اجتماعا ضمن قادة الفرق العسكرية وكان الأول في نوعه منذ 8 سنوات ولم يحضره مشرف. وخلال الاجتماع شدد الجنرال على الوحدة الوطنية.

وقال في كلمته: «إنه الانسجام ما بين الاستراتيجيات الاجتماعية ـ السياسية والإدارية والعسكرية التي تقود إلى مناخ من السلام والاستقرار على المدى البعيد. وفي نهاية المطاف ستكون إرادة الشعب ودعمه هي الحاسمة».

ولقي تعيينه صدى حسنا في صفوف ضباط الجيش وبعضهم يرى أن على الجيش الانسحاب من السياسة مثلما كان الحال عليه في السابق. وتشمل خبرته المهنية تعليما متكررا في الولايات المتحدة. وحصل على تدريب في قاعدة بنينغ بولاية جورجيا ثم من كلية الأركان في قاعدة ليفنويرث بولاية كنساس. كذلك تابع دورة دراسية في مركز «آسيا ـ باسيفيك» لدراسات الأمن في هاواي أواخر التسعينات. وفي باكستان تجنب أن يتحالف مع أي مجموعة سياسية حسبما قال مسؤولون عسكريون باكستانيون متقاعدون. وكضابط صغير عمل لفترة قصيرة كمساعد عسكري لبي نظير بوتو خلال فترة ولايتها الأولى كرئيسة وزراء في أواخر الثمانينات لكنه بقي بعيدا عن السياسيين منذ ذلك الوقت.

*خدمة «نيويورك تايمز»