مسؤول عسكري أميركي: 12 دولة أفريقية وافقت على مشروع «أفريكوم»

مفوض السلام في الاتحاد الأفريقي: قمة أديس أبابا ستحدد الموقف من وجود قيادة عسكرية أميركية في القارة

TT

قال مفوض شؤون السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي، إن البلدان الأفريقية ترفض قيام «قيادة عسكرية أميركية فوق أراضيها» (أفريكوم)، وان قمة الاتحاد المرتقبة نهاية الشهر الحالي ستحمل موقفا نهائيا من القضية، فيما أكد مسؤول عسكري أميركي يزور الجزائر حاليا، ان 12 دولة أفريقية تبنت الموضوع. وأفاد مفوض السلام الأفريقي، الجزائري سعيد جنيت في لقاء مع «الشرق الأوسط»، بأن الدول الأفريقية «ترفض بصفة جماعية مشروع قيام قيادة عسكرية أميركية فوق أراضيها»، مشيرا إلى أنها «لم تصرح بذلك بشكل علني، لكن من موقعي كمفوض للسلم في القارة السمراء، يمكنني الجزم بأن هناك شعورا عاما برفض هذا المقترح». وأوضح ذات المصدر أن الاتحاد الأفريقي «لا ينكر على الولايات المتحدة تنظيم شؤونها العسكرية والدفاعية بالطريقة التي تخدم مصالحها، لكن الأفارقة يعترضون على إقامة قواعد عسكرية أجنبية في قارتهم». وقال إن قمة الاتحاد الأفريقي المرتقبة بالعاصمة الاثيوبية بين 29 يناير (كانون الثاني) الى 2 فبراير (شباط) المقبل، ستناقش المسألة، وسيبدي القادة رأيهم فيها. وحول الجدل الذي أثاره إلغاء سباق رالي «لشبونة ـ داكار»، على أساس أن القاعدة هددت بضربه في الساحل الأفريقي، قال جنيت الذي تنتهي ولايته نهاية الشهر الحالي، إن «الأطراف التي أجرت تقييما لحجم التهديد الارهابي، فعلت ذلك انطلاقا من عوامل ذاتية وخدمة لمصالح سياسية». وقال مسؤول عسكري أميركي يزور الجزائر حاليا، إن 12 دولة أفريقية أبدت موافقة على قيام «أفريكوم». وأوضح في لقاء مع صحافيين ان الادارة الأميركية عازمة على إنشاء القيادة قبل نهاية العام الحالي. وأضاف أن مهام القيادة الجديدة المرتقبة «تشمل أعمال الانقاذ ونشاطات إنسانية، زيادة على إنشاء قوة للتدخل في حال تحديد خطر إرهابي، بالتنسيق مع قوات دول أفريقية».

وراج في منتصف العام الماضي، أن دولة مغاربية عربية وافقت على استقبال المشروع، ثم تحدثت صحف غربية عن استعداد السنغال لتكون داكار مقرا للقيادة، وجرت محاولات مع موريتانيا والنيجر وكينيا لذات الغرض، وظلت القضية معلقة رغم اللقاءات الماراثونية التي أجراها رايان هنري مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون التخطيط والسياسات، مع المسؤولين العسكريين والسياسيين في عدة بلدان أفريقية، لإقناعهم بجدوى احتضان المشروع خلال زيارة لأفريقيا في يونيو (حزيران) الماضي. وأطلقت وزارة الدفاع الأميركية في يونيو الماضي ما سمته «استشارة موسعة» بشأن المشروع مع البلدان المفتاحية في القارة السمراء، من بينها الجزائر وبلدان أخرى تملك تجربة ميدانية في محاربة الارهاب. وقد واجهت صعوبات في إيجاد بلد يحتضن مقر القيادة، في ظل رفض الاتحاد الأفريقي ما اعتبره «محاولات التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لبلدان أفريقيا». وأعلنت السفارة الأميركية بالجزائر، قبل يومين، عن مؤتمر بمقرها تنظمه السفيرة ماري كارلين ياتس نائب قائد «أفريكوم» مكلفة الشؤون بالنشاطات العسكرية والمدنية، لشرح أهداف القيادة الاقليمية للقوات الأميركية في أفريقيا، ودعت الصحافيين إلى فتح نقاش حول القضية.