بوش يتوجه اليوم إلى إسرائيل في بداية جولته بالمنطقة سبقه إليها جهاز أمني ضخم

الرئيس الأميركي يزور لأول مرة السعودية والكويت والأراضي الفلسطينية

TT

يتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش الى اسرائيل اليوم في بداية جولة في المنطقة تعد الاولى من نوعها منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، حيث سيزور لاول مرة السعودية والكويت واسرائيل والاراضي الفلسطينية. وقال بوش إن «مشاعر عاطفية» تغمره وهو يقوم بهذه الجولة في آخر سنواته في البيت الابيض. وقبل وصوله الى المنطقة اخذت الجوانب البروتوكولية جانباً مهماً في النقاش بين الجانبين الاميركي والاسرائيلي، حيث اعلن ان بوش لن يلقي خطاباً في الكنيست، كما انه ربما لن يقوم بزيارة دينية اقترحت عليه من طرف الاسرائيليين.

وحدد بوش ثلاثة أهداف يرغب في بحثها خلال جولته التي سيرافقه خلالها كبار المسؤولين في إدارته، وعلى رأسهم كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، وستيف هادلي مستشاره للأمن القومي. وهدف بوش الاول هو تأكيد التزامات الامم المتحدة التي اعلنت عنها في مؤتمر انابوليس، على اعتبار انه ما حدث هناك من وجهة نظر بوش «كان نقاشاً جدياً لحث الاسرائيليين والفلسطينيين للبحث في شكل الدولة الفلسطينية المرتقبة». وقال إنه سيحث الجانبين ايضاً على «اتخاذ قرارات صعبة وقاسية»، ويتوقع الرئيس الاميركي ان تتم بلورة ذلك قبل ان يحين وقت مغادرته لمكتبه في البيت الابيض. وقال إن الهدف الثاني من جولته هو التباحث مع «اصدقاء وحلفاء» الولايات المتحدة لتأكيد التزامهم بأن يحل السلام في منطقة الشرق الاوسط. وقال إنه سيبلغهم التزام واشنطن بهذا الهدف وبوجود ثلاثة مسارات: الاول وجود تصور لما يمكن ان يحدث، والثاني خارطة الطريق والتزام الاسرائيليين والفلسطينيين بها، والمسار الثالث التزام الجميع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. وفي هذا السياق علم ان الرئيس بوش سيلتقي في اسرائيل توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية لبحث كيفية تنفيذ خارطة الطريق. وقال بوش إن الهدف الثالث من جولته سيكون موضوع «خطة أمنية إقليمية» وقال إنه سيؤكد لقادة المنطقة إن الولايات المتحدة ملتزمة وستبقى ملتزمة بأمن المنطقة.

وتوقع بوش ان تكون زيارته «مهمة ومنعشة وجوهرية». وستبدأ زيارة بوش باسرائيل ثم الاراضي الفلسطينية، ومن هناك سيتوجه الى الكويت والبحرين والامارات ثم السعودية ويختتمها بزيارة مصر، وهي الدولة الوحيدة التي زارها من قبل حيث شارك في لقاء موسع في ميناء شرم الشيخ. وتطرق بوش في خطابه الإذاعي الاسبوعي لموضوع الارهاب في المنطقة وذلك قبل بدء جولته وقال في هذا الصدد «المتطرفون يغتالون قادة الديمقراطية من أفغانستان الى لبنان، مرورا بباكستان». ومن المتوقع ان يسعى الرئيس بوش الى حشد التأييد للسياسة الاميركية لزيادة الضغط الدولي على ايران في جولته بالمنطقة رغم ان تقرير الاستخبارات الاميركية الاخير قلل من قدرات ايران النووية، مشيرا الى انها اوقفت برنامجها النووي العسكري في 2003. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية عن بوش قوله إن جزءا من هدف الجولة هو توضيح أن واشنطن ما زالت ترى ايران كتهديد، وان تقرير الاستخبارات لم يخفف حجم هذا التهديد. وفي الاراضي الفلسطينية ينشغل المواطنون الفلسطينيون بتفاصيل الزيارة «التاريخية» التي يلفها الغموض، الى حد كبير. اذ لم يعرف بعد (لأسباب أمنية) اي المدن الفلسطينية سيزورها الرئيس الاميركي واذا ما كان سيكتفي بلقاء الرئيس الفلسطيني بمقر المقاطعة في رام الله، ام انه سيذهب لزيارة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، ومدن اخرى مثل اريحا. وحدها الطائرات الاميركية التي تحمل رجال الامن الاميركيين اجابت على بعض الاسئلة. وحطت امس في احد الملاعب القريبة من مقر المقاطعة في رام الله ثلاث طائرات لنقل الجند، وقالت الاجهزة الامنية إن هذه الطائرات ستستخدمها اجهزة الامن الاميركية. وحطت طائرتان آخريان في ساحة المقاطعة (مقر الرئاسة) حيث سيتم الاجتماع. بينما حطت اخرى في ملعب في بيت لحم قرب كنيسة المهد. وقالت مصادر في الاجهزة الامنية ان هذه الطائرات حطت في رام الله بغرض التدريب المسبق. وقدرت مصادر امنية فلسطينية ان يشارك اكثر من 4000 رجل امن فلسطيني في حماية الرئيس الاميركي، لكن فرق الامن الاميركية العاملة منذ اسبوع في مدن رام الله وبيت لحم تؤكد ان امن الرئيس الاميركي سيكون مهمة اميركية بامتياز. ومن المتوقع ان يتنقل بوش بطائرته الخاصة بين اسرائيل والضفة الغربية، وبين مدن في الضفة نفسها. وقالت مصادر في الاجهزة الامنية الفلسطينية ان «حالة شبه منع تجول» قد تفرض على منطقة المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية حيث سيلتقي الرئيس محمود عباس. وتكتسب زيارة بوش، اهمية خاصة، كما يقول قياديون فلسطينيون، ولا تتوقع السلطة رغم ذلك ان تشكل الزيارة اختراقا كبيرا، حسب ما قال لـ«الشرق الأوسط» المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الذي اكد ان السلطة تعول على زيارة بوش لتحقيق مكاسب سريعة تتعلق بوقف الاستيطان وإخلاء بؤر استيطانية عشوائية، ووقف التصعيد الاسرائيلي، وتسهيل حياة الناس، وفتح المؤسسات المغلقة في القدس. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية رياض المالكي ان قضايا الاستيطان والعدوان الإسرائيلي ستتصدر أجندة محادثات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض مع بوش. واستقبل ابو مازن امس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية جاك والاس القنصل الأميركي العام في القدس لبحث الترتيبات الجارية للزيارة.

ولم يجب أحد من المسؤولين الفلسطينيين حول ما اذا كان الرئيس الاميركي سيقف عند ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ويبدو ان السلطة لم تتقدم بطلب من هذا النوع، وفق مصادر فلسطينية. وكانت مصادر اميركية قد قالت ان ذلك ليس مدرجا على جدول زيارة بوش.