«حزب الله» يرى في المبادرة العربية «فرصة جديدة».. وعون ينتظر موسى لإعلان موقفه

ترحيب لبناني واسع بنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب

رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، لدى استقباله أمس في السراي الحكومي السفير الأميركي في بيروت، جيفري فلتمان (دالاتي ونهرا)
TT

تواصل امس ترحيب المرجعيات الدينية والقيادات والقوى السياسية في لبنان ببيان مجلس وزراء الخارجية العرب الخاص بمعالجة الازمة اللبنانية، في وقت نشط سفراء عرب واجانب في اجراء مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين الكبار ومرجعيات دينية وسياسية حول نتائج اجتماع القاهرة.

واكد رؤساء الطوائف الاسلامية، في بيان مشترك اصدروه، ان تنفيذ بنود مبادرة الوزراء العرب من شأنه «تجديد الثقة المتبادلة وفتح صفحة جديدة من الاخاء الوطني»، وابدوا اسفهم «لانحدار مستوى الخطاب السياسي لما يتضمنه من مفردات وتحريض على الفتنة».

وفي سياق المشاورات، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير الاميركي جيفري فيلتمان وعرضا نتائج اجتماع الوزراء العرب والتطورات الراهنة في لبنان. ومن جهته، التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة السفير فيلتمان والقائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران الذي قال: «تناولنا خصوصا المبادرة المهمة التي توصل اليها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وابلغت الرئيس السنيورة ان فرنسا تدعم هذه المبادرة المهمة من دون اي تحفظ... واتمنى ان يقوم المسؤولون السياسيون اللبنانيون بترجمتها ايضا الى افعال بحيث تعمل لخلق الظروف المؤاتية لانتخاب سريع لرئيس الجمهورية».

واستقبل الرئيس السنيورة ايضا وفدا من لجنة المتابعة في قوى «14 اذار» ضم النواب وائل ابو فاعور وانطوان زهرا وسمير فرنجية والنائب السابق فارس سعيد. وقال فرنجية: «اتينا اولا لنعلن تضامننا مع الرئيس السنيورة بعد الحملة التي تعرض لها. ونحن نستنكر هذه الحملة. ونطلب من القوى السياسية رفع مستوى التخاطب والحفاظ على نظام قيمنا... كما اتينا للبحث في المبادرة العربية التي هي لمصلحة كل لبنان من دون تمييز بين معارضة وموالاة. ان المبادرة التي قام بها الاخوة العرب، مشكورين، تشكل فعلا منطلقا لحل سريع لازمتنا الوطنية. ونأمل ان يحصل انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن. وربما اذا تم التجاوب معها بسرعة يكون لدينا رئيس في نهاية هذا الاسبوع».

من جهة أخرى، اصدر رؤساء الطوائف الاسلامية، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن بيانا دعوا فيه «المراجع السياسية اللبنانية المختلفة إلى التجاوب مع المبادرة الأخوية البناءة الصادرة عن مجلس وزراء خارجية الدول العربية وإلى تسريع العمل على تنفيذ بنودها بما يجدد الثقة المتبادلة في ما بينها ويفتح صفحة جديدة من الإخاء الوطني». واعربوا عن «شكرهم وتقديرهم للأشقاء العرب الذين أولوا لبنان الاهتمام الذي يستحقه في محنته الطويلة».

واضاف البيان: «إن أصحاب السماحة يحذرون من استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه لأنه سوف يؤدي إلى انهيار أسس الدولة ومقوماتها. وهي كارثة وطنية تحل باللبنانيين جميعاً. من أجل ذلك فإنهم يجددون مناشدتهم هذه القيادات الوطنية أن تتقي الله في الوطن وفي الناس وأن تتجنب الانجرار إلى ما لا تحمد عقباه وان تعمل بجد وإخلاص على انقاذ لبنان ووحدته وسلمه الأهلي من الأخطار المحدقة به».

وفي تصريح له حيا المفتي قباني «الانجاز الكبير الذي خرجت به جامعة الدول العربية وأمينها العام الأستاذ عمرو موسى». وتوجه بـ«الشكر العميق إلى ملوك ورؤساء الدول العربية الشقيقة ووزراء خارجيتها، ووقوفهم إلى جانب لبنان». وتمنى على اللبنانيين جميعا وعلى القيادات السياسية «أن يدعموا قرار الجامعة، وأن يلتزموا التزاما كاملا مضمونه والسعي إلى تطبيق وتنفيذ بنوده بحسن نية بدون إبطاء ولا تأخير... والشروع فورا بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية».

من جهته، قال الشيخ قبلان: «ان اللبنانيين القلقين على مستقبل وطنهم يتفاءلون بالمبادرة العربية. ويتمنون ان تثمر زيارة موسى الى لبنان كل ايجابية». واكد «ان المعارضة في لبنان تريد تحقيق الشراكة في الحكم. وهي اثبتت من خلال التجربة عن حرص عميق في ترسيخ الوحدة الوطنية وعودة الامن والاستقرار الى ربوع لبنان، فهي ترفض عزل اي فريق لبناني او تهميشه، كما ترفض عزلها وتهميشها».

كذلك، رحب رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون بالمبادرة العربية آملا في ان «تلقى نجاحا لانه بذلك سنستغني عن الوقائع الاجرائية» التي كان الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قد تحدث عن تحديدها بعد 10 ايام. وإذ اعلن رفضه الاجابة عن الفرضيات التي يمكن ان يقدّمها الصحافيون، أكّد انه لن يجيب الا على «فرضية واحدة هي تلك التي سيقدّمها الامين العام (لجامعة الدول العربية) عمرو موسى».

وقال: «الضمانة الوحيدة والاكيدة نعطيها بعضنا لبعض كلبنانيين. ونتمنى ألا تلجأ الاكثرية دائما الى الخارج، مرة الى الترويكا ومرة الى الغرب ومرة أخرى الى جامعة الدول العربية. نحن نبقى الافضل والاضمن لحل مشكلاتنا وقضية وطننا وإن كنّا نحب المساعدة ونرحّب بها لانه لا احد يستطيع ان يلتزم قضايانا بدلا منّا». وأضاف: «نرحّب بأية مبادرة تساعد على حلّ المشكلة. وعرضنا مبادرة وزراء الخارجية العرب. ومن الناحية الشكلية، لا تعليق في انتظار مجيء عمرو موسى لمعرفة المضمون. ومن ناحية المبادئ العامة لا تحمل اي جديد».

وامل الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية سليم الحص في ان «نتعاطى جميعا مع نتائج المؤتمر العربي على الوجه الذي ينهي الازمة ويحيي الوفاق الوطني ويوطد الوحدة الوطنية».

واصدر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي بيانا رحب فيه بالمبادرة العربية، مشيرا الى «ان الاهم يبقى في تلقف فريقي الموالاة والمعارضة هذه المبادرة بروح المسؤولية الايجابية والبناء عليها في سبيل التوصل الى تفاهم لبناني ـ لبناني وعدم اعتبار البيان العربي انتصارا لفريق على حساب الاخر».

ورحب وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ بالمساعي الحثيثة التي بذلها وزراء الخارجية العرب ورأى «ان العرب انتصروا للبنان الواحد الموحد بجميع ابنائه وللبنان المستقر بوفاقه الوطني بعيدا عن اي ترجيج او غلبة».

وقال وزير الاعلام غازي العريضي: «التطبيق رهن باللبنانيين. وعلينا ان نبادر الى التفاعل مع الامين العام للجامعة العربية الذي سيأتي الى بيروت والدخول في المرحلة التطبيقية لهذا القرار العربي الذي اتخذ بالاجماع. هذه فرصة يجب الا تفوت».

ورحب التكتل النيابي الطرابلسي بمبادرة الحل العربي للازمة في لبنان وتمنى على «جميع اللبنانيين، كما على الاطراف الاقليميين والدوليين، عدم تفخيخ الحل العربي او تجويفه». ورأى مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «ان البلاد اليوم امام فرصة جديدة للحل من خلال المبادرة العربية. فالمعارضة بالتأكيد ستتعاطى بروح ايجابية لتكون هذه المبادرة بابا للحل. لكن لا بد من انتظار التفاصيل والضمانات حتى يكون الحل شاملا وبعيدا عن الاستئثار والخداع وتغير المواقف». واعتبر عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك ان بيان مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن الازمة السياسية في لبنان «يحتاج الى دراسة لما بين سطوره. وعلينا ان نبحث هل هناك لغم ما، لاننا في موقع المؤمن الذي لا يلدغ من جحر». وقال: «اننا ننتظر ما في داخل البيان. فاذا كان يرضي شعبنا واهلنا ويضمن الاستقرار والتوافق والعيش المشترك ويحمي لبنان فنحن معه. واما ان لم يكن كذلك فلن نقبل، كما قال سماحة السيد (نصرالله): لو جاءت الدنيا ومعها العرب فاننا لن نتنازل عن حقوقنا».

واعتبر النائب روببر غانم «ان الحل الذي توصل اليه وزراء الخارجية العرب لوضع حد لازمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية انجاز مهم يجب تنفيذه قبل الدخول في عراك النقاش على التفاصيل»، ورحب عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر بمقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب، اما عضو الكتلة نفسها النائب احمد فتوح فحذر من «استمرار حملة حزب الله والمعارضة على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، لانها على ما يبدو تخفي خلفها عراقيل سياسية وامنية لا تخرج عن السياق الانقلابي لدولة حزب الله على حساب الدولة اللبنانية». واثنى عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى هاشم على ما توصل اليه الوزراء العرب.