السنيورة: المبادرة العربية «كفيلة» بعودة الأجواء السلمية للبنان

قال لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات فرنجية لا تستحق الرد

TT

شدد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني، على ضرورة الالتزام بما تم التوافق عليه في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وبالتالي إعادة القدرة في المؤسسات الديمقراطية والدستورية، التي بدورها يُمكن أن تكفل للشعب اللبناني العيش في الأجواء السلمية.

ونفى السنيورة ، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» من العاصمة اللبنانية بيروت، أن تكون هناك أي أطراف لبنانية سواء سياسية أو غيرها ، رفضت المشروع العربي، وهو ما عبر عنه عدد من التيارات السياسية اللبنانية التي باركت القرار العربي، وتأكيد المعارضة اللبنانية على التفكير فيه ، ما يُلمح لبوادر توافق لبناني سياسي.

ووصف السنيورة ما توصل إليه وزراء خارجية الدول العربية، وبدعم من جامعة الدول العربية من ضرورة تسوية الوضع الرئاسي اللبناني، بالنابع "من احتضان الدول العربية والجامعة للوضع اللبناني وللبنان بشكل عام".وأكد أن النقاط التي تم التوصل إليها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس الأول، تؤكد أهمية المباشرة فوراً لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، بهدف دعم المؤسسة الدستورية في لبنان، كون لبنان شهد خلال الخمسة عشر شهر الماضية تعطيلاً لمجلس النواب، وغيابا في سدة الرئاسة عقب انتهاء فترة ولاية الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، كما أدى الخلاف الداخلي وتعرض مؤسسة السلطة التنفيذية إلى الهجوم من المعارضة إلى تعطيله قصراً. وأوضح السنيورة أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، سيحل على لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، ليأتي بمثابة المُقنع بالمشروع العربي الذي يهدف للتوافق اللبناني، وبتوحيد الصف اللبناني، والابتعاد عن التشنجات التي قد تُكلف البلد عدم الاستقرار. وفي موضوع غير ذي صلة، دحض السنيورة تصريحات النائب سليمان فرنجية التي شن فيها هجوما على السعودية متهمها بتعطيل المبادرة الفرنسية، موضحاً أن تصريحات فرنجية لا تستحق الرد، ويجب أن لا تُعطى أكبر من حجمها.

وأضاف مذكراً النائب فرنجية بوجهات نظر «جده» ـ الذي كان رئيسا للجمهورية ـ في ما يتعلق بالمواقف السعودية، التي عُرف عنها الاتزان والانضباط في ما يخص الحياة السياسية اللبنانية.

وأشار في الحين ذاته إلى أن السعودية تُعتبر من أكبر وأهم الداعمين للبنان، ومن الدول التي تولي لبنان حرصاً لا محدودا، وهو ما عبر عنه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في أكثر من مناسبة، مشيراً إلى أن السعودية من أولى الدول التي حرصت على جلاء الهم اللبناني، وباركت المشروع الذي تبناه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في القاهرة، والذي تبنى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية.

وقال السنيورة ان الدور السعودي لم يقتصر على دعم لبنان مادياً فقط، بل كانت السعودية من أولى الدول التي دعمت استقلالية وشرعية لبنان، دولةً وشعباً، وكانت من أهم الدول الحريصة على استقراره بعيدا عن أي تشنجات سياسية قد يكون ضحيتها الشعب ذاته. إلى ذلك, قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان «الجامعة العربية هي الجهة الوحيدة المخولة تفسير نص القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب حول لبنان، وليس لأحد آخر ذلك. وغالبية ما يجري التداول به يبقى أحاديث ضعيفة لا يسند اليها. فالذي يفسر هو الجامعة. والدعم الذي تقدمه غير محدود ولا يقتصر فقط على الدول العربية وانما هو من المجتمع الدولي».

وأضاف السنيورة في لقاء اعلامي مصغر «أن الاولوية تبقى لاجراء انتخاب رئيس للجمهورية حسب الاصول الدستورية. وهذا الامر يقضي بأن يعود مجلس النواب فورا الى ممارسة مهماته، ما يأخذ البلد بعيدا عن العنف والتوتر الكلامي. ومن ثم يصار الى تأليف حكومة لا تمارس الأكثرية فيها التقرير في الامور الاساسية منفردة ولا تمارس الاقلية فيها سلطة التعطيل».

واذ شدد السنيورة على ان عدو لبنان الاوحد هو اسرائيل، أشار الى «أن لبنان يحرص على علاقات طيبة مع كل الدول، وسورية تحديدا، لأن سورية ولبنان أخوان لديهما مصالح مشتركة وروابط كثيرة وقدرهما ان يعيشا معا ويتعاونا معا. لكن من منطلق ان لبنان سيد حر ومستقل وقادر على اتخاذ قراره بنفسه وذلك لمصلحة ابنائه ومصلحة سورية. والايام ستثبت ذلك. وما اهتمام العالم بنا الا تأكيدا على ضرورة المحافظة على الصيغة اللبنانية».

وقال: «أهمية القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب انه يسترجع لبنان من الآخرين من دون التقليل من ادوارهم التي نشكرهم عليها. الا أن هذا المشروع مهم جدا لإعادة لبنان الى الحضن العربي. كما أن سعي الجامعة ليس نصرا لفريق على آخر، انما هو مكسب للبنانيين. ويجب ان نتعامل معه بإيجابية. ولكل دوره حتى نتخطى أزمة الثقة ونمد ايدينا الى الآخرين لنعود الى العقل والمنطق ونخرج من الحالة المرضية التي اصابت كل الطوائف في لبنان». واعتبر «ان القرار يشكل فرصة مهمة على اساس استعادة الثقة اجتمعت عليها الدول العربية. لذا بادرت الى الاتصال بكل الرؤساء العرب الذين لعبوا دورا في الوصول الى هذا القرار، سواء في السعودية او مصر او قطر او عُمان. والجميع أيدوا وساندوا ويريدون الاستمرار حتى ننجح».

وذكر السنيورة بأن لبنان «يعيش مرحلة صعبة ودقيقة. وقد أضاع فرصا كثيرة وخسرها كل لبناني من نوعية عيشه ومستقبل أولاده. والمطلوب بداية ان تعود السلطات الدستورية الى ممارسة مسؤولياتها وان نبعد لبنان عن هذا الجو المتأزم نتيجة الخطاب السياسي وتردي مستواه. فالناس سئموا ويريدون ان يعيشوا بكرامة وليس عبر استباحة القرار اللبناني. من هنا وبعد كل هذه المحاولات اجتمع العرب للتأكيد على الحاجة الى مبادرة تنقذ لبنان وتعيد الى مؤسساته دورها».