باريس ترحب بالخطة العربية بشأن الأزمة اللبنانية

ساركوزي يلتقي الحريري اليوم في قصر الإليزيه

TT

يعود الملف اللبناني بقوة اليوم الى العاصمة الفرنسية حيث من المتوقع أن يكون أحد المواضيع الرئيسية التي سيثيرها الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحافي الأول منذ وصوله الى رئاسة الجمهورية في مايو(ايار) الماضي.

وسيطرح الموضوع الرئاسي كذلك مع رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الذي يلتقي الرئيس الفرنسي ظهر اليوم في إطار غداء عمل في قصر الإليزيه.

ويتلازم، فرنسيا، طرح موضوع الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان منذ 14 شهرا مع تطورات العلاقة الفرنسية ـ السورية التي شهدت انتكاسة كبرى مع إعلان الرئيس الفرنسي الأحد قبل الماضي في القاهرة عن وقف كل الاتصالات السياسية مع دمشق بسبب ما تعتبره باريس حنوثها بالوعود التي قطعت للرئيس الفرنسي لجهة المساعدة على إنجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان. وقد ردت سورية على ذلك بإعلان «وقف تعاونها»مع باريس بشأن الملف اللبناني.

ومنذ مؤتمر ساركوزي الصحافي في القاهرة الذي أعلن فيه وقف الإتصالات السياسية عالية المستوى بسورية- ما اعتبر أنه «فشل« للمبادرة الفرنسية في لبنان، - التزمت باريس موقفا «متراجعا« بعض الشيء فيما تقدمت «المبادرة« العربية التي افضت الى بيان وزراء الخارجية العرب.

وأفادت مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية أن باريس «كانت على تواصل دائم» مع الأطراف العربية واللبنانية و«ساهمت» عن طريق الوسطاء بالوصول الى النتيجة التي آل اليها اجتماع الوزراء العرب في القاهرة. وفي هذا الصدد، تلفت المصادر الفرنسية الانتباه الى الدور الذي اضطلع به رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي زار دمشق مباشرة قبل اجتماع القاهرة وشارك في الاجتماع الخماسي في منزل الأمين العام للجامعة العربية ليل السبت / الأحد الذي شهد التوصل الى «تفاهم» عربي حول الانتخابات الرئاسية في لبنان.

ومن المعروف أن علاقات صداقة قوية تربط باريس بالدوحة التي لعبت دورا مهما في وضع حد لمشكلة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني في ليبيا.

وأمس أصدر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بيانا رحب فيه بالخطة العربية وأعرب عن دعم ومساندة بلاده للوساطة العربية.  واعتبر كوشنير أن الخطة العربية «تستوحي الأفكار التي ساهمت فرنسا في تطويرها» في الأشهر الأخيرة، مضيفا أنها «تطور إيجابي للغاية ومهم ويحمل بوادر الأمل».

ودعا البيان «كافة الأطراف اللبنانية المعنية الى القيام بكل ما هو ممكن لوضع هذه الخطة موضع التنفيذ وإتاحة المجال أمام حصول الانتخابات فورا»، بالإضافة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوصل الى قانون انتخابي جديد والتوصل الى «إيجاد حلول لمجمل الأزمة السياسية في لبنان». وأكد كوشنير أن باريس «على اتصال بكل الأطراف المعنية»، وأنها تتشاور مع «شركائها» ومع الجامعة العربية بشكل خاص «لتسهيل الحل».

وكانت باريس أعربت عن أملها بأن يسفر اجتماع الجامعة عن إطلاق دينامية سياسية جديدة، عربيا ودوليا، للخروج من عنق الزجاجة كما أنها قامت بمراجعة مبادرتها في لبنان والأسباب التي أفضت الى ما آلت اليه خصوصا لجهة العلاقة مع سورية.