اللاجئون العراقيون في الأردن: نشعر بالذل والمرارة

بين صمت السفارات وصد المفوضية السامية للاجئين

عراقي يشوي الاسماك في احد المطاعم في العاصمة الاردنية عمان (رويترز)
TT

المشهد المزمن او الدائم امام أبواب بناية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في العاصمة الاردنية عمان لم يتغير منذ سنوات. حشد من العراقيين بمختلف الاعمار، واقفين او جالسين على الارض، تقرأ في وجوههم علامات يأس أكثر منها علائم تفاؤل، يهبون لتوجيه أسئلتهم كلما اطل موظف او موظفة من موظفي المفوضية، وقلما يطل هؤلاء خلال ساعات العمل، وإذا ما أطل أحدهم ستكون إجابته، اتصلوا هاتفيا بنا، فلا نعرف شيئا، أحلنا أوراقكم الى السفارات، وهكذا يجيب عن كل الاسئلة بإجابات جاهزة هي في الحقيقة لا تعطي اية معلومة لأحد ولا تمثل إجابة شافية لأي من السائلين.

ليس هناك سوى حراس البناية وهم موظفون لدى احدى الشركات الامنية الخاصة والذين لا يعرفون شيئا سوى ردع المراجعين بأية طريقة.

من يحالفه الحظ ويدخل الى البناية بعد ان يجتاز بواباتها الصعبة سيحظى بكرسي او بظل يحتمي فيه من حرارة الشمس او برد ومطر الشتاء، لكنه بالتأكيد لن يحظى بجواب كامل من أي من الموظفين.

لم يكن أمامي كصحافي أية فرصة للوصول الى أي موظف، طلبت من احد الحراس ايصال بطاقة التعريف الخاصة بعملي كصحافي الى أي مسؤول، لكن الحارس رفض باعتبار ان ايصال البطاقة الى أي مسؤول ليست من مهماته.

عوائل تداوم على الحضور يوميا الى هذا المكان الذي منعنا حراس المبنى من التقاط اية صورة له وللمتجمهرين باعتبار ان ذلك مخالف للتعليمات الأمنية.

رب عائلة كان يقف الى جوار زوجته التي تحمل طفلة عمرها لا يزيد على ستة اشهر بينما امسك الاب بطفلين آخرين لا يتجاوزان الرابعة والسادسة، قال «الوصول الى هنا يكلفنا الكثير؛ ذلك ان بناية المفوضية بعيدة عن مركز المدينة وهنا يمضي الوقت بطيئا من غير ان نحصل على أي جواب او رد من الموظفين»، سألته عن اسمه، قال «انا ابو حسين وهذا كاف، اخشى ان يقرأوا اسمي ومن ثم يعقدون معاملة لجوئي التي لا ادري ماذا حل بها والى أي مرحلة وصلت».

أبو حسين كان ضابطا في الجيش العراقي وقتل اثنان من اشقائه في منطقة الدورة، وكان مستهدفا كونه شارك في الحرب العراقية ـ الايرانية، على حد قوله، وهو متزوج مرتين، زوجته الاولى في دمشق والثانية اصطحبها معه الى عمان.

ديمة ناصر معلمة سابقة، تركت العراق بسبب الظروف الامنية وبعد ان اختطف زوجها ولم يعد، حسب قولها، قدمت اوراقها الى المفوضية السامية وقيل لها انهم احالوا اوراقها الى احدى السفارات الغربية، تقول «حدث ذلك قبل خمسة اشهر وكلما اتصل بالسفارة المعنية يرفضون اعطاء اية معلومات ويكتفون بالقول، ليس لدينا اية معلومات، وعندما اتصل بالمفوضية يردون علي بأنهم حولوا اوراقي ولا معلومات لديهم عن معاملتي وأنا بحيرة من أمري».

نماذج كثيرة من العراقيين الذين يشعرون بالذل والمرارة، حسب تعبير عمار الجنابي، أمام ابواب الامم المتحدة «حيث الانتظار الطويل من غير الحصول على اية نتائج».