قوات «الصحوة».. خلافات مع الشرطة ومطالب بوظائف وأسلحة

مصدر أميركي: 85% من عناصرها عملوا مع «القاعدة» * الجيش الإسلامي: لن نقاتل في صفوفها

عناصر من «الصحوة» على متن سيارة في منطقة أبو دشير جنوب بغداد (أ.ف.ب)
TT

الحديد (العراق) ـ أ.ف.ب: يتولى متطوعون من العرب السنة بعضهم يحمل سلاحا، حماية بلدة الحديد التي «تحررت» قبل فترة وجيزة من قبضة الاسلاميين المتشددين الذين يدورون في فلك شبكة «القاعدة»، لكنهم يطالبون بمزيد من الاسلحة والوظائف. من ناحية ثانية أعلن المتحدث باسم الجيش الاسلامي في العراق، ابرز الفصائل المسلحة للعرب السنة، مواصلة «المقاومة» حتى خروج «آخر جندي اميركي»، مؤكدا في الوقت ذاته عدم وجود «اي علاقة» بمجالس «الصحوة» التي تحارب تنظيم «القاعدة».

ويهدد المتطوعون في مجالس الصحوة التي تحارب أتباع «القاعدة» بالعودة الى منازلهم اذا لم تؤمن الحكومة الاسلحة والذخائر والوظائف لهم، خصوصا وانهم باتوا هدفا للمتشددين.

وقال أحمد عبود لجنود أميركيين توقفوا عند حاجز أقيم أمام محلات مهجورة نخرتها القذائف «لقد تعرضنا مجددا لهجوم الليلة الماضية. كيف سندافع عن أنفسنا إذا لم يكن لدينا ذخائر (...) غالبية المتطوعين تريد الرحيل».

وكان الجيش الأميركي شن هجوما على هذه البلدة في 18 الشهر الماضي، بعد أن سيطرت عليها «القاعدة» لمدة ثلاثة أعوام. وتقع البلدة التي يسكنها بضعة آلاف في نواحي بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة.

يشار الى ان القائد السابق لـ«القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي قتل خلال غارة اميركية في يونيو (حزيران) في بلدة هبهب غير البعيدة عن المكان.

ويقول اللفتنانت كولوينل ريكاردو لوف من الجيش الاميركي «خلافا لما جرى في بعقوبة، فان سكان الحديد اظهروا ترددا في الانتفاض ضد القاعدة لأنهم من دون شك اعتقدوا بأننا سنغادر فور انتهاء المعارك. انهم يخشون الانتقام».

ويقيم حوالي 120 جنديا اميركيا في بقايا مدرسة ويدعمون تجنيد السكان على غرار المناطق السنية الاخرى، وغالبيتهم من الجيش سابقا، من اجل السيطرة على منافذ البلدة بانتظار تشكيل قوة من الشرطة. ويوضح مصطفى حسين نجم الذي سيكون آمر قوة الشطرة مستقبلا «قمنا بتجنيد 200 شاب من أجل ضمان الأمن سيكون 114 شخصا منهم في صفوف الشرطة، لكننا ما نزال ننتظر الضوء الأخضر من بغداد». ويطالب نجم «برواتب وأسلحة وغذاء ومقر للشرطة». وفي بعقوبة، أحد أخطر الأماكن في العراق تشتكي عناصر مجلس الصحوة من امور مماثلة.

ولا يصدق عناصر مجالس الصحوة وعود حكومة بغداد او مجلس محافظة ديالى من حيث تأمين الوظائف أو إدماجهم في قوى الأمن فور انتهاء مهمتهم.

ويقول ابو علي (38 عاما) مسؤول «حماس العراق» في المنطقة ان «250 شخصا من رجالي سجلوا اسماءهم بغية ادماجهم في القوى الامنية، لكن لم تؤخذ سجلاتهم في الاعتبار». ويؤكد «لم نتلق رواتب أبدا، لكننا نواصل عملنا فهذا هو حينا وإذا توقفنا عن فرض الامن فيه فسيسيطر عليه المجرمون».

ويوضح ابو علي ان العلاقات سيئة جدا بين مجالس الصحوة والشرطة في المدينة التي يسكنها حوالي 200 ألف نسمة، وتسودها انقسامات منذ اندلاع أعمال العنف الطائفي عام 2006.

وبالإضافة الى «حماس العراق»، تتقاسم ثلاثة فصائل اخرى هي «كتائب صلاح الدين» و«جيش المجاهدين» و«كتائب ثورة العشرين» للسيطرة على الاحياء السنية في بعقوبة في ظل التوتر.ويتقاضى المتطوعون 300 دولار شهريا يدفعها الجيش الأميركي الى احد شيوخ العشائر المكلف توزيعها. ويقول الضابط الاميركي لوف إن «ما لا يقل عن 85% من المتطوعين كانوا يعملون مع القاعدة، انهم منجم من المعلومات الاستخباراتية بالنسبة لنا كونهم يعرفون كل شيء حول تحركات الارهابيين».

وردا على سؤال حول المنسحبين من مجالس الصحوة، قال «لقد اعتقلنا في بعقوبة منذ اغسطس (آب) الماضي عددا من مسؤولي المجموعات السنية بينهم اربعة تورطوا في تهريب اسلحة او اعدامات جماعية»، معربا عن الأمل في «مكافأة المتطوعين الجيدين بأسرع وقت». الى ذلك، قال ابراهيم الشمري في مقابلة عبر البريد الالكتروني، إنه «ما دامت القوات الاميركية موجودة فاننا سنقاومها حتى خروج آخر جندي اميركي من ارض العراق».

وقد تأسس الجيش الاسلامي في فبراير (شباط) 2004 ويوجد بقوة في مناطق غرب ووسط وشمال العراق، كما ان عناصره عراقيون جميعا. وأجاب الشمري ردا على سؤال حول اتفاق محتمل يقضي ببقاء القوات الاميركية لفترة طويلة في البلاد «نحن لا نعترف بهذه الحكومة؛ فهي احدى افرازات عملية احتلال العراق، ولذلك لا نعترف بأي اتفاق تبرمه هذه العصابة مع أسيادها».

وحول «قوات الصحوة»، قال انها تشكلت «كرد فعل للممارسات الخاطئة لتنظيم القاعدة واستغلت ذلك قوات الاحتلال بدعم بعض ضعاف النفوس من اجل توجيههم ضد جماعات المقاومة لإضفاء شيء من النجاح على استراتيجية (الرئيس جورج) بوش الاخيرة». وأضاف «نعتقد أن ما أثر على عمليات المقاومة هي الحرب الداخلية التي شنها تنظيم القاعدة ضد الفصائل الاخرى وحواضنها، مما استدعى تغييرا في تكتيك المعركة من كثرة العمليات الى التركيز على العمليات النوعية ذات البعد الامني والاستخباراتي».وتابع الشمري «ليس للجيش الاسلامي اي علاقة بمجالس الصحوة ولا يمكن مطلقا ان يكون الشخص عضوا في الصحوة وفي الجيش الاسلامي ايضا، ونحن لا نستهدف إلا من يستهدفنا لأن حربنا دفاعية». وردا على سؤال حول العلاقة مع «دولة العراق الاسلامية»، أكد «ليست لنا علاقة بالقاعدة، وبين الحين والآخر يتعرض افرادنا لهجمات في بعض المناطق مما يضطرنا للرد عليهم، وأسباب سوء العلاقة تعود الى كثرة ممارساتهم الخاطئة والمنحرفة سواء ضدنا او ضد جميع الابرياء».ويخوض مقاتلو الجيش الاسلامي صراعا مع اتباع «القاعدة» منذ أواخر عام 2006.

وقال من جهة أخرى «أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة (...) لمواصلة المعركة حتى التحرير، نحن منفتحون على جميع فصائل المقاومة التي تريد تحرير العراق من الاحتلال». وبالنسبة لطبيعة «الاهداف الشرعية» لعمليات الجيش الاسلامي حاليا، اجاب ان «قوات الاحتلال وكل من يعينها في استمرار احتلالها هي هدف شرعي لأعمال المقاومة». وقد تبنى الجيش الاسلامي عملية اغتيال عدد من الرهائن في العراق.