أبومازن وأولمرت يلتقيان عشية زيارة بوش في محاولة لتسوية الخلافات

مكتب قريع يحتج على إعاقة مروره للقاء ليفني

إحدى طائرات الهليكوبتر المرافقة للرئيس الأميركي تحلق فوق مقر إقامة الرئيس الفلسطيني (أ.ب)
TT

يعقد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، لقاء قمة، اليوم، في القدس وذلك في اطار استعداداتهما للقاء الرئيس الأميركي، جورج بوش، كل على حدة، في اليومين التاليين. وحسب مصادر من الطرفين، فإن اللقاء بين أولمرت وعباس سيلخص ما جرى في المفاوضات الثنائية حتى الآن وكيفية الانطلاق في المفاوضات الفعلية حول اتفاق تسوية مبدئي للصراع الاسرائيلي الفلسطيني خلال السنة. كما سيحاولان تسوية الخلافات التي نشأت بين وفدي التفاوض برئاسة أحمد قريع رئيس الحكومة الفلسطينية الاسبق، وتسيبي لفني، القائمة بأعمال رئيسة الوزراء الاسرائيلي ووزيرة الخارجية، بخصوص طريقة المفاوضات.

وكان الوفدان الفلسطيني والاسرائيلي قد عقدا لقاءين متتاليين أمس وأول من أمس اتفقا خلالهما على التفاوض على ثلاثة مسارات: الأول ـ في لقاء قمة يعقد كل أسبوعين بين عباس وأولمرت، والثاني ـ لقاء أسبوعي وكذلك كلما استدعت الضرورة، بين قريع ولفني، والثالث ـ بين لجان التفاوض. الا ان الخلاف هو ان الوفد الاسرائيلي يطلب اقامة ثلاث لجان تفاوض كل منها تتابع مجموعة من القضايا الجوهرية (الأمن والحدود، والقضايا الاقتصادية، وطبيعة الدولة الفلسطينية المستقبلية)، بينما يطلب الفلسطينيون اقامة لجنة تفاوض من الطرفين لكل موضوع بشكل مستقل. ويحاول الاسرائيليون بهذا الاقتراح اضفاء طابع من الضبابية على مواضيع التفاوض لكي يتفادى معارضة اليمين الاسرائيلي المتطرف داخل الحكومة وخارجها للتفاوض حول قضايا القدس واللاجئين وتفكيك المستوطنات. بينما يريد الفلسطينيون ان تكون تلك المفاوضات واضحة يكون ظاهرا فيها الموقف من القضايا الجوهرية الكبرى، خصوصا القضايا المذكورة أعلاه.

وكان الأميركيون قد طلبوا من الطرفين تسوية هذا الخلاف بوصفه غير جوهري حتى يتاح للرئيس بوش التباحث معهما في الخطوات القادمة لدفع هذه المسيرة. وقد طرح اقتراح للقاء قمة ثلاثية بوش ـ عباس ـ أولمرت، إلا ان الاقتراح لم يلق حماسا، وخشي الأميركيون من أن يؤدي لقاء كبير كهذا الى بناء آمال كبيرة عليه، فينتهي الى خيبة أمل بنفس المقدار ولذلك تنازلوا عن الفكرة.

وأمس قدم المستشار القضائي للحكومة تقريرا الى محكمة العدل العليا، رفضت فيه الحكومة الكشف عن مضمون تقرير داخلي حول حجم الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بدعوى ان هناك أسبابا أمنية تمنعها من ذلك.

الجدير ذكره ان أجهزة الأمن الاسرائيلية والأميركية تقوم بأكبر عمليات الحماية لزيارة الرئيس بوش في اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وتنتشر قوات أميركية واسرائيلية حتى في رام الله. وفي الفندق الذي سيقيم فيه بوش في القدس (الملك داوود)، توجد سيطرة كاملة لقوات الأمن الأميركية، لدرجة انهم حظروا على المدير العام للفندق أن يدخله طيلة أيام الزيارة.

من الجانب الفلسطيني، قال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات «ان رئيس السلطة محمود عباس سيكرس لقاءه اليوم مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت لبحث العمليات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالاضافة الى قضية الاستيطان». وقبيل الاجتماع المفترض بين الفريقين، القى الجانب الفلسطيني شكوكا كبيرة حول عقد اللقاء، بعد تعرض رئيس الوفد الفلسطيني احمد قريع، للمرة الثانية، الى «اهانة» من قبل جنود اسرائيليين وفق ما قال مكتبه. وواجه قريع امس اجراءات تفتيش «صعبة» اعاقت توجهه للمشاركة في الاجتماع المقرر مع الاسرائيليين. وقال مكتب قريع «ان سلطات الجيش الإسرائيلي اعاقت دخول ابوعلاء على معبر الكرامة لدى عودته من عمان بحجج واهية، رغم استيفاء كافة الترتيبات الاعتيادية لعودته».

وردت ما يعرف «بالادارة المدنية الاسرائيلية» على مكتب قريع بالقول «ان عبور السيد قريع تأخر بعشر دقائق فقط بسبب سوء تفاهم حصل بين مرافقيه وافراد قوة من حرس الحدود».

وسيركز الرئيس الفلسطيني اليوم اثناء لقائه باولمرت، على ضرورة وقف الاستيطان والعدوان، خصوصا على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية التي اعتبرت السلطة ان مهاجمتها تهدف الى تقويض خطتها الامنية في المدينة. وقال عريقات ان خطي السلام والمفاوضات، والاستيطان والعدوان، لا يلتقيان ابدا مؤكدا ان لقاء عباس بأولمرت «اصبح ضرورة ملحة لوضع النقاط على الحروف».

وقال قريع نفسه «ان المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تحقق بعض الانجازات»، مؤكدا «ان المباحثات لم تصل بعد إلى ما نريد من وقف لجميع النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي للمستوطنات كما نصت على ذلك خريطة الطريق».

وترفض اسرائيل التخلي عن فكرة توسيع مستوطنة ابوغنيم في القدس الشرقية.