دراسة: تحديد السرعة على الطرق السريعة يقلل الضحايا والوقود والتلوث

جدل بين قطاع إنتاج السيارات ومسؤولي البيئة حول مستوى إطلاق ثاني أوكسيد الكربون

TT

يعتبر موضوع تحديد مستوى السرعة على الطرقات السريعة من أعقد المشاكل البيئية ـ الاقتصادية التي تثير الجدل في ألمانيا منذ عقود. وفي حين تقف دائرة البيئة، والأحزاب السياسية، إلى جانب تحديد السرعة على الطرقات، يقف قطاع إنتاج السيارات بقوة ضد مثل هذا القرار.

ويرى قطاع السيارات، وهو أحد القطاعات المهيمنة في الاقتصاد الألماني، أن تحديد السرعة بـ 20كم/ ساعة سيجعل الناس يتخلون عن سيارات مرسيدس وبي أم دبليو وأودي وبورشة والعودة لقيادة سيارات «ترابانت» الكرتونية. فالسرعة غير المحددة على الطرقات السريعة هي أكبر ضامن لتطور قطاع السيارات الفارهة التي تعتمد السرعة العالية والتقنيات الأمنية المتقدمة.

وتشير دراسة جديدة أعدها نادي السيارات الألماني إلى أن خفض السرعة على الطرقات السريعة سيقلل إلى حد كبير من عدد الضحايا على الطرقات، ويقلل استهلاك الوقود، ويقلل إطلاق ثاني أوكسيد الكربون وذرات السخام في الجو. وتقول الدراسة، استنادا إلى معطيات شركة فولكس فاجن، إن سيارة فولكس فاجن صغيرة تستهلك لترين بنزين أقل لكل 100 كم، حينما تقلل سرعتها من 150كم/ساعة إلى 100 كم/ساعة. ويرتفع استهلاك سيارة من طراز غولف إلى 20 لتر بنزين لكل 100 كم حينما تسير بسرعة عالية، وتستهلك بي أم دبليو(5 أبواب) 34 لتر بنزين لقطع نفس المسافة، وتستهلك سيارة سريعة من طراز بورش شايين 67 لترا حينما تسير بنفس السرعة لقطع نفس مسافة الـ 100كم.

ومن ناحية البيئة، تقول الدراسة إن قيادة السيارات في ألمانيا بسرعة محددة تبلغ 130 كم في الساعة تقلص إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 2,5 مليون طن سنويا. ويمكن لتقليل السرعة إلى مجرد 120 كم/ ساعة أن يقلص إطلاق الغاز بمقدار 3,3 مليون طن سنويا. وهذا يعني أن مالكي السيارات سيقتصدون في ذات الوقت أموالا طائلة تقدر بنحو مليار يورو سنويا.

وعلى صعيد النظام المروري وانسياب حركة السيارات في الشوارع، يمكن لتحديد السرعات ان يقلل من عدد الاختناقات والزحام إلى حد كبير. وثبت من دراسة حالة الطرق أن اختلاف السرعات على الطرق السريعة، والسرعة العالية في القيادة، هي من أهم أسباب الزحام على الطرقات. ويمكن لتقليل حالات الزحام أن يقلل استهلاك الوقود، وخصوصا جراء الفرملة والانطلاق مجددا، وأن يحفظ أعصاب قادة السيارات بشكل ظاهر. وتتسبب حوادث الطرق، الناجمة عن السرعة، بموت 660 شخصا كمعدل، وإصابة وتعوق 6000 آخرين، في ألمانيا سنويا. ويمكن إرجاع 50% من الحوادث على الطرقات السريعة إلى القيادة بسرعة مجنونة، وهذا يعني أن من الممكن خفض عدد الحوادث إلى أقل من النصف عن طريق تحديد السرعة على الطرقات. وتتركز 80% من حوادث الموت في المناطق غير المحددة السرعة على شبكة الطرقات السريعة. وتختلف نتائج هذه الدراسة قليلا عن نتائج دراسة سابقة أجرتها دائرة البيئة الاتحادية وتحدثت عن تقليص إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 13ـ19% (بنزين) من خلال تقليل السرعة بنسبة 30%. كما يمكن لخفض سرعة سيارات الديزل أن يقلل إطلاق الغاز منها بنسبة تتراوح بين 5-15%. ويمكن لتقليل السرعة بنسبة 30% أن يقلل استهلاك الوقود على الطرقات الألمانية بنسبة 2%.

واعترض المتحدث باسم شركة بي أم دبليو على الدراسة وقال إن السرعة محددة حاليا على 5000 كم من الطرقات السريعة، ولا يزيد طول المسافات غير المحددة السرعة عن 7000 كم. واستنتج المتحدث من هذه الحقيقة إن تحديد السرعة على الطرقات لن يقلل الضرر على البيئة كثيرا، وقال إن تحديث تقنيات السيارات أفضل بكثير من تحديد السرعة. وأشار إلى أن إنتاج السيارات في مختلف بلدان العالم يعتمد على نظام سرعة يرتفع على 250 كم/ ساعة وعلى سرعة غير محددة.