مؤشرات قوية بفوز أوباما في نيوهامشير.. وكلمة «التغيير» باتت الطنانة في الحملات الانتخابية

ولاية بيضاء أخرى قد تصوت للسيناتور الأسود.. وماكين في طليعة الجمهوريين

الديمقراطي باراك اوباما يرفع شعار التغيير خلال حملته الانتخابية في نيوهامشير أمس (أ.ف.ب)
TT

أفادت معظم استطلاعات الرأي بأن التنافس سينحصر اليوم في ولاية نيوهامشير، وهي ثاني ولاية تجري فيها انتخابات تمهيدية بعد ولاية أيوا، بين كل من جون ماكين وميت رومني الطامحين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، وباراك اوباما وهيلاري كيلنتون المتنافسين الأساسيين من الحزب الديمقراطي. وأفاد استطلاع للرأي اجراه امس «معهد زغبي» بالاشتراك مع وكالة «رويترز»، بأن أوباما يمضي قدماً في تكسيره قواعد اللعبة الانتخابية وذلك باستقطابه لتأييد المستقلين الذين يشكلون 44 في المائة من ناخبي نيوهامشير وكذلك الناخبين الشباب الذين صوتوا له بكثافة في أيوا. وأشارت النتائج الى ان اوباما يتقدم في نيوهامشير بفارق يفوق حتى الفارق الذي تحقق في أيوا حيث حصل على 38 في المائة في حين حصلت هيلاري على 29 في المائة. وقال جون زغبي تعليقاً على الاستطلاع إن «اوباما يصعد الى أعلى في حين أن هيلاري تتحرك الى أسفل»، واذا ما خسرت هيلاري انتخابات نيوهامشير فإن ذلك سيشكل نكسة حقيقية لطموحها في ان تكون أول سيدة تأمل ان تحكم الولايات المتحدة على مر التاريخ. ووجهت هيلاري انتقادات لاذعة الى اوباما حيث قالت إنه «رجل اقوال وليس افعال»، ورد عليها بدوره قائلاً «منافسونا مرتبطون بسياسات الماضي». كما انتقدت هيلاري تصويته لصالح قانون المواطنة الذي اقترحته ادارة بوش، وكذا الى جانب قانون الطاقة. ورد اوباما على هذه الانتقادات قائلاً «بعض معارضينا يقولون إننا نبيع الأوهام للشعب الاميركي... والمراهنة الحقيقية في هذه الانتخابات ان بعض الناس يلعبون اللعبة نفسها ويتوقعون نتائج مغايرة». ويعتقد على نطاق واسع أن فوز اوباما في نيوهامشير (شمال شرق) التي تبلغ نسبة البيض فيها 96 في المائة، سيكون بمثابة نقلة نوعية بعد فوزه في أيوا ذات الاغلبية البيضاء، لذلك قال اوباما بعد ذلك الفوز وفي انتظار الفوز في نيوهامشير «قالوا إن هذا اليوم لن يأتي أبداً، لكنه أتى».

والمؤكد ان نتائج انتخابات ولايتي أيوا ونيوهامشير لن تحدد الذي سيفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ، كما هو الشأن بالنسبة للحزب الجمهوري ، لكنها قطعا ستعزز حظوظ الفائزين قبل خوض الانتخابات التمهيدية في الولايات الكبيرة، ومن بينها كاليفورنيا ونيويورك والتي ستجري في الأسبوع الاول من فبراير (شباط) المقبل. ومن سيفوز في نيوهامشير سيحصل على زخم في المحطة الرابعة، وهي ولاية ميشيغان، قبل المحطة الخامسة التي تشارك فيها 22 ولاية. وعلى الرغم من الأداء الجيد الذي قامت به هيلاري خلال حملتها في مانشيستر (نيوهامشر) فإن منظمي حملتها الانتخابية أصبحوا يستعدون لاحتمال خسارة ثانية. وقالت هيلاري امس «بغض النظر عما سيحدث غداً (اليوم) فاننا سنمضي قدماً».

وعلى صعيد الجمهوريين قال رومني الذي يعتقد انه سيحصل على المركز الثاني في نيوهامشير خلف ماكين «احتاج الى بعض الاصوات». وحضر رومني امس ستة تجمعات انتخابية، مسجلاً رقماً قياسياً في الانتقال من مكان الى آخر، في مساعيه للإفلات من خسارة ثانية بعد خسارته في أيوا. واعتمد ماكين على مجموعة من الأصدقاء والأقارب وهو يتجولون بحافلة كتبت عليها عبارة «عودة ماك»، وذلك في اشارة الى فوز السيناتور الذي يمثل ولاية اريزونا في ولاية نيوهامشير عندما ترشح لأول مرة للسباق الرئاسي قبل ثماني سنوات. ويسعى كل من رومني وماكين الى استقطاب الناخبين المترددين. وقال ماكين مخاطباً هؤلاء «غداً (اليوم) سنقول للناس إن نيوهامشير اختارت مجدداً رئيس الولايات المتحدة» (في اشارة الى شخصه).

وقال مايك هاكبي المرشح الجمهوري الذي فاز في أيوا إنه لا يعول كثيراً على الفوز في نيوهامشير، وقال لأنصاره بوضوح «لو جئنا في المركز الثالث أو الرابع فإننا نكون قد قمنا بانجاز عظيم». وفي إشارة الى الإنفاق السخي الذي قام بها رومني وهو مليونير قال هاكبي «كنت ارغب في وضع افضل لكن هناك من يملكون الكثير من المال وأنفقوه هنا». وفي آخر الاستطلاعات حصل اوباما على 41 في المائة من رغبات الناخبين في نيوهامشير، في حين حصلت هيلاري على نسبة 28 في المائة، وحصل المرشح الثالث جون إدواردز على نسبة 19 في المائة. وفي الجانب الجمهوري حصل ماكين على 34 في المائة في حين حصل رومني على 30 في المائة وحصل هاكبي على 13 في المائة فقط.

والملاحظ ان «التغيير» باتت الكلمة الطنانة في الحملات الانتخابية للرئاسة الأميركية، فدأبت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على ترديد قيامها بالتغيير على مدى سنوات، وزعم ميت رومني بأنه المرشح الجمهوري الوحيد الذي يستطيع جلب التغيير للبلاد، ولا يختلف عنهما الديمقراطي جون إدواردز الذي يقول إنه يكافح من أجل التغيير، والجمهوري مايك هاكابي الذي يدعي أنه يجسد التغيير.