الصومال: الرئيس الانتقالي يلمح لاحتمال بقائه فى السلطة لولاية ثانية

عبد الله يوسف: صحتي جيدة وأجري بعض الفحوصات الطبية الاعتيادية في لندن

TT

نفى الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، تدهور وضعه الصحي موضحا أنه يجري حاليا فحوصات طبية اعتيادية في العاصمة البريطانية لندن، ملمحا للمرة الأولى إلى استعداده لتولي الرئاسة لفترة ولاية ثانية.

وقال يوسف فى مقابلة مع محطة إذاعية صومالية انه بصحة جيدة وعلى ما يرام نافيا الشائعات التي صاحبت تعرضه لانتكاسة صحية جيدة الأسبوع الماضي وأجبرته على الانتقال إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومنها الى لندن. وقال يوسف «إن الله سبحانه وتعالى هو من يعرف متى سينتهي أجلنا على هذه الأرض»، مضيفا «لا يوجد لدي ما أخفيه على شعبي، أنا بخير وعدت لتسلم نتائج الفحوصات الطبية التي خضعت لها لشهر الماضي ولاستكمال المزيد من الفحوصات بناء على الفريق الطبي المعالج».

وتولى يوسف وهو عسكري مخضرم السلطة فى الصومال عقب مؤتمر المصالحة الوطنية فى كينيا فى شهر أكتوبر (تشرين الاول) عام 2004 وتنتهي فترة رئاسته الأولى والوحيدة لمدة خمس سنوات فى نفس الشهر من عام 2009. ورغم أن يوسف اعتبر أنه من المبكر الحديث عن إمكانية توليه الرئاسة لفترة ولاية ثانية، فانه أبقى الباب مفتوحا وقال «عندما يحين الوقت قد نفكر فى الأمر، لدي ثقة في نفسي وأنني خدمت بلدي ووطني بكل مسؤولية وأمانة».

وانتقد يوسف ضمنيا رئيس وزرائه السابق علي محمد جيدي دون أن يسميه، وقال «إن الحكومة السابقة لم تقم بواجبها كما ينبغي لذا أمامنا الكثير من العمل الذي يقتضي وجودنا وقيادتنا». وكان جيدي قد أثار جدلا سياسيا بسبب إعلانه قبل نحو 20 شهرا من انتهاء فترة رئاسة يوسف، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في البلاد العام المقبل.

وقال جيدي الذي استقال من منصبه كرئيس للحكومة الصومالية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في مقره بالعاصمة الكينية نيروبي إنه واثق من أن الشعب الصومالي سينتخبه رئيسا للبلاد. وأضاف «أنا إنسان يؤمن بالتقدم»، معتبرا «أن عام 2009 قريب جدا وان الحكومة الفيدرالية الانتقالية أمامها الكثير من العمل الذي ينبغي عليها القيام به. وإذا لم ينفذ الدستور، لن نصل إلى الديمقراطية». وحث جيدي حكومة سلفه العقيد نور حسن حسين (عدي) على إعداد البلاد للانتخابات المرتقبة، لافتا إلى أهمية القيام بتعداد رسمي للسكان وإعادة صياغة الدستور المؤقت، اللذين قال إنهما سيضعان الصومال على الطريق الصحيح تجاه الديمقراطية. ويعتبر جيدي هو أول مسؤول صومالي يعلن نيته المنافسة على خلافة رئيسه السابق عبد الله يوسف الذي أجرى أمس فحوصات طبية فى لندن للاطمئنان على عملية زرع الكبد التي خضع لها قبل نحو 11 عاما. وفى مواجهة تصريحات جيدي المفاجئة أبلغ أعضاء فى البرلمان والحكومة «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من معقل السلطة الانتقالية فى مدينة بيداوة الجنوبية أنهم سيسعون فى المقابل إلى حث محمد محمود جوليد (جعمديري) وزير الداخلية الصومالي السابق على منافسة جيدي.

وقال برلماني صومالي طلب عدم تعريفه: «نعتقد أن حظوظ جعمديري في خلافة يوسف أفضل.. فهو يتمتع بثقة 80% على الأقل من أعضاء البرلمان ولديه رؤية تصالحية مع جماعات المعارضة المناوئة للحكومة وللوجود العسكري الإثيوبي في البلاد التي تعاني حربا أهلية طاحنة ومستمرة منذ عام 1991».

من جهة أخرى، قالت مصادر صومالية إن الاتحاد الأوروبي استبق جلسة تصويت البرلمان على حكومة رئيس الوزراء الصومالي بتعهد رسمي بدفع رواتب أعضاء البرلمان البالغ عددهم 275 عضوا، موضحة أن الوفد الذي ترأسته إليزابيث باريبر السفيرة الفرنسية لدى كينيا وضم سفراء كلا من ايطاليا والنرويج وتشيكيا وبلجيكا وبريطانيا أجرى محادثات فى مدينة بيداوة مع رئيس البرلمان شيخ عدن مادوبي ورئيس الحكومة الصومالية.

ويشترط الاتحاد الأوروبي حضور أعضاء البرلمان كل جلساته وممارسة مهامهم التشريعية مقابل الحصول على مرتباتهم الشهرية. ويعتقد عدد من أعضاء البرلمان أن وصول الوفد الأوروبي استهدف حث البرلمان على التصويت لصالح منح الثقة لحكومة نور عدي التي تم إعلان تشكيلها قبل يومين من 15 وزيرا بينما ما زالت هناك ثلاث حقائب وزارية شاغرة.