دراسة: الضغط النفسي بعد هجمات سبتمبر زاد من مشاكل أمراض القلب للأميركيين

زيادة في معدلات ارتفاع ضغط الدم والجلطة لدى الذين شاهدوا الهجمات حية على الهواء

TT

جاء في دراسة نشرتها جامعة كاليفورنيا بإرفاين مطلع هذا الأسبوع ان الضغط النفسي والخوف من الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 تسببت في مشاكل تتعلق بالقلب للاميركيين، حتى الذين ليس لهم صلة شخصية بالهجمات. ويرى الباحثون الذين اجروا الدراسة ان ردود فعل للضغط النفسي الناجم عن الهجمات على مركز التجارة العالمي البنتاغون له صلة بزيادة نسبتها 53 بالمائة في مشاكل القلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والجلطة، خلال السنوات الثلاث بعد هجمات 11 سبتمبر. وهذه هي أول دراسة تظهر آثار هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على صحة القلب. جدير بالذكر ان غالبية الذين شملتهم الدراسة كانوا من الذين شاهدوا الهجمات حية على الهواء على شاشات التلفزيون، فيما ثلث هؤلاء ليس له علاقة بالهجمات. معظم الذين شملتهم الدراسة لم يكن يعاني أصلا مشاكل في القلب قبل وقوع الهجمات، كما ان النتائج استمرت حتى عند الأخذ في الاعتبار عوامل مثل ارتفاع نسبة الكولسترول والتدخين والسمنة. وقالت آليسون هولمان، الأستاذة المساعدة لعلوم التمريض في جامعة كاليفورنيا ورئيسة الفريق الذي أجرى الدراسة، ان هجمات 11 سبتمبر كانت مؤثرة فيما يبدو إلى الدرجة التي جعلت وسائل الإعلام تساعد على تسبيب ضغوط نفسية للناس على نحو أدى إلى اصابتهم بمشاكل تتعلق بالقلب. واعتمدت الدراسة، التي استغرقت ثلاث سنوات، على عينات عشوائية لما يزيد على 1500 شخص من المدرجين في سجلات النظام الصحي قبل هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.

وجّه الباحثون أسئلة إلى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة حول ردود الفعل التي سببتها الضغوط النفسية خلال الأسابيع التي تلت هجمات 11 سبتمبر، كما كانوا يطرحون عليهم أسئلة متابعة سنويا حتى نهاية عام 2004. وطلب من الذين أجريت عليهم الدراسة إطلاع الفريق على أي أمراض يكتشفها لديهم الطبيب مع قياس درجة خوفهم من الإرهاب من خلال الاتفاق أو الاختلاف مع أقوال مثل «اشعر بالقلق إزاء احتمال ان يؤثر عمل إرهابي علي أنا شخصيا أو على أسرتي مستقبلا». وتشير النتائج إلى ان القلقين بصورة مستمرة، وهي فئة سيستمر شعورها بالقلق عدة سنوات بعد هجمات 11 سبتمبر، هم الأكثر عرضة لمضاعفات مشاكل القلب، إذ كانوا الأكثر اتصالا للإبلاغ خلال فترة العامين أو الثلاثة أعوام التي تلت الهجمات عن مشكلة تتعلق بالقلب شخّصها الطبيب. وكان باحثون قد توصلوا في السابق إلى ان عمال الإنقاذ الذين ساعدوا في عمليات إزالة أثار الهجوم التي استمرت شهورا قد سجلت بينهم معدلات عالية للشعور بأعراض ما بعد الصدمة أكثر من المواطنين العاديين. إلا ان هذه الدراسة، كما يقول هولمان، أثبتت انه حتى الأشخاص العاديين الذين لم تكن لديهم تجربة مباشرة مع هجمات 11 سبتمبر ربما يتأثروا نفسيا وجسديا بمشاكل صحية خطيرة. وكانت نتائج الدراسة التي نشرت عام 2002 قد أشارت إلى ان نسبة 17 بالمائة من السكان خارج مدينة نيويورك ابلغوا معاناتهم من أعراض الضغوط النفسية لما بعد الصدمة بعد شهرين من هجمات 11 سبتمبر. من ضمن الأشياء المسببة للشعور بالضغوط النفسية المرتبطة بالإرهاب مشاهدة صور الهجمات وارتفاع وتراجع مستوى التحذير وحالة من جانب وزارة الأمن الداخلي الاميركية، فضلا عن التقارير ذات الصلة بالإرهاب في دول أخرى. وقالت روكسانا كوهين سيلفر، الباحثة وأستاذة علم النفس والسلوك الاجتماعي بجامعة كاليفورنيا بإرفاين، ان هناك عدة أحداث بعد هجمات 11 سبتمبر استمرت في تجدد الشعور بالقلق تجاه الإرهاب وان الذين يعانون من القلق هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»