أفغانستان: تعيين قائد سابق لطالبان حاكما لمدينة موسى قلعة

الملا عبد السلام أحد مساعدي الملا عمر انقلب على الحركة الأصولية

أفغاني يجلس في احد مكاتب تغيير العملة بوسط العاصمة كابل (أ.ف.ب)
TT

اعلن مصدر رسمي امس تعيين قيادي سابق من حركة طالبان حاكما لاقليم موسى قلعة في جنوب افغانستان بعدما سمح في ديسمبر (كانون الاول) الماضي للقوات الافغانية والاطلسية باستعادة سيطرتها على هذه المنطقة التي استولى عليها المتمردون طيلة عشرة اشهر.

وقال حاجي بير محمد مساعد حاكم ولاية هلمند لوكالة الصحافة الفرنسية ان الملا عبد السلام الذي كان احد كبار مسؤولي حركة طالبان ومن مساعدي الملا عمر في هذا الاقليم انقلب على حركته قبيل بدء العملية العسكرية المشتركة للقوات الافغانية والاطلسية لاستعادة الاقليم. وصرح المتحدث الرئاسي هومايون حميد زاده في مؤتمر صحافي امس أن «الملا عبد السلام جرى تعيينه رئيسا لبلدة موسى قلعة».

وأضاف حميد زاده «إن ذلك يتماشى مع سياسات الحكومة الافغانية حيث قال الرئيس إن مقاتلي طالبان السابقين الذين يأتون ويقبلون الدستور ويرغبون في المشاركة في العملية السياسية من خلال وسائل غير عنيفة فهم جميعا محل ترحاب». وقال مسؤولون إن الملا عبد السلام اضطلع بدور فريد في استعادة السيطرة على البلدة التي كانت تشكل رمزا للقوة العسكرية لطالبان في قلب معقلهم في المنطقة الجنوبية. وعندما اعادت السلطات بسط سيادتها على هذا الاقليم في الرابع من ديسمبر الماضي عهد بادارة موسى قلعة الى مجلس ثلاثي ضم مساعد حاكم الولاية والعقيد في الجيش الافغاني داغان لاوانغ والملا عبد السلام. واضاف نائب الحاكم «في النهاية طلب السكان المحليون والعشائر من اعضاء المجلس الثلاثي ان يختاروا من بينهم حاكما للاقليم وهو ما تم قبل يومين باختيار الملا عبد السلام الذي اعتبر الشخص المناسب» لهذا المنصب.

وهلمند هي الولاية الوحيدة التي تعترف الحكومة الافغانية بوجود ثلاثة اقاليم فيها لا تخضع لسيطرتها بل لسيطرة المتمردين الطالبان الذين اطاح بنظامهم نهاية 2001 تحالف دولي بسبب ايوائهم تنظيم القاعدة وزعيمه اسامة بن لادن.

ويعتبر شمال هذه الولاية مصدر الافيون في افغانستان التي تعتبر المنتج الاول للافيون في العالم، كما يستخدمه المتمردون قاعدة خلفية لشن عملياتهم ضد الحكومة المركزية والجنود الدوليين الستين الفا الذين يدعمونها. وارتدت كبرى مدن موسى قلعة اهمية بالغة بالنسبة الى كل من الحكومة والمتمردين واسفرت المعارك التي شهدتها هذه المدينة لبسط السيطرة عليها عن سقوط نحو مئتي قتيل بينهم 17 قياديا في حركة طالبان. وشاركت مقاتلات جوية وقوات برية في المعارك الطاحنة التي دارت لاستعادة السيطرة على الاقليم الذي كانت القوات البريطانية سلمته قبل اكثر من عشرة اشهر الى مجلس قبلي محلي بموجب اتفاق. ولكن مقاتلي طالبان الذين خاضت القوات البريطانية معارك ضدهم نجحوا في النهاية في الاستيلاء على الاقليم.