كل المرجعيات الدينية في لبنان تعتبر المبادرة العربية فرصة للتوصل إلى «حلول ترضي الجميع»

بري عرض لها مع خوجة وتلقى من باران «تأييد فرنسا لها من دون تحفظ»

TT

في انتظار وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية الى بيروت اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين والفرقاء السياسيين حول المبادرة العربية بشأن لبنان، تواصلت امس المشاورات وتتالت المواقف المؤيدة لهذه المبادرة من منطلق الدعوة للتعامل معها بصدق وشفافية والتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة.

وفي سياق المشاورات التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، تباعاً، سفير المملكة العربية السعودية الدكتور عبد العزيز خوجة، والقائم بأعمال السفارة الفرنسية اندريه باران، وعرض مع كليهما التطورات في ضوء نتائج اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الخاصة بالأزمة اللبنانية.

وفي حين لم يدل خوجه بأي تصريح، قال باران إنه ابلغ الرئيس بري ان فرنسا تؤيد «من دون تحفظ» هذه المبادرة التي تقوم على قواعد واقعية ومتوازنة وتتمنى على كل المسؤولين اللبنانيين، سواء في الاكثرية او في المعارضة، ان يلتقطوا هذه الصراحة لحل الأزمة من خلال إتاحة اجراء الانتخابات الرئاسية في اقرب مهلة لانتخاب رئيس الجمهورية».

وأوضح باران رداً على سؤال «ان المبادرة العربية ليست ضد المبادرة الفرنسية بل تتكامل معها».

من جهته، حدد البطريرك الماروني نصر الله صفير موقف الكنيسة من المبادرة العربية عبر حديث ادلى به لـ«اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام» فقال: «انها (المبادرة) جيدة وأذيع عنها انها تريد ان تساوي بين الناس وان يكون هناك رئيس في لبنان وان تكون هناك أجهزة حكم، ولكن ما ان ظهرت هذه المبادرة حتى ظهرت أصوات لها تحفظ، تجاه هذه المبادرة، فيما ان اكثرية الناس قبلوا بها». وأضاف «نحن قد تعبنا من هذا الوضع الذي ندور فيه منذ اكثر من سنة، ولبنان يجب ان يعود الى وضع طبيعي، وان تكون فيه أجهزة حكم وان يكون فيه رئيس». واضاف: «الرئيس له رأي ... في الاستشارات التي يجب ان يقوم بها قبل ان يؤلف الحكومة ليرى اين هي القوى موزعة، وبعد ذلك بالاتفاق معه يصار الى تعيين قائد للجيش والمسؤولين من مديرين وسوى ذلك، ولكن يبدو انهم يمشون عكس السير، والرئيس ملزم بالاستشارات وهذا ما وضع في الدستور، فليطبق الدستور».

وردا على سؤال حول ما يطرحه البعض عن تعديل الطائف قال البطريرك: «ان الطائف منذ إعلانه لم يطبق، فليطبقوه اولا، وبعدها نرى ما فيه من ثغرات وهل نغير فيه قبل ان يطبق». وسئل البطريرك عن رأيه في أمر الصوت الوازن لرئيس الجمهورية فقال: «ان النظام الديمقراطي واضح ومعروف، فهناك أكثرية وأقلية، والأكثرية هي التي تحكم، وعندما تصبح الاقلية أكثرية بامكانها ان تحكم، والآن يريدون ان يجعلوها وفاقا، فالوفاق يحصل في حالة الحرب... وفي كل بلدان العالم الناس تأتي بأكثرية تحكم».

وتطرق رؤساء الطوائف الاسلامية الى المبادرة العربية، في رسائل وجهوها لمناسبة بدء السنة الهجرية الجديدة ووصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني هذه المبادرة بانها «فرصة للتوصل الى حلول ترضي الجميع وتحمل الكثير من الامل بمستقبل لبنان». وقال: «تحتاج بلادنا إلى عودة لحياتها الطبيعية بعد طول معاناة وصبر وأمل.. ولقد آن لنا أيها اللبنانيون أن ندرك بعد طول معاناة أن التحدي والقهر والتهديد يغتال الحرية، وأن ضماننا الحقيقي هو في وئامنا ووفاقنا الذي لا يتحقق إلا بالمحبة الصادقة وبالصدق والأمانة في ما بيننا، وأن نكون كسائر الأمم والدول والشعوب، فنعود إلى مؤسساتنا الدستورية لنعالج فيها أمورنا ومن خلالها».

ودعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، في رسالته، اللبنانيين الى «استقبال المبادرة العربية بصدق وشفافية ومواكبتها بالابتعاد عن التشنج والخلافات.. وعلى اللبنانيين الإسراع في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتفرغ لحماية لبنان وشعبه والعمل لحل المعضلات التي تواجه الشعب من أزمات معيشية واقتصادية وتربوية وصحية حتى يكون اتفاقنا السياسي بداية لتوافقنا على حل المشاكل الاخرى بروح التعاون والحوار».

كما دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان اللبنانيين الى «وقف الخطابات المتشنجة والمواقف التحريضية والعودة الى لغة العقل والحكمة والتروي وتهيئة المناخات التي تسهل عملية انضاج الحل الذي يستحقه اللبنانيون». وفي المواقف المرحبة بالمبادرة العربية، وصف الرئيس رشيد الصلح، اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بـ«التاريخي» ونوه بـ«القرارات المهمة والمصيرية التي تساهم بوضع حل عاجل وفعال للأزمة اللبنانية». واعتبر النائب وائل ابو فاعور (اللقاء الديمقراطي) ان «الحل العربي المقترح هو فرصة لجميع القوى السياسية في لبنان ولجميع اللبنانيين في ايجاد التوافق السياسي العادل والمنصف، لا سيما انه يتم وفق رؤية عربية وبضمانات عربية»، وقال: «ان الاولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن».

اما النائب روبير غانم (القريب من «14 اذار») فاستبعد الوصول الى جلسة انتخاب الرئيس يوم السبت المقبل «من دون تعقيدات». وقال: «على الصعيد الدستوري يجب ان نبدأ بتعديل الدستور ويجب ان نعقد جلسة تشريع قبل جلسة الانتخاب، من الصعب ان نجري التعديل والانتخاب يوم السبت في جلسة واحدة وذلك من جهة دستورية». وأشار النائب عبد المجيد صالح (حركة أمل) الى ان الرئيس نبيه بري اراد الحل اللبناني ـ اللبناني، وان الحل العربي لا يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية.