عبوة ناسفة تصيب 3 جنود من الكتيبة الآيرلندية في الجنوب

بيروت تنفي اتهاماً إسرائيلياً عن استهداف الجليل بصاروخي «كاتيوشا» مصدرهما الأراضي اللبنانية

جنود لبنانيون يحرسون الموقع الذي تعرضت فيه أمس سيارة للقوة الدولية لانفجار عبوة ناسفة على الطريق المؤدية إلى الجنوب تسببت في جرح جنديين دوليين (أ. ف. ب)
TT

وسط أجواء الترقب والحذر التي يعيشها اللبنانيون في انتظار عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت حاملا معه «خطة تفاهم متكاملة»، وقع انفجار استهدف هذه المرة دورية من قوات «يونيفيل» العاملة في الجنوب كانت في طريقها من بيروت إلى الجنوب. انفجرت العبوة الناسفة في منطقة الرميلة عند مدخل مدينة صيدا على الساحل الجنوبي، مستهدفة سيارة عسكرية لليونيفيل أصيب على أثرها ثلاثة جنود من الكتيبة الآيرلندية بجروح طفيفة، عرف منهم ديفيد وليام وجون تورنيك.

ولاحقا، أعلن مدير الشؤون السياسية والمدنية في الـ«يونيفيل» ميلوش شتروغر أن «سيارة تابعة لليونيفيل أصيبت بانفجار وقع على الطريق الساحلي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا. وقد أصيب جنديان تابعان لليونيفيل كانا داخل السيارة بجروح طفيفة نقلا إلى أحد مستشفيات صيدا. وفتحت اليونيفيل تحقيقا في الحادث، وهي تعمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية». كذلك، أكدت الناطقة باسم اليونيفيل ياسمينا بوزيان إصابة جنديين آيرلنديين بإصابات طفيفة نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت آلية للقوات الدولية في منطقة الرميلة. وأفادت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» بأن 3 جنود أصيبوا عندما كانوا متوجهين بسيارتهم العسكرية الرباعية الدفع من بيروت باتجاه صيدا، فانفجرت عبوة ناسفة تستعمل ضد الآليات، ما أدى إلى تناثر زجاج السيارة وإصابة الجنود بجروح طفيفة نقلوا على أثرها إلى مستشفى حمود في صيدا. وأكدت المصادر أن الجنود نجوا من الموت لأن سيارتهم كانت قد اجتازت العبوة المزروعة إلى جانب الطريق بنحو خمسة أمتار عندما تمّ تفجيرها. ووصفت الحادث بـ«الخطير» ويندرج في سياق العمليات المماثلة التي استهدفت الكتيبة الإسبانية وأودت بحياة خمسة من أفرادها الصيف الماضي، وبعدها استهداف الكتيبة التنزانية في منطقة القاسمية في هجوم لم يوقع إصابات، فضلا عن محاولات مماثلة وقعت في أوقات لاحقة. وقال شاهد عيان إن مدنيين لبنانيين على الأقل أصيبا أيضا في الانفجار. وكشفت المصادر الأمنية أن قوات اليونيفيل كانت قد تلقّت تهديدات، وهي تتخذ إجراءات أمنية مشددة للغاية حول قواعدها وتتحسب لعمليات كهذه في أماكن انتشارها جنوب نهر الليطاني. لكن هذا الحادث شكل صدمة واعطى رسالة بالغة الخطورة على أن منفذي هذه العملية محترفون ولديهم قدرات هائلة في رصد تحركات القوات الدولية في الجنوب وخارجه وتعقبها، ما يزيد القلق من إمكان تصاعد هذه العمليات. وعند وقوع الانفجار سارع الجيش إلى ضرب طوق أمني في المكان ومنع الاقتراب منه. من جهة ثانية انشغلت قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان والأجهزة الامنية المختصة بمعرفة حقيقة ما جرى عند الحدود اللبنانية بعد الادعاءات الإسرائيلية عن سقوط صاروخين من نوع كاتيوشا في مستعمرة شلومي بالجليل الغربي؛ مصدرهما الاراضي اللبنانية.

ولوحظ خلال ساعات ما قبل ظهر امس حالة من الارتباك في صفوف الاطراف المعنية بالوضع الامني عند الخط الازرق الفاصل نظراً لحساسية ما أعلنته اسرائيل التي وجهت اتهاماً الى لبنان بتوتير الوضع وتحميل قوات الأمم المتحدة المسؤولية، على الرغم من تناقض واضح في التصريحات الاسرائيلية التي اشارت بداية الى سقوط صاروخ ومن ثم نفي الامر، واعتبار الحادث مجرد تفجير الجيش الاسرائيلي لصاروخ من مخلفات حرب يوليو (تموز) 2006، ومن ثم التأكيد مجدداً ان صاروخين انطلقا من جنوب لبنان باتجاه مستعمرة شلومي، واعتبار الأمر بمثابة «الخطر جداً».

وبعد ساعات من الاعلان الاسرائيلي، كانت بعض المصادر الامنية اللبنانية متمسكة برفضها للرواية الاسرائيلية، مؤكدة «ان لا شيء من هذا القبيل قد حصل انطلاقاً من الجنوب، وان الوضع الامني مستتب».

وفي تصريحات اعلامية، رفض الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، ميلوش شتروغر، تأكيد ما قالته اسرائيل او نفيه، وقال «تلقينا تقريراً عن اطلاق صاروخي كاتيوشا عبر الحدود اللبنانية، وهناك فريق من جانبنا يحقق في الوقائع ونحن في مرحلة التأكد من الحقائق وجمعها ولا يمكننا تأكيد الامر او نفيه»، داعياً الى «التعاون بين الاطراف لمعرفة الحقيقة».

وأكد «ان الاولوية لدى قوات الامم المتحدة هي الحؤول دون تصعيد الوضع، والمحافظة على الهدوء». وإذ أكد انه علينا ان نعرف حقيقة ما حصل، اعتبر ان «مسؤولية السيطرة الامنية على الحدود عائدة للسلطات اللبنانية، ونحن نقوم بمساعدة الجيش اللبناني على بسط الامن». ودعا الجميع الى الهدوء وضبط النفس. وأعقب الاعلان الإسرائيلي اتخاذ اجراءات امنية على جانبي الحدود حيث كثفت قوات الطوارئ الدولية من دورياتها، وشوهدت آلياتها على طول الخط الازرق الفاصل. وكانت القوات الاسرائيلية قد أخذت استعداداتها على امتداد الحدود مع لبنان وسيرت دورياتها المؤللة عقب الحادث.

من جهة اخرى، أفرجت اسرائيل في وقت سابق عن المواطن اللبناني، فادي احمد عبد العال، الذي اختطفته لساعات بعدما اعتقلته اثناء رعيه لماشيته في مزرعة بسطرة المحاذية لمزارع شبعا المحتلة جنوب لبنان وتسلمته قوات الطوارئ الدولية التي سلمته بدورها الى الجيش اللبناني.