الحريري: الخطة العربية «تكمل» الفرنسية ولو كان عون المرشح الرئاسي لرفض الشروط المسبقة

أكد بعد لقائه مع ساركوزي دعم باريس للمبادرة العربية

TT

وصف رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، عقب لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مطعم لبناني في باريس أمس، المبادرة العربية بأنها «تكمل المبادرة الفرنسية». ونقل عن ساركوزي دعمه للمبادرة العربية وتمسكه بأن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان في «أسرع وقت»، مؤكدا «دعم فرنسا وتأييدها للبنان وعدم تركه في مهب الريح». واستنكر الحريري العملية التي حصلت في جنوب لبنان ضد الكتيبة الآيرلندية، معتبرا أنها «عملية جبانة» وأن الذين قاموا بها «لا يريدون أن يقف لبنان على رجليه».

واعتبر زعيم تيار المستقبل أن فرنسا مستمرة في الوقوف الى جانب لبنان «لمنعه من السقوط في الفراغ». وإذ أشار الحريري الى وجود «اتفاق» مع باريس حول المبادرة العربية، أعرب عن رفضه «وضع شروط مسبقة» على انتخاب العماد سليمان. وتساءل:« لو كان العماد عون هو المرشح، هل كان يقبل أن توضع شروط مسبقة عليه؟». وخلص الحريري الى القول إنه «في حال لم تمش سورية في المبادرة العربية فهذا يعني أن مرشحها الفراغ».

وقالت مصادر قريبة من الحريري إن الاجتماع الذي حصل مع الرئيس الفرنسي بحضور وزير الخارجية برنار كوشنير، وكلود غيان، أمين عام قصر الإليزيه، ومستشار ساركوزي الدبلوماسي جان دافيد ليفيت، والمستشار المتابع للمسائل العربية بوريس بوالون، ومستشار الحريري المحامي باسيل يارد، تناول «المراحل المختلفة للوساطة الفرنسية» وما انتهت اليه من قطع الاتصالات السياسية مع السلطات السورية. وبحسب هذه المصادر، فإن الحريري «عرض المواقف الإيجابية المتتالية» التي التزمت بها الأكثرية النيابية تجاه الوساطات المتعاقبة لإيجاد حل للأزمة السياسية في لبنان. وتم عرض «الآفاق السياسية» التي بدت مع الوساطة العربية، وشدد الجانبان على «ضرورة عدم تفويتها» واعتبارها «فرصة مهمة» يتعين السعي لتوفير ظروف نجاحها دوليا، في إشارة الى ما ستقدم عليه فرنسا من الترويج لها.وفيما شكر الحريري الرئيس الفرنسي على دعمه المستمر للمحكمة الدولية والإعراب عن استعداد بلاده لتوفير التمويل اللازم لها، أكد الجانبان «تمسكهما» بانتخاب العماد ميشال سليمان، رئيسا توافقيا للجمهورية اللبنانية.

وقالت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا نية» للوزير كوشنير العودة الى لبنان في الوقت الحاضر، مضيفة أن الاتصالات السياسية المباشرة مع سورية قد قطعت، ولكن القنوات العادية الدبلوماسية والقنوات غير المباشرة «ما زالت قائمة». ورغم حرص باريس على تأكيد دعمها للمبادرة العربية التي ترى أنها «استعادت» الأفكار الفرنسية، فإن المصادر الفرنسية تلتزم في الوقت الحاضر «موقفا حذرا» لجهة ما قد تسفر عنه المبادرة. وبحسب هذه المصادر، فإن باريس «لم تتأكد بعد من حصول تغير جدي في الموقف السوري»، كما أنها «تعتبر أنه لم يحصل اتفاق بعد على شكل الحكومة الجديدة».