الصحراء: المغرب يرفض الأمر الواقع والبوليساريو تطالب بالمساواة بين المبادرتين

TT

بدأت الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، أمس، في منتجع مانهاست بضاحية لونغ ايلاند في نيويورك. وأفادت مصادر قريبة من المحادثات لـ«الشرق الأوسط» بأن الأمم المتحدة التي تقود المفاوضات بشأن الصحراء الغربية ارتأت وضع جدول أعمال محدد لهذه الجولة.

وأوضحت المصادر أن ممثل الأمين العام الخاص بيتر فان ولسوم، اقترح أن يكون جدول أعمال هذه الجولة هو بحث مسألة تدبير وإدارة الموارد الطبيعية، اضافة الى بحث الهياكل التي تشمل المؤسسات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. واعتبر مصدر قريب من الوفد المغربي، «ان هذا الاقتراح يصب في جوهر المبادرة المغربية الداعية الى منح حكم ذاتي لسكان إقليم الصحراء من دون المساس بالسيادة المغربية». وقد سبقت المفاوضات مأدبة عشاء أقيمت على شرف الوفدين.

وقد بدأت جلسة أمس ببيان أدلى به رئيس الوفد المغربي، وزير الداخلية شكيب بنموسى، ثم ببيان ثان أدلى به رئيس وفد جبهة البوليساريو محفوظ علي بيبا.

وشدد الوفد المغربي، كما أفاد مصدر مقرب من المحادثات، أن المغرب «لا يقبل بالأمر الواقع»؛ في اشارة الى اعتبار جبهة البوليساريو منطقة تيفاريتي، التي عقدت فيها مؤتمرها الأخير، جزءاً من أرض الصحراء. ويعتبر الطرف المغربي أن تيفاريتي منطقة عازلة أنشأتها الأمم المتحدة.

ويؤكد المغرب أن هذه الجولة الثالثة من المحادثات تستدعي التوصل الى حل سياسي «للنزاع المفتعل» نظرا لتعرض منطقة المغرب العربي الى هجمات إرهابية كانت آخرها في الجزائر وفي موريتانيا. ويقول مصدر مغربي: «يجب بناء المغرب العربي ويجب تسوية قضية الصحراء على أساس المبادرة المغربية لتكون قاعدة للتفاوض لمواجهة الهجمة الإرهابية والجريمة المنظمة التي تهدد استقرار وأمن المنطقة». ويتابع المصدر المغربي قائلا: «نحن نمد أيدينا الى اخوتنا في الصحراء وفي الجزائر للعمل معا من أجل امن واستقرار المنطقة».

من جانبها، ترى جبهة البوليساريو أن إصرار المغرب على مبدأ السيادة على الصحراء أمر غير مقبول. وشدد احمد بخاري ممثل الجبهة في نيويورك لـ«الشرق الأوسط» على «حق تقرير المصير» بالنسبة لسكان الصحراء. وأضاف: «أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يجب أن يكون أحد الخيارات وعلى شعب الصحراء أن يقرر أيا من الخيارات»؛ في اشارة الى استفتاء السكان حول الاستقلال او القبول بالحكم الذاتي.

وعن التهديد باللجوء الى الحرب أوضح بخاري: «نحن لا نهدد باستئناف الحرب وإنما نقول سنراجع مواقفنا بعد هذه الجولة من المحادثات». وطالب بالمساواة بين مبادرة البوليساريو ومبادرة المغرب في المفاوضات. واتهم المغرب بالقيام بانتهاكات حقوق الإنسان واستغلال موارد الصحراء الغربية قبل الوصول الى تسوية ترضي الطرفين. وقبل بدء الجولة الثالثة، أعرب الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون عن أمله في أن يتمكن الطرفان من إحراز تقدم جيد في هذه الجولة من المفاوضات المباشرة التي طالب فيها مجلس الأمن ان تجري تحت رعاية الأمم المتحدة من دون اية شروط مسبقة. ورأى أن المفاوضات تسير نحو مرحلة وصفها بالمكثفة والأساسية. وقد سبق هذه الجولة جولتان من المحادثات جرتا في السنة الماضية بنيويورك لكن من دون احراز أي تقدم يذكر.