الجيش الأميركي يعلن شن عمليات أمنية جديدة مع القوات العراقية لملاحقة «القاعدة»

مسلحون يختطفون 8 من مقاتلي «الصحوة».. واعتقال أكثر من 200 مشتبه فيهم ببغداد

شرطي عراقي تخرج حديثا من اكاديمية الشرطة يؤدي فعاليات أثناء استعراض ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما أعلنت القوات الأميركية والعراقية، شن سلسلة عمليات امنية جديدة أمس، تستهدف تنظيم «القاعدة» في العراق، خطف مسلحون مجهولون ثمانية من عناصر «الصحوة» الشيعية، التي تحاول تقويض نشاط الميليشيات في حي الشعب شمال شرقي بغداد، كما أعلنت القوات العراقية مقتل ستة مسلحين، واعتقال 218 شخصا آخر في العاصمة.

وتأتي العمليات الأمنية الجديدة بعد تصاعد في التفجيرات الانتحارية، يقول قادة عسكريون أميركيون انها محاولة من تنظيم «القاعدة» لإعادة اشعال العنف الطائفي.

وقال اللفتنانت ـ جنرال ريموند أوديرنو في بيان معلنا بدء الهجوم إنه «بالتعاون مع قوات الأمن العراقية عن كثب، سنواصل ملاحقة عناصر القاعدة وغيرهم من المتطرفين في أي مكان، يحاولون اللجوء اليه»، حسبما أوردته وكالة رويترز. ولم يذكر أوديرنو تفصايل تذكر عن الهجوم الجديد، ولكنه قال انه يتألف من «سلسلة من العمليات المشتركة بين القوات العراقية وقوات التحالف على مستوى الفرق والألوية، لملاحقة وتحييد ما تبقى من القاعدة في العراق، وغيرها من العناصر المتطرفة».

ولم يوضح أوديرنو، الذي يتولى القيادة اليومية للقوات الأميركية في العراق، مدى اختلاف هذه العملية عن العمليات الحالية، التي تقوم بها الولايات المتحدة لتعقب أفراد «القاعدة» أو ما هي المناطق التي ستستهدفها القوات الأميركية والعراقية.

ويقول الجيش الأميركي ان «القاعدة» تعرضت لضرر بالغ، ولكن لديها القدرة على تنفيذ ما يطلق عليه الهجمات «المذهلة» التي تسفر عن أعداد كبيرة من القتلى.

وهم يقولون ان «القاعدة» تستهدف الآن مجالس الصحوة، وهي مجموعات مسلحة تتلقى رواتبها من الجيش الأميركي، وتضم مقاتلين سابقين، نبذوا تشدد وعنف تنظيم «القاعدة».

ودفعت عمليات مكافحة التمرد التي قامت بها القوات الاميركية في النصف الثاني من عام 2007 «القاعدة» الى خارج بغداد ومنعتها من الحصول على الملاذ الآمن في البلدات والمناطق الزراعية المجاورة.

واتجه مقاتلو «القاعدة» شمالا الى محافظتي نينوى وصلاح الدين، وما زالوا يعملون في مناطق الى الجنوب من بغداد ومدينة بعقوبة، على بعد 65 كيلومترا الى الشمال من العاصمة. وكان القائد العسكري الاميركي الجنرال ديفيد بتريوس قد قال في الشهر الماضي، ان قواته ستلاحق بلا هوادة «القاعدة» التي يصفها بأنها «أكبر عدو يواجهه العراق»، على الرغم من قتل المئات من أفرادها وزعمائها. وذكر أوديرنو أن العملية الجديدة، ستتضمن عنصرا اقتصاديا «يهدف الى تحسين تقديم الخدمات الاساسية، وتنمية الاقتصاد وقدرات الحكم المحلي».

وأضاف الجنرال الأميركي أن «العملية التي اطلق عليها اسم «فانتوم فينيكس»، سوف تغتنم المكاسب التي تحققت اخيرا من خلال العمليات الأمنية، لتفكيك مناطق دعم الشبكات الارهابية ومقرات قيادتهم».

من ناحية ثانية، خطف مسلحون مجهولون ثمانية من عناصر الصحوة الشيعية في حي الشعب الشيعي شمال شرقي بغداد مساء اول من أمس. وأوضحت مصادر أمنية ان «مسلحين يستقلون خمس سيارات، هاجموا حاجز تفتيش يديره عناصر الصحوة، وخطفوا ثمانية اقتادوهم الى جهة مجهولة مساء امس الاثنين (أول من أمس)»، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى، قال مصدر أمني إن «مسلحين يستقلون سيارتين اطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت، على قائد مجلس «الصحوة» اسماعيل عباس في حي الشعب مساء الأحد، بينما كان أمام منزله في الحي المذكور فقتل فورا». وقد لقي قائد «مجلس الصحوة في الأعظمية» العقيد رياض السامرائي مصرعه أمس في حي السبع ابكار في الأعظمية السنية بتفجير انتحاري.

الى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي مقتل عقيد في وزارة الداخلية، وأحد المسؤولين في دائرة الضريبة في بغداد. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين هاجموا العقيد محمد غرير كاطع، اثناء توجهه الى مقر عمله صباح اليوم (امس) وأمطروه بوابل من الرصاص، ما اسفر عن مقتله بالحال». وأكد أن الحادث «وقع الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي صباحا (00.05 تغ) في منطقة الزعفرانية في جنوب شرقي بغداد».

وفي حادث منفصل آخر، أكد المصدر أن «مسحلين أطلقوا النار على سيارة معاون مدير دائرة الضريبة، بينما كان امام منزله في حي المنصور فأردوه قتيلا».

كما أسفر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارة صالح منصور مسؤول المجلس المحلي لحي اليرموك غرب بغداد، عن مقتله واصابة اثنين من المدنيين بجروح. وعلى صعيد آخر، أفاد بيان عسكري عراقي بأن القوات العراقية تمكنت من قتل ستة مسلحين واعتقال 218 شخصا آخر في إطار عمليات خطة «فرض القانون» لتطهير بغداد من الجماعات المسلحة.

وذكر البيان الصادر عن قيادة عمليات «فرض القانون» في بغداد أن القوات المسلحة العراقية «واصلت عمليات تطهير مدينة بغداد وضواحيها، من الزمر الإرهابية في إطار خطة فرض القانون، وتمكنت من قتل 6 إرهابيين واعتقال 218، بينهم 19 مشتبها بهم، وتحرير أربعة مختطفين، وتفكيك 20 عبوة ناسفة في مناطق المنصور والدورة والرصافة والأعظمية والصدر وأبو غريب والمحمودية والتاجي»، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف البيان أن أربعة من عناصر القوات المسلحة العراقية قتلوا، جراء هذه العمليات، وجرح 14 شخصا آخر.