«جبهة التوافق» قلقة من عودة العنف وتدعو الحكومة إلى حماية «مجالس الصحوة»

مقاتلو «الصحوة»: نجاحنا أغاظ «القاعدة».. وجهات حكومية لا ترغب بنا

TT

فيما عبرت جبهة التوافق العراقية، أمس، عن قلقها «الشديد» من عودة مظاهر العنف الى بغداد واستهداف عناصر مجالس الصحوة وطالبت الحكومة بلعب دور أكبر في دعم هذه المجالس وحماية افرادها، قالت عناصر من مجالس «الصحوة» إن النجاح الذي حققوه «أغاظ تنظيم القاعدة»، وان هناك جهات حكومية «لا ترتاح لوجود الصحوة، اما بسبب المادة او الخوف».

وقالت كتلة جبهة التوافق البرلمانية في بيان قرأه النائب عبد الكريم السامرائي في جلسة اعتيادية عقدت أمس «ان جبهة التوافق العراقية... ينتابها القلق الشديد لعودة مظاهر العنف في عموم العراق وفي بغداد خاصة».

وأضاف السامرائي «ومن هذه المظاهر الخطيرة استهداف جماعات الصحوة ورجالها وقادتها التي كانت ولا زالت عاملا مهما وعنصرا فاعلا في استتباب الامن وإشاعة روح التفاؤل والأمل في البلاد». وانتقد العمليات المسلحة التي استهدفت في اليومين الماضيين رئيس مجلس صحوة الاعظمية بشمال بغداد وقبله مسؤول مجلس الصحوة في منطقة الشعب بشمال شرقي بغداد والتي أدت الى مقتلهما. وطالب بيان الجبهة مجلس النواب «ان يرفع صوته بالإدانة وان يطالب الحكومة والاجهزة الامنية في ان تؤدي دورها في دعم الصحوة وحماية افرادها وقادتها والكشف عن الايادي الاثيمة التي تريد ان تعيد العراق الى حالة فقدان الامن وضياع آمال العراقيين». وأضاف «كما نطالب دول الجوار ان يكون دورها ايجابيا وان تكون اداة فاعلة في منع تسرب عناصر الإجرام والأسلحة الى العراق».

وقال السامرائي الذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب «لقد ظهر مؤخرا نوع جديد من العبوات الناسفة يبدو انها ادخلت مؤخرا الى العراق كان آخر ضحاياها الشهيد رئيس المجلس البلدي في اليرموك صباح اليوم (أمس)».

وكانت الشرطة العراقية قد اعلنت في وقت سابق من أمس أن عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة السيارة التي كان يستقلها رئيس المجلس البلدي لمنطقة اليرموك بغرب بغداد، مما ادى الى مقتله وإصابة اثنين من حراسه بجروح.

وشهدت بغداد في اليوميين الماضيين تصعيدا ملحوظا في العمليات المسلحة بعد فترة من الهدوء النسبي خلال الشهرين الماضيين. وأدت هذه العمليات الى مقتل وإصابة العشرات.

من ناحية ثانية، قال الشيخ مشعان السعدي عضو مجلس الصحوة في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) وأحد شيوخ بني سعد في المحافظة، ان ظاهرة استهداف مجالس «الصحوة» التي حدثت مؤخرا تدل على شدة الضربات التي وجهتها تلك المجالس الى تنظيم القاعدة. وقال السعدي لـ«الشرق الاوسط» إن «تحسن الوضع الامني في البلاد اغاظ التنظيم الذي خسر الكثير من قواعده في البلاد بعد انضمام مجاميع كبيرة من الفصائل المسلحة العراقية الى المجالس في حربها ضد القاعدة»، وأشار الى ان «القاعدة لم تدرك طبيعة الاختلاف الايديولوجي بينها وبين باقي الفصائل وحاولت تنصيب نفسها زعيماً للمقاومة المسلحة في العراق، الامر الذي تسبب في انهيار الجناح العسكري الذي كان يؤيدها من الفصائل المسلحة العراقية». وعن الجهات التي تستهدف مجالس «الصحوة»، قال «ان القاعدة هي التي تستهدف المجالس وان الحديث عن وجود أطراف سياسية داخلية تقف وراء استهداف عناصر الصحوة أمر لا صحة له».

الى ذلك، قال علي البرهان، شيخ عشائر العزة، ورئيس مجلس شيوخ العشائر في بعقوبة، «ان استهداف الصحوة أمر معروف ممن يصدر، حيث نرى أن هناك العديد ممن لا يرغبون للعراق بالاستقرار واستتباب الامن فيه ولا يسعون لذلك، وان الصحوة أثبتت للعالم وللعراقيين أنها السبيل الوحيد لاستتباب الامن وعودة الاستقرار، وهو أمر لم تستطع ان تقوم به لا القوات الاميركية وحتى القوات الامنية العراقية».

وأكد البرهان لـ«الشرق الاوسط» أن «على الحكومة العراقية ان تمد يدها بشكل جدي وفعال لمساعدة هذه المجالس». وحول الاصوات المعارضة لمجالس «الصحوة»، قال ان «هناك الكثيرين داخل الحكومة لا يرتاحون لوجود الصحوة، اما بسبب المادة او الخوف، لاسيما وان العديد منهم يتخوف من انشاء ميليشيا جديدة، وهو أمر ننفيه لأننا نعد مجالس الصحوة جاءت لمساعدة العراق وإنقاذه من الارهاب، وفيما اذا تم ضم عناصره في صفوف الجيش والشرطة فان الوضع الامني سيشهد مزيداً من الاستقرار».

وعن تردد أن هناك عناصر من البعثيين داخل عناصر مجالس الصحوة، أكد «قد يكون هذا الامر صحيحاً، فاذا كان بعثياً وعاد للصف الوطني فما المشكلة في ذلك، وحتى الذين ينتمون الى القاعدة وكانوا من المؤيدين لها ولم تتطلخ أيديهم بدماء العراقيين فلماذا لا نعطيهم فرصة بالعودة والدفاع عن بلدهم». وأضاف «لا ننسى أن الأنبار كانت الحاضنة الرئيسة لتنظيم القاعدة، وعندما تبين أن هذا التنظيم يقوم باستهداف العراقيين أجمعهم ثاروا على «القاعدة» وتم طردهم من المدينة»، مؤكداً «المفروض أن نستقبل كل من يغير سلوكه الى سوك وطني وان نتسامح معه، لأنها اللبنة الأساس في عملية المصالحة والطريق الوحيد لعودة الأمن الى البلاد».