براون يرد على منتقديه: أتعلم من الماضي وأركز على المستقبل البعيد

حذر من «المطبات الاقتصادية العالمية».. وطالب بإصلاح المنظمات الدولية

TT

بدأ رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، العالم الجديد مثلما انهاه، مدافعاً عن مستقبله السياسي امام تراجع حاد لشعبيته واستناداً الى نجاحه في ادارة الشؤون الاقتصادية في البلاد. واطلق براون مؤتمره الصحافي الشهري قائلاً: «يمكننا جميعاً ان نتعلم من الماضي كلما نتقدم»، ليؤكد «قوة الاقتصاد البريطاني في وقت يشهد فيه العالم مطبات اقتصادية». وجاءت تصريحات براون في وقت تشهد فيه شعبيته تراجعاً ملحوظاً في استطلاعات الرأي. ونشرت صحيفة «التايمز» نتائج استطلاع اظهرت ان 60 في المائة من الشعب البريطاني لا يعتقدون ان براون يتمتع بالصفات الكافية لقيادة البلاد.

وشدد براون على القضايا الاقتصادية أمس، قائلاً: «الامر الجوهري هو الابقاء على اقتصاد مستقر مع نسبة منخفضة من التضخم مع المرونة الكافية لاتخاذ القرارات البعيدة المدى الصحيحة». يذكر ان مستوى التضخم في بريطانيا هو 2 في المائة، بينما المعدل في اوروبا 3 في المائة والولايات المتحدة شهدت نسبة تضخم وصلت الى 4 في المائة. وبما ان براون كان المسؤول الاول عن الاقتصاد خلال السنوات العشر الماضية في حكومة توني بلير، فإن خبرته الاقتصادية تعتبر من اهم ميزاته. وقال براون: «لدينا اكثر اقتصاد نمواً في مجموعة الدول الصناعية السبع، واقل مستويات البطالة منذ عام 1975». واصطحب براون في المؤتمر الصحافي أمس وزير الخزانة اليستير دارلينغ ليجيب عن اسئلة الصحافيين حول الاقتصاد البريطاني. ورداً على سؤال حول استطلاع الرأي الذي اظهرت نتائجه ان 44 في المائة من الشعب البريطاني يفضلون تولي رئيس حزب «المحافظين» المعارض ديفيد كامرون رئاسة الحكومة، بينما 40 في المائة فقط منهم يؤيدون رئيس الوزراء الحالي، قال براون: «لا آخذ أي استطلاع للرأي محمل الجد، فلا اريد التركيز على المدى القصير وأركز على المدى البعيد والاستعداد للمستقبل».

وكان براون قد تردد في حسم قرار اجراء انتخابات مبكرة في اكتوبر (تشرين الاول)، مما اضر بشعبيته بينما ازدادت التكهنات حول موعد الانتخابات. وعندما سئل امس حول موعد الانتخابات، قال براون: «تعلمت انني لن اضارب في مسألة الانتخابات ولا اريد الانشغال عن التحديات البعيدة الأمد، مثل تأمين إمدادات الطاقة وتزويد الأيدي العاملة بالتدريب الضروري». وأضاف: «حان الوقت لاتخاذ الخيارات الصحيحة، وستقيم هذه الخيارات عندما يحين الوقت الملائم». يذكر ان النظام الانتخابي البريطاني يعطي رئيس الوزراء الحق في تحديد موعد الانتخابات، بشرط الا تكون اكثر من 5 اعوام منذ موعد آخر انتخابات. وبعد ثلاثة أشهر من تراجع شعبيته، أطلق براون حملة لتحسين صورته وصورة حكومته امام الناخب البريطاني. وتم الاعلان عن تعيين خبير في العلاقات العامة ستيفن كارتر كبير مستشاري براون. وكان كارتر رئيس مجموعة «برانزويك» للاتصالات ورئيساً لمؤسسة «اوفكوم» لتنظيم الاعلام والاتصالات في البلاد. وسيكون كارتر مسؤولاً عن 18 من مستشاري براون، ويترأس القسم السياسي لمقر رئاسة الحكومة، ويشرف على الاستراتيجية السياسية والإعلام. ولم يخل مؤتمر أمس من القضايا الدولية، إذ شدد براون على رغبة بلاده في رؤية تقدم سياسي افضل في العراق. ورداً على سؤال «الشرق الاوسط»، قال براون: «وتيرة التقدم في قضية المصالحة الوطنية ليست بالسرعة الكافية ويجب اسراع وتيرتها خلال هذا العام». واشار الى ان هذه القضية كانت من بين المواضيع التي اثارها اثناء لقائه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي»، مضيفاً: «شددت على المالكي اهمية إقرار القوانين (العالقة في البرلمان) مثل قانون النفط والانتخابات المحلية، وهي رسائل من شأنها ان توحد البلاد». من جهة اخرى، اعلن براون ان «المنظمات الدولية اصبحت جاهزة للاصلاح»، مشدداً على ضرورة اصلاح النظام المالي العالمي والمنظمات الدولية مثل مجموعة الدول الصناعية الثماني والأمم المتحدة. وقال: «المؤسسات قامت في الاربعينات من القرن الماضي ويجب ان تكون جاهزة لعام 2008». وابدى براون تأييده اقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي توسيع مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى بحيث يصبح عددها 13 مع انضمام كل من الصين والهند وجنوب افريقيا والمكسيك والبرازيل إليها.