كيباكي يعلن تشكيل حكومة غير مكتملة واودينغا يصفها بـ «المزحة»

كوفور يصل إلى نيروبي للتوسط لحل الأزمة

TT

اعلن الرئيس الكيني، مواي كيباكي، في كلمة متلفزة بعد ظهر أمس التشكيلة الجزئية لحكومة «انفتاح واسع» مع اسناد منصب نائب الرئيس الى كالونزو موسيوكا الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية التي ترفض المعارضة الاعتراف بنتائجها، وترك التشكيلة غير مكتملة لإتاحة المجال للمعارضة للمشاركة فيها. وفور إعلان كيباكي تشكيل حكومة أطلق عليها اسم حكومة «الانفتاح الواسع»، وصف حزب أودينغا هذه الحكومة بأنها «مناورة» و«مزحة». وقال الأمين العام للحركة البرتقالية، انيانغ نيونغو، لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن لا نعترف بالرئيس وبالتالي لا نعترف بحكومته... إذا كان يرفض أن يكون نزيها في هذه الانتخابات، فسيرى من نحن».

وقال كيباكي «يسرني ان أعلن عن جزء من حكومتي. وفي اختيار اعضاء الحكومة اخذت في الاعتبار اهمية إبقاء البلاد موحدة وهادئة ومزدهرة وايضا وجود ادارة قوية تتسم بانفتاح واسع.. وانطلاقا من هذا عينت النصف الاول من حكومتي». وترك كيباكي تشكيلة حكومته غير مكتملة ليتيح للحركة الديمقراطية البرتقالية بقيادة زعيم المعارضة المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية رايلا اودينغا المشاركة فيها. وضمت التشكيلة الحكومية الجزئية عضوين من الحركة الديمقراطية البرتقالية ـ كينيا المعارضة.

وفي المقابل، أعلن أودينغا أمس رفضه اجراء المحادثات الثنائية التي دعا كيباكي إليها الجمعة من دون وجود طرف ثالث. وقال ان عرض الحكومة اجراء محادثات ثنائية من دون وساطة دولية سيكون من باب «الاستعراض». وأضاف في مؤتمر صحافي: «لن نحضر محادثات الجمعة.. انها استعراض». وصرح بانه لن يقبل اجراء محادثات إلا بوساطة رئيس غانا والرئيس الحالي للاتحاد الافريقي جون كوفور الذي وصل الى نيروبي أمس لكنه لم يدع للمشاركة في المحادثات.

ووصل كوفور إلى كينيا للتوسط بين الاطراف المتنازعين لحل الازمة السياسية التي أدت الى مقتل 500 شخص في الأقل. ويتوقع أن يجري كوفور الذي شارك سابقا في تسوية صراع بين ليبيريا وكوت ديفوار محادثات مبدئية مع زعيم المعارضة أودينغا اليوم. وقال سالم لوني المتحدث باسم أودينغا: «سيشارك السيد أودينغا في اجتماع مع السيد كيباكي فقط اذا كان ذلك جزءاً من عملية تفاوضية من المتوقع أن يبدأها الرئيس كوفور. واستبعد أودينغا أي اجتماع ثنائي مع كيباكي الا اذا أجري عبر وسيط دولي». ويتهم أودينغا الرئيس الحالي كيباكي بتزوير الانتخابات التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وترفض المعارضة قبول فوز كيباكي. وكانت كينيا قد شهدت أعمال عنف بعد الانتخابات بين أنصار الطرفين المنقسمين على أسس عرقية حيث تشير تقديرات الشرطة إلى مقتل 500 شخص في أعمال عنف. يذكر أن الاسقف الجنوب أفريقي ديسموند توتو الحاصل على جائزة نوبل والمبعوثة الأميركية لافريقيا جينداي فريزر بذلا جهود وساطة أيضا الاسبوع الماضي بين الأطراف السياسية المتناحرة في كينيا. وصدمت القوى العالمية بأعمال العنف في كينيا، بما في ذلك إحراق نحو 30 شخصا يحتمون داخل كنيسة قرب بلدة الدوريت الغربية. وقام خمسة رؤساء أفارقة سابقون وبينهم رئيس موزامبيق السابق جواكيم تشيسانو بجولة أمس في بلدة الدوريت حيث ما زال أقارب ينتشلون جثث ذويهم بعد أيام من جرائم القتل العرقي في الوادي المتصدع. وتقيم وكالات الاغاثة مخيمات مؤقتة في الحقول وتسرع في نقل الاغذية والبطاطين والادوية لعشرات الآلاف من المشردين من جراء الصراع. ويقضي كثيرون لياليهم في العراء وسط الاحوال الجوية الباردة بعد أن أحرقت منازلهم.