تحركات إقليمية ودولية لاحتواء التوتر بين السودان وتشاد

متمردو دارفور يناشدون المجتمع الدولي التدخل لحماية السكان من نقص الأغذية

مصوِّر يأخذ لقطة لصورة الصحافي السوداني سامي الحاج المعتقل في سجن غوانتانامو أثناء مظاهرة في الخرطوم تطالب بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)
TT

بدأت تحركات إقليمية ودولية لاحتواء التوتر بين السودان وتشاد للحيلولة دون اندلاع الحرب بينهما. وفي هذا الخصوص تنتظر الخرطوم وصول مبعوث من الزعيم الليبي معمر القذافي زعيم تجمع الساحل والصحراء الافريقي للقاء بالمسؤولين السودانيين حول إمكانية تهدئة الأوضاع مع تشاد. فيما اجرى الممثل الخاص للأمم المتحدة في الخرطوم مباحثات مع وزير الخارجية السوداني دينق الور لاحتواء التوتر بين العاصمتين الخرطوم وانجامينا. في نفس الوقت، توجهت تشاد إلى العاصمة طرابلس لتقديم شكوى ضد السودان لدى تجمع «س ص» بشأن التوتر الاخير على الحدود المشتركة بين البلدين.

وقال الوزير السوداني الور إن بلاده تمارس في الوقت الحاضر «ضبط النفس واستنفاذ القنوات الدبلوماسية» إزاء التصعيد من قبل تشاد، ولكنه قال «هذا مع الاحتفاظ بحقها المشروع في الرد بالمثل»، قبل ان يعرب عن اسفه لما تقوم به تشاد تجاه السودان. وابلغ الور في اللقاء الذي جمعه بالممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة، أشرف قاضي، «أنه ليس من مصلحة تشاد ولا السودان الدخول في مواجهة فيما بينهما».

وكشف الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، امين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني، عن عزم الحزب التنسيق مع الاجهزة الرسمية لفتح اتصالات بين السودان وتشاد بغرض تجنيب العلاقات بين البلدين المزيد من التدهور. وأشار الى امكانية استثمار أمانة العلاقات الخارجية لعلاقات المؤتمر الوطني القوية مع جبهة الانقاذ الحاكمة في تشاد لقيادة حوار لتجنيب البلدين خطر المواجهة العسكرية. وأشاد بسياسة ضبط النفس التي يتميز بها موقف الحكومة.

وفي سياق التحركات الاقليمية لاحتواء التوتر، قالت مصادر مطلعة ان الخرطوم تنتظر وصول محمد المدني الازهري كمبعوث من تجمع «س. ص» أوفده الزعيم القذافي لتهدئة الاوضاع بين البلدين. وكشفت المصادر التي تراقب التوتر عن كثب ان هناك تصعيداً سياسياً وتعبوياً ضد السودان. ويطالب الحزب الحاكم في تشاد بقطع العلاقات مع السودان.

ونسب الى مصدر أمني رفيع، فضل حجب اسمه، قوله ان الحكومة لديها الدلائل الكافية التي تشير لتورط حكومة إدريس ديبي في ذلك، ومضى ان السلطات اطلعت الاتحاد الافريقي على الجرحى في مستشفى الجنينة. وكشف المصدر عن إحصائية تم رصدها تشير إلى اختراق الطيران التشادي للحدود السودانية 5 مرات، وقصف الاراضي بذات العدد. وكان تقرير من الامم المتحدة قد افاد أن طائرات تشادية قصفت مواقع لمتمردين تشاديين قرب عاصمة ولاية غرب دارفور في ثاني حادث في نوعه عبر الحدود، تتحدث عنه تقارير خلال أسبوعين. وابدى رئيس قوات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (الهجين) في دارفور، رودلف ادادا، قلقه العميق من تصاعد التوتر على الحدود السودانية ـ التشادية، وتخوف من تأثير ذلك سلباً على نشر القوات الهجين لحفظ السلام في دارفور. وقال ادادا في بيان صدر عنه: «اذا لم يتم احتواء الموقف، فان المدنيين والنازحين سيكونون اول ضحايا اعمال العنف الجديدة».

من جهته، اعترف المتحدث باسم الحكومة التشادية وزير الإعلام حورمجي موسى دومغور ضمنيا امس بان سلاح الجو التشادي قصف خلال الايام الماضية قواعد داخل السودان تابعة للمتمردين المناوئين لنظام الرئيس ديبي. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول الغارات التي استهدفت بحسب مصادر عسكرية تشادية مواقع للمتمردين التشاديين في دارفور، قال وزير الاعلام ان المتمردين «بما انهم يأتون من السودان فمن غير المفاجئ ان نضربهم هناك من حيث يخرجون».

من جهة ثانية، ناشدت حركة العدل والمساواة المجتمع الدولي ومنظمات الاغاثة العالمية التدخل السريع، وانها ستوفر الحماية للمنظمات لوقف معاناة اللاجئين والنازحين من مواطني ولاية غرب دارفور.

وقال رئيس الحركة الدكتور خليل إبراهيم لوكالة الصحافة الفرنسية ان هناك احتياجا عاجلا للغذاء، وتوجد مناطق محددة فيها نقص حاد للغذاء. واضاف ان النازحين في معسكرات شمال الجنينة بغرب دارفور يعانون من نقص الغذاء، داعياً برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة والمنظمات الاخرى بالتدخل السريع.