البنا والدغايس أمام القضاء البريطاني مجددا 14 فبراير

محام بريطاني: إسبانيا مشاركة في انتهاكات غوانتانامو

الفلسطيني جميل البنا قبل مثوله امام محكمة ويستمنستر امس (رويترز)
TT

قال محام موكل عن مواطنين عربيين امس ان السلطات الاسبانية متواطئة في نقل الولايات المتحدة سرا لشخصين مقيمين في بريطانيا لخليج غوانتانامو وانها شاركت في استجوابهما هناك. وقال المحامي ادوارد فيتزجيرالد ان اسبانيا سهلت المعاناة التي تعرض لها موكلاه جميل البنا (ابو انس الفلسطيني) وعمر دغايس اللذان أطلق سراحهما الشهر الماضي بعد أن تعرضا لما وصفه بأنه استجواب وتعذيب مكثف في معسكر الاعتقال الاميركي في كوبا.

وابلغ فيتزجيرالد محكمة ويستمنستر بلندن التي تدرس طلبا اسبانيا بترحيل الرجلين من بريطانيا ليواجها اتهامات تتعلق بالارهاب: «النقطة المحورية التي سنبرزها هي ان السلطات الاسبانية كانت متواطئة بوضوح في المحنة التي تعرضا لها في الاعوام الخمسة الماضية». وقال ان اسبانيا وافقت على نقل الرجلين سرا عبر مجالها الجوي من افغانستان الى غوانتانامو.

وقال المحامي ان السلطات الاسبانية لم تكتف بامداد السلطات الاميركية بمواد تمكنها من استجواب الرجلين بل ارسلت محققيها للمشاركة في الاستجواب.

وطالب بمعرفة ما اذا كانت اسبانيا قد سعت لترحيل الرجلين اثناء وجودهما في غوانتانامو. وقال ان من الظلم أن تسعى السلطات لاستجوابهما بشأن المزاعم نفسها التي برأتهما السلطات الاميركية منها. وابلغ المحكمة: نحن نؤكد ان هذه قضية سوء استغلال للسلطة وانتهاك للاجراءات.

وقال ديفيد بيري الذي يمثل السلطات الاسبانية ان اسبانيا تريد محاكمة الرجلين للاشتباه في انهما عضوان في خلية تابعة لتنظيم القاعدة هناك.

وينفي الرجلان بشدة هذا الاتهام بالانتماء لتنظيم ارهابي الذي تصل عقوبته الى السجن 15 عاما. ورفع القاضي تيموثي وركمان الجلسة حتى يوم 14 فبراير (شباط) المقبل.

والقضية تثير مجددا مسائل شائكة تتعلق بتواطؤ مزعوم بين حكومات أوروبية والسلطات الاميركية في عمليات نقل سرية نفذتها وكالة المخابرات المركزية الاميركية «سي.اي.ايه» لمشتبه فيهم عرفت باسم عمليات التسليم. وأدانت الحكومات الغربية الاعتقال دون محاكمة في غوانتانامو، ودعت لإغلاق المعسكر. لكن الكشف عن أن بعض هذه الحكومات ارسل ضباط مخابراته لاستجواب المشتبه فيهم هناك اثار جدلا في العديد من الدول منها فرنسا وألمانيا. واعتقل البنا وهو اردني لديه خمسة ابناء بريطانيين في غامبيا في غرب افريقيا عام 2002 ونقلته الولايات المتحدة أولا الى افغانستان ثم الى غوانتانامو. وافاد موقع لانصار دغايس على الانترنت وهو ليبي تزوج في افغانستان عام 2001 انه فر من هناك مع زوجته وطفله بعد الغزو الاميركي في ذلك العام واعتقل في باكستان وهو في طريقه عائدا لبريطانيا. وقالت جمعية ريبريف الخيرية التي تضم محامين يدافعون عن المحكوم عليهم بالاعدام والتي تمثله انه فقد بصر احدى عينيه بعد ان هاجمه حراس اميركيون برشاش فلفل في غوانتانامو.

وكان البنا البالغ من العمر 45 عاما قد اعتقل فور وصوله الى مطار لوتن شمال لندن بأمر اعتقال اوروبي اصدرته السلطات الاسبانية الشهر الماضي، كما خضع لتحقيق قبل تحويله على القضاء. وقد حظي البنا باهتمام السلطات الامنية لكونه يعرف ابا قتادة الذي يعتبر من ابرز الوجوه المرتبطة بالقاعدة في بريطانيا.