نيويورك: جيل جديد من أجهزة التحذير المبكر لكشف أي هجمات بالأسلحة البيولوجية

جدل حول الاعتماد على مجسات جديدة

TT

شرع مسؤولو المدينة الشهر الماضي في تفعيل جزء من الجيل الجديد من أجهزة التحذير المبكر، لكشف أي هجمات بالأسلحة البيولوجية، وذلك بتشغيل عدد محدود من أجهزة بحجم خزانات الملفات موضوعة في مناطق مزدحمة وحساسة بمانهاتن. إلا ان مسؤولي سلطات المدينة قالوا ان مساعيهم لتوسيع نطاق برنامج نشر أجهزة الإنذار المبكر لأي هجوم بالأسلحة البيولوجية أثار اعتراضات مفاجئة من جانب البيت الأبيض، الذي لا يستخدم هذه الأجهزة على نطاق واسع. وأشار مسؤولون إلى ان ادارة بوش كانت قد حثت السلطات المحلية، قبل خمس سنوات، على تسريع خطوات نشر أجهزة كشف استخدام الأسلحة البيولوجية، وأنفقت مليارات الدولارات على المبادرات ذات الصلة بمنع أي هجوم من هذا النوع. ويقول مسؤولون الآن ان حماسة ادارة بوش وحسها بأهمية هذه القضية قد تراجع خلال العام الأخير لها في البيت الأبيض. وتركز الجدل على امكانية الاعتماد على المجسات الجديدة، التي يكلف الواحد منها 100000 دولار اميركي، وما إذا كانت تكلفتها معقولة وتسمح بنشرها على نطاق واسع، كما تركز أيضا حول ما إذا كانت المطالب في إطار التنافس داخل الكونغرس قد أضعفت رغبة واشنطن ودعمها المبكر لهذا المشروع. وأعرب ريموند كيلي، مفوض شرطة نيويورك، عن رغبته في إبداء الجهات المسؤولة اهتماما أكبر بمجسات وأجهزة الإنذار المبكر وتحسين قدراتها في إطار برنامج للتحسب من أي هجوم بيولوجي، وهو البرنامج الذي نصبت بموجبه مجسات فحص هوائية عام 2003 في ما يزيد على 30 مدينة اميركية، بغرض الكشف عن أي هجوم بيولوجي بإطلاق جراثيم الأنثراكس أو الطاعون أو الجدري في الهواء. ويهدف مشروع الإنذار المبكر من الهجمات البيولوجية إلى تسريع استجابة السلطات الصحية في الساعات الحرجة قبل ظهور الأعراض على السكان. وكانت الجهات المعنية قد أنفقت ما يزيد على 400 مليون دولار على المشروع حتى الآن، إلا ان مسؤولين في نيويورك ومدن أخرى قالوا ان الأجهزة التجريبية التي نصبت في السابق بموجب البرنامج لا تعمل وفقا لما كان مطلوبا. جدير بالذكر ان هذه الأجهزة تلتقط جزيئات من الهواء وتمررها على مصفيّات يتم جمعها يدويا مرة في اليوم ويجري فحصها في مختبرات، حيث تستغرق عملية كشف الجراثيم المسببة للمرض 30 ساعة. ومن المحتمل ألا تحتفظ الأجهزة بالكائنات المسببة للمرض حية، وهي ما يحتاجه العلماء لتحديد خيارات العلاج. وتعتبر العملية بصورة عامة مكلفة من الناحية المادية والبشرية، وربما تكون هناك تحذيرات كاذبة ومشاكل تتعلق بنوعية الخدمة وعيوب تتعلق بحجم المشروع، على الرغم من ان الميزانية المرصودة له تبلغ 85 مليون دولار في العام. وقال مسؤولون في نيويورك انهم يفضلون نظاما جديدا لكشف الجراثيم المسببة للأمراض، جرى تشغيله الشهر الماضي بواسطة مختبرات لورانس ليفرمور الوطنية، بدعم من السلطات الفيدرالية. وتجري عملية فحص الهواء كل ساعة وتعمل الأجهزة بصورة أوتوماتيكية لمدة أسبوع وهي قادرة على تحديد 100 من الكائنات الضارة من خلال نوعين من الاختبارات البيولوجية والبيوكيماوية، كما انها تستطيع المحافظة على الكائنات حية لكي يتمكن العلماء من تحديد خيارات العلاج، كما انها تحول النتائج فورا إلى المقر الرئيسي للمتابعة.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»