يخططون للبناء وسط باب العامود قرب المسجد الأقصى

المستوطنون يستقبلون بوش ببؤر عشوائية واستيلاء على أراض

TT

كشفت مصادر اسرائيلية وفلسطينية، عن تصاعد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية، مع بدء زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش للمنطقة. وقالت المصادر انه سيتم بناء ستين مسكنا جديدا في القدس الشرقية، بينما تم مساء اول من امس، اقامة بؤرتي استيطان عشوائيتين جديدتين في الضفة الغربية قرفي محيط مستوطنتي «افرات» قرب رام الله، و«بساغوت» قرب بيت لحم. في الوقت ذاته استولى فيه مستوطنون آخرون على قطعة أرض فلسطينية في منطقة «وادي النصارى» الملاصقة لمستوطنة «كريات أربع» شمال الخليل، جنوب الضفة الغربية. وستبنى المساكن الـ60 في حي راس العامود القريب من المسجد الاقصى. ومن المنتظر ان تقيم العائلات الاسرائيلية على اراض اشتراها المليونير الأميركي ايرفينغ موسكوفيتش قبل 15 عاما. ويمول موسكوفيتش منذ سنوات مشاريع عقارية لجمعيات مستوطنين في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل.

وقالت صحيفتا «هآرتس» و«معاريف» ان المشروع، حصل على كل التراخيص الضرورية من بلدية القدس.

وحسب هآرتس، فإن المشروع الجديد قد يحول دون اقامة ممر للفلسطينيين يربط الضفة الغربية بباحة المسجد الاقصى في القدس القديمة، في اطار اقامة دول فلسطينية في المستقبل. أما صحيفة «معاريف»، فقالت ان مجموعة من اليمين المتطرف، اشترت ارضا مساحتها هكتاران، تقع بين بيت لحم وجنوب القدس قرب حي جيلو الاستيطاني، بهدف اقامة حي اسرائيلي جديد فيها. وذكرت الصحيفة ان حكومة ايهود اولمرت تأمل بعدم التعرض لانتقادات أميركية بصدد هذين المشروعين لاعتبارهما مشروعين عقاريين «خاصين». ويقيم نحو مئتي الف اسرائيلي في 12 حيا جديدا بنيت في القدس الشرقية بعد احتلالها في يونيو (حزيران) 1967. كما تسكن اكثر من 200 عائلة اسرائيلية في قلب الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، بينها 100 تقيم في الاحياء المسلمة والمسيحية من القدس القديمة.

ووفقاً لمصادر فسطينية، فقد قامت مجموعة من المستوطنين امس، بالاستيلاء على أرض قرب مستوطنة كريات اربع، في الخليل وشرعوا بنصب خيام فيها تمهيداً للبناء. وقالت هذه المصادر ان الشرطة والجنود الاسرائيليين ازالوا في وقت لاحق الخيام، الأمر الذي دفع بالمستوطنين لإغلاق الطريق بالمتاريس الحجرية، ومنعوا بذلك السكان الفلسطينيين في تلك المنطقة من التحرك والذهاب لأعمالهم، في ما التزم طلبة المدارس منازلهم، خوفاً من اعتداء المستوطنين عليهم، في منطقة مشحونة بالتوتر اصلا.

وطالب محافظ الخليل، الدكتور حسين الأعرج الرئيس الأميركي بوضع ملف الاستيطان على سلم أولوياته، وقال الأعرج «ما يفعله المستوطنون اليوم، هي رسالة منهم الى الرئيس بوش تقول.. إن الاستيطان مستمر». يذكر أن المستوطنين، يحتلون 5 بؤر استيطانية وسط مدينة الخليل، ويمنعون السكان من التحرك في شوارعهم بحرية، ويستولون على شوارع كاملة، يمنع الفلسطينيون من عبورها اصلا منذ سنوات.

ودعت السلطة الفلسطينية الرئيس الاميركي الى التدخل لدى اسرائيل لوقف الاستيطان، اذ تعول على قدرته في تحقيق انجازات سريعة خلال زياته الاولى للمنطقة من اجل الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان. وتفجرت الخلافات بعد مؤتمر انابوليس للسلام، في اعقاب اعلان اسرائيل نيتها بناء 307 وحدات سكنية في مستوطنة جبل ابو غنيم جنوب القدس. وتعهد اولمرت بعدم السماح بأي بناء جديد من دون أخذ موافقته بعد طلب تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). لكن ذلك، لن يشمل البناء في ابو غنيم، التي اصدرت التصاريح اللازمة فعلا لبدء البناء فيه. وتطلب السلطة وقف الاستيطان وفق ما تنص عليه خطة خارطة الطريق، التي تشترط وقف الاستيطان، وتفكيك الفلسطينيين للجماعات المسلحة، وهي خطة يتعثر تطبيقها حتى الآن. وكل ما طالب احمد قريع (ابو علاء) رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، الاسرائيليين بوقف الاستيطان، حسب ما تنص عليه خارطة الطريق، ردت عليه تسيفي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية رئيسة الوفد المفاوض بأن الخطة تشترط كذلك وقف اطلاق الصواريخ من غزة. التي لا تسيطر عليها قوات ابو مازن.