«يونيفيل» تنتقل إلى «إجراءات الأمن والحماية الشاملة» وقوى تعتبر الهجوم محاولة «إجهاض» للمبادرة العربية

وضع أمني حذر على الحدود اللبنانية مع إسرائيل

TT

تواصلت التحقيقات اللبنانية والدولية في عملية التفجير التي استهدفت امس الاول آلية لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان خلال انتقالها من بيروت الى مركز عملها في جنوب لبنان. وأعلنت المتحدثة باسم قوات «اليونيفيل» ياسمين بوزويان «ان اجراءات الأمن والحماية الشاملة وضعت حيز التنفيذ»، ولكنها لم تشأ الخوض في تفاصيل هذه التدابير الامنية «لان مجرد الخوض فيها ونشرها يلغي فاعليتها وجدواها». الى ذلك، حافظ الوضع الامني في الجنوب على وتيرة من الترقب والحذر في ظل التعزيزات الملحوظة التي اتخذتها القوات الاسرائيلية على طول الخط الازرق، بدءا من الناقورة وصولا الى محيط تلة العباد وانتهاء بمزارع شبعا. وسجل تحليق ملحوظ ليل امس الاول للطيران التجسسي، فيما رفعت قوات «اليونيفيل» وقوى الجيش اللبناني من وتيرة استعدادها وانتشارها في القطاعات الحدودية كافة، تحسبا لأي طارئ او اي خرق امني او النيل من قوات «اليونيفيل» او من مراكز الجيش اللبناني. وعاد القنصل الفخري لآيرلندا في لبنان خالد الداعوق الجنديين الآيرلنديين في مستشفى حمود ـ صيدا بطلب من حكومة آيرلندا وخصوصا وزيري الخارجية والدفاع. ولفت إلى أن الكتيبة الآيرلندية انسحبت من لبنان أواخر الشهر الماضي وهناك بعض الضباط ما زالوا يعملون في شتى أقسام الإدارة في «اليونيفيل». ودعا قادة القوة الدولية إلى «استنكار ما حدث والعمل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والتعاون لكشف الجناة وملابسات هذا الحادث الأليم».

الى ذلك اعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أن وحدة تابعة لـ«قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان» ستنفذ اليوم رماية مدفعية بالذخيرة الحية، من منطقة الناقورة في اتجاه البحر، في حضور ضباط من الجيش اللبناني.

ودعت المواطنين الى عدم الإبحار في المكان.

وكانت عملية الاعتداء موضع إدانة لبنانية واسعة لليوم الثاني على التوالي، فيما ربطها سياسيون من «14 اذار» بمحاولة «اجهاض» المبادرة العربية. واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان الاعتداء الذي تعرضت له قوة «اليونيفيل» بالقول «هذا الاعتداء عمل تخريبي وإجرامي يستهدف اللبنانيين ويسيء اليهم ويهدف الى زعزعة استقرار لبنان، ولا يصب إلا في مصلحة العدو الصهيوني وأعداء لبنان الذين يتربصون الشر بوطننا». واستنكر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب مصطفى هاشم «الاعتداء الارهابي الجديد الذي طال الكتيبة الآيرلندية» ووضعه في خانة «عرقلة الحلول وضرب الاستقرار الامني الداخلي، ومنع اليونيفيل من القيام بمهامها الموكلة اليها في الجنوب بموجب القرار 1701»، واعتبر «ان استهداف اليونيفيل وتزامنه مع تهديد رئيس عصابة فتح الاسلام شاكر العبسي بالاعتداء على الجيش اللبناني، هو استهداف واضح وخطير لاستقرار البلد، ولمقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب، وللتوافق والحلول، ورسالة استباقية لزيارة امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الى لبنان في الساعات المقبلة»، فيما سأل النائب اكرم شهيب عما اذا كان الاعتداء والصاروخان المجهولا المصدر (على مستوطنة شلومي الاسرائيلية) هما «فاتحة الإجهاز على المبادرة العربية، أم ان الاعتداء على اليونيفيل الذي لم يفاجئ احدا بعد وعد عاصف شوكت وتهديده بمواجهة قوات اليونيفل على الساحة اللبنانية عبر فريقه المعارض للترحيب بالعرب بلبنان». ودان رئيس «الاتحاد المسيحي الديمقراطي اللبناني» النائب نعمة الله أبي نصر «الاعتداء الجبان الذي تعرضت له السيارة التابعة للكتيبة الآيرلندية في الرميلة» معتبرا أن «الذين يقفون وراء هذا الاعتداء لا يؤمنون بلبنان وقضاياه المحقة وإنما هم طابور خامس مأجور يعمل لحساب أعداء لبنان وأعداء العروبة والإنسانية جمعاء».